قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

"تشليح" الجيش التركي!


هل أتاك حديث الأغا.. أنه طغى.. وعلى الجيش تكبر وبغى.. مرمغ سمعة جنوده وجنرالاته فى الوحل.. نزع عنهم شرف الزى العسكرى ليزحفوا على بطونهم فى مشاهد مخزية قضت لعقود طويلة على كرامة وعقيدة الجيش العثماني!

تتوالى المشاهد لما جرى مع الجيش التركى من ذل وإهانة على أيدى الميليشيات الأردوغانية الإرهابية، عادت بى لسنوات طويلة ماضية حين نلت شرف الجندية كضابط احتياط بالقوات المسلحة المصرية، تذكرت تلك الرهبة الممزوجة بالفخر وأنا ارتدى بزتى العسكرية لأول مرة مزهوا باللون الكاكى، فمنها استمد قوتى وفيها أكفن وأدفن إن نلت الشهادة.

ظل يرن فى اذنى كل ليلة ما أقسمته أنا وزملائى "محافظا على سلاحى.. لا اتركه قط حتى أذوق الموت".. وأنا أرى العسكرى التركى يشلح ملابسه ويلقى سلاحه ويطأطئ رأسه إلى الأرض!

حسب التقديرات الاستراتيجية المصرية للعدائيات العسكرية تصنف تركيا كعدو "محتمل".. والاحتمالية هنا مرتبطة ببقاء نطام الحكم هناك وعلى رأسه حزب العدالة والتنمية أو إزاحته، وبزوال هذا الحزب الإرهابى من سدة الحكم، تنخفض التقديرات العدائية بين مصر وتركيا، ليست لنا أزمة أو مشكلة مع الشعب أو الجيش هناك!

للعسكرية شرف لا يعيه معدومو الشرف من أمثال أردوغان وجماعته.. حتى بين الجيوش المتحاربة هناك قواعد ونظم تحترم بين المنتصر والمهزوم.. لا تجوز فيها الإهانة حتى للأسرى.. فعقيدة الجيش القتالية ومعنوياته هى نقطة الحسم والفيصل فى صنع المعجزات على أرض المعركة وبها نسد فجوة فوارق التسليح والإمكانيات.. حصل بين الفيتناميين والامريكان وبين المصريين والإسرائيليين!

يصنف الجيش التركى بأنه ثانى أقوى وأكبر الجيوش النظامية بحلف الناتو والتاسع عالميا حسب آخر التصنيفات، وعليه تعول دول خليجية صديقة فى كونه الجيش السنى الأقوى والأكبر الذى يمكن الاعتماد عليه فى مواجهة التمدد الإيرانى فى المنطقة والحفاظ على بقاء أنظمتها الملكية والأميرية فى الحكم، ولهذا تمده بدعم تسليحى واضح وتدعم الاقتصاد التركى فى عمومه لاستبباب الأمور هناك!

رعونة أردوغان وجنونه فى سبيل الحفاظ على السلطة مؤقتًا كان كفيلًا بأن يقضى على سمعة ومستقبل هذا الجيش لعقود طويلة ونزع عن بلاده مقومات القوة الصلبة متمثلة فى الجيش التركى بعد أن نام جنوده عرايا على بطونهم او مشاهد استسلامه لعناصر الامن!

كل الشواهد على الأرض بعيدا عن الشاشات الإعلامية الموجهة تشى بأن النار مشتعلة تحت الرماد وان ما فعله مجنون اسطنبول من انتقام وحملة اعتقالات وحجم الإهانة التى لحقها بجنوده سيكون ثمنها رأسه؛ وهو ما يفسر عدم قدرته حتى اللحطة الى العودة الى انقرة حيث مقر الحكم هناك.

تسونامى تركيا سيضرب شواطئ وعواصم إقليمية ودولية ستنقلب معه معايير القوة فى المنطقة وجغرافيتها السياسية لعادة تشكيل اخر للشرق الاوسط قد تطول بقاء تركيا نفسها فى حلف الناتو على خلفية اخفاق حركة الجيش والحملة الممنهجة من نظام اردوجان للقضاء عليه فتصبح القوات المسلحة التركية عبئا على الناتو وغير مهيأة للقيام بالادوار الاقليمية المنوطة بها فى اطار السياسة الشاملة لحلف شمال الاطلسى.

بالتضاد تتمايز المواقف بين رئيس يدعم ويسلح واخر يخلع ويشلح .. بين من يتخلى طواعية عن السلطة والحكم حفاظا على قوام جيشه وصورته الذهنية فى اعين الداخل والخارج ، وبين من قضى على سمعة جنوده واذلالهم بمشاهد مهينة مقززة .. بين رئيس يمد قواته بحاملات طائرات ومنظومات صواريخ دفاعية وطائرات هجومية وبين اخر اضاف لجيشه صفقة ملابس داخلية من ماركة "قطونيل"!

عاش الجيش المصرى مصنع العزة والكرامة.

[email protected]