قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

قراءة في العلاقات التركية الإسرائيلية

0|محمود مناع   -  

كانت ولا تزال العلاقات الدولية محط اهتمام الكثيرين سواء علي المستوي الأكاديمي أو المستويات الشعبية ونحن هنا نناقش مسألة هامة داخل الوجدان العربي والإسلامي وتحظي بشئ من الجدل علي المستوي الإعلامي والشعبي ألا وهي العلاقات مع الكيان الصهيوني.

ودائما ما يتم النظر لهذه النوعية من العلاقات أيا كان مستواها علي أنها خيانة للأوطان والإسلام في آن واحد وهذا في تصوري ليس الحقيقة خصوصا من الناحية السياسية فالكيان الصهيوني معترف به من الأمم المتحدة والعلاقات معه تكون واقعا حتي وإن كانت بشكل مستتر ، هذا التصور ليس له علاقة بقناعاتي الشخصية فأنا أري أن اسرائيل دولة معسكر بالأساس وقامت علي التوسع والاستيطان ولابد لها من نهاية يوما ما.

وعند الحديث عن العلاقات التركية الإسرائيلية التركية لابد من الإشارة أن واقع العلاقات كان يشبه التحالف حتي في ذروة انحسارها ، وكانت البداية اعتراف تركيا بدولة اسرائيل عام 1949.

ثم شهدت العلاقات توترا مع نكسة عام 1967 حيث طالبت تركيا بانسحاب اسرائيل الكامل من الأراضي العربية ثم استمر الحال علي هذا التوتر للحد الذي أيدت فيه تركيا قرار الأمم المتحدة عام 1975 باعتبار الصهيونية رمزا للعنصرية والتمييز واعترفت أيضا بمنظمة التحرير الفلسطينية.

وشهدت حقبة التسعينات عودة التحالف بينهما وبدأ التعاون والتدريب وكذلك المناورات المشتركة في المجال العسكري ومع اعتداءات اسرائيل المستمرة وممارسات شارون اللإانسانية والتي كانت من أهم الأسباب التي أدت بعد ذلك إلي حدوث تشابك لفظي بين بيريز الرئيس الإسرائيلي وأردوغان رئيس الوزراء التركي آنذاك ، أدي ذلك إلي عودة التوتر في العلاقات ، وقطعت تركيا علاقتها الدبلوماسية مع اسرائيل منذ عام 2011 ، وكانت حادثة أسطول الحرية دافعا علي استمرار هذا التوتر ، ومنذ أيام قليلة وبالتحديد في يونيو 2016 عادت العلاقات بشكل رسمي مع وجود تعهدات باحترام حقوق الإنسان مع أهلنا في فلسطين وقطاع غزة.

وفي النهاية لابد من التأكيد علي أن التوتر في العلاقات كان ملحوظا مع وصول حزب التنمية والعدالة إلي السلطة حتي وإن كانت الاتفاقات بين الجانبين مستمرة وفاعلة علي كافة المستويات وأهمها المجال العسكري والأمني والاقتصادي ، وللموضوعية فإن العلاقات التركية الاسرائيلية لها هياكل مؤسسية وتحكمها اتفاقات حاكمة منذ عصور طويلة عمادها الأساسي المصالح ولا يمكن هدمها بسهولة ، ودائما هناك راعي لهذه العلاقات التي تقع في شكل تحالف استراتيجي ضامن ودافع لهذه العلاقات وهي الولايات المتحدة الأمريكية التي تتمتع بعلاقات بإيجابية مع الطرفين وتضمن دائما استمرار هذه العلاقات حتي في أحلك أوقات التوتر.

تبقي لنا كلمة ... اسرائيل وتركيا تجمعهما علاقات برجماتية وليس من بينها الدوافع الإنسانية التي نراها علي الشاشات وهذا في السياسة مقبول ، حقوق الإنسان والمصالح لا يجتمعان فهل يأتي اليوم الذي نري فيه فعلا سياسيا قائما علي العدالة والإنسانية التي لا يؤمن بها هذا الكيان الصهيوني؟.