الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«سيناء» خارج «أطلس حوض النيل المائي».. إثيوبيا تشغل مصر عن سد النهضة به.. والقاهرة من حقها مقاضاة مصدريه.. وتجاهله أفضل رد

حوض النيل - صورة
حوض النيل - صورة أرشيفية

خبراء عن أطلس دول حوض النيل المائي:
القوصي:
  • مصر تقاضي دول حوض النيل بسبب «الأطلس المائي»
أستاذ موارد مائية:
  • إثيوبيا تجرنا لمشاكل عن طريق «أطلس مائي»
  • والأطلس الصادر غير علمي وغرضه سياسي
باحث:
  • «الأطلس المائي» هدفه شغل مصر عن «سد النهضة»
  • وتجاهل مصر له أفضل رد

أطلقت مبادرة حوض النيل، بمدينة عنتيبي الأوغندية، أطلس للحوض ضم 10 دول، لكن الغريب هو استثناء شبه جزيرة سيناء من هذا الأطلس، معتبرا إياها خارج نطاق حوض النيل.

التحقيق التالي يسعى لتفسير تلك الخطوة، وكيف يتم استثناء جزء من دولة خوضية لخريطة رسمية لدول حوض النيل، ما الهدف من ذلك وما الرد المصري المتوقع هذا ما يجيب عليه الخبراء والمتخصصون خلال السطور التالية.

ففي هذا السياق، أكد الدكتور ضياء القوصي، مستشار وزير الرى الأسبق، نائب رئيس المركز القومى لبحوث المياه، أن شبه جزيرة سيناء جزء أصيل من حوض النيل، وأنه كان يمر بها أحد فروع النيل الذي تلاشى نتيجة إنشاء قناة السويس، ولذلك لا يحق لدول حوض النيل استثناؤها من الطلس المائي الذي أصدروه لدول حوض النيل، وعلى مصر التصدي لذلك قانونا.

النيل يمر في سيناء
وقال "القوصي": شبه جزيرة سيناء جزء أصيل من حوض النيل، وكان يمر بها أحد فروع النيل وهو الفرع البلوزي، والدليل هو وجود سهل طيني تبلغ مساحته 65 ألف فدان يسمى "سهل طينة" داخل شبه جزيرة سيناء، وكان على مصر منع إخراج هذا الأطلس بدون سيناء، إذ إن مصدري الأطلس تعللوا أن سيناء لا تنتمي لحوض النيل، وهذا غير صحيح لذا كان يجب على الدبلوماسية المصرية شرح ذلك وإثباته، وصدوره يعني أن مصر ستقاضي إثيوبيا ومصدري هذا الطلس.

وأوضح أن هذه الواقعة أثيرت قبل البدء في إنشاء ترعة السلام، وتم حسمه، وإثبات أن النيل كان له 5-6 أفرع وليس فرعين فقط، ولكن الفرع المار سيناء والواصل إلى البحر المتوسط تلاشى نتيجة إنشاء قناة السويس، وليس أمام مصر إلا المحكمة الدولية لإلغاء هذا الأطلس.

إثيوبيا تفتعل مشكلات ثانوية
فيما، أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا الاقتصادية بمعهد الدراسات الإفريقية في جامعة القاهرة، أن إثيوبيا تجرنا إلى مشاكل فرعية باستثناء سيناء من أطلس حوض النيل المائي، لافتا الى أن هذا الأطلس غير علمي، كما أن إثبات مصر أن أحد أفرع النيل مر بسيناء سيترتب على ذلك مروره بإسرائيل، أي أن إسرائيل ستتحول إلى دولة حوضية.

وقال "شراقي": الأطلس علمي صرف، يشمل كافة المعلومات المتعلقة بالنيل ودوله، فهو يشمل كافة المعلومات المائية عن الأنهار التي تغذي نهر النيل، ليصبح أصلا رسميا لكل منابع النيل ومصباته، وحوض النيل عمل علمي وليس سياسيا، والمعنى العلمي للحوض أن أي نهر يصب في النيل فكل محيطه ينتمي للحوض، لكن الأطلس الصادر استثنى سيناء بناء على رغبة إثيوبية ما صبغ الأمر بصبغة سياسية، حيث من المواضح أن هناك هيمنة إثيوبية على العمل.

سيناء حوضية تاريخيا وجيولوجيا
وأضاف أن الأصل جيولوجيا وتاريخيا أن سيناء تنتمي لحوض النيل، ولكن لا يهمنا إثبات ذلك، لأن الأصل هو أنه يمكن نقل مياه الحوض إلى أي جزء من دولة تنتمي إليه، فيجب التفرقة بين نقل المياه خارج الحوض ونقل المياه من الحوض إلى أي مكان ينتمي إلى دوله، وغرض إثيوبيا هو منع الماء عن سيناء بحجة أنها خارج الحوض، وهذا كلام غير علمي، لأن مصر دولة حوضية ويحق لها نقل الماء إلى أي جزء داخل حدودها.

وأوضح أن إثيوبيا تجرنا إلى مشاكل فرعية، وأصبح هم وزارة الري إثبات أن سيناء تنتمي إلى حوض النيل، وعلينا ألا ننساق وراء هذه التفاهات لأنه إن أثبتنا أن سيناء مر بها فرع من فروع النيل، فهذا سيعني مروره بإسرائيل، وسيحق لها المطالبة باعتبارها دولة حوضية.

ليس من حقهم
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور رامي عاشور، خبير العلاقات الدولية والأمن القومي، المتخصص في الشأن الإفريقي، أن دول حوض النيل ليس لهم الحق في استثناء سيناء من الأطلس المائي الذي أطلقوه.

وقال "عاشور": "الأطلس المائي هدفه تشكيل محور ضغط على مصر لشغلها عن الأزمة الأساسية وهي سد النهضة، والرد المناسب هو التجاهل والاهتمام بموضوع سد النهضة دون سواه".

إثيوبيا صاحبة الأزمة
وبخصوص لقاءات الرئيس عبدالفتاح السيسي بزعماء حوض النيل خلال قمة إفريقيا المقامة برواندا، أوضح الباحث بالشئون الإفريقية أي أي لقاء بعيدا عن الجانب الإثيوبي ليس له أي تأثير، فالجانب الإثيوبي هو المنوط بالأزمة ويجب المفاوضات تكون مباشرة معه.