الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد زويل.. فقيد أمة فقدت ضميرها...!!


للحماقة خريطة طريق تجتاح واقعنا اليوم بمزيد من الوقائع القاحلة التي تشي بحقيقة لا مفر من التعرض لها أن في الأرض أمة شرقية يخيم عليها فكر جماعات دينية فقدت ضميرها وتاهت أبجديتها فذهبت تتسول من القبائح سطورها ومن الاستخفاف بعقول الناس متونها وتصدِر المشهد المزور على أنه فتاوى دينية تستحق الالتفاف حولها ...!!

عن عمر ناهز السبعين عاما انتقل إلى رحمة الله العالم المصري المولد الغربي الإبداع أحمد زويل ... بعد رحلة شاقة في دواوين العلم ومراكز الأبحاث اسفرت عن إضافات هائلة في حقل البحث العلمي يعرفها المتخصصون في تاريخ العلم التجريبي ويعرفون أيضا مكانته التي تجعله في الصف الأول بين العقول التي جاءت إلى العالم ورفضت أن تخرج بلا بصمة ومن غير إضافة واضحة ليكون اسمه بجوار العظماء في دواوين العلم مسطرا ...

دعونا نرسخ الآن حقيقة ...
إن أحمد زويل العبقري الذى نال بجهده واصراره وجهوده البحثية المتقنة جائزة نوبل في الكيمياء ... هو شاب يشبه الكثيرين من الشباب الملتحق بكلياتنا العلمية ... ولو أن القدر لم يحمله إلى معامل الغرب لظل مدرسا للكيمياء في حوارينا يستجدي معيشته من بعض الدروس الخصوصية ... وعليه نوجه الأبصار إلى ضرورة إنشاء حواضن علمية ترعى الإبداع وتحول مشاريع الابتكار في وطن فقير إلى وقائع فالاستثمار في العلم طريق للنجاة من الوقوع في مستنقعات الجهل التي تجتاح واقعنا اليوم عبر دروب الفساد الإداري الخانق الذى يحاصر الوطن ويلحق به من الأذى أكثر بكثير مما أدركته جيوش الغزاة ...

ويبقى أحمد زويل مدينا بإبداعه للحاضنة التي استطاعت بأدواتها المعرفية أن تستخرج كنوزه ... فهو غربي الإبداع شرقي الموهبة ... غربي العطاء .. شرقي المولد .. فقط حتى لا ننسب لأنفسنا مالا نستحق ونسلب من الأخرين ما يستحقون ونقف على حقيقة التجربة ونعيد ترميم جدران واقعنا الآيل للسقوط بالوقوف على مسببات أزماته التي اشار إلى بعضها الفقيد الراحل عندما قال .. في الغرب يتعهدون الفاشل حتى ينجح وفي الشرق يحاصرون الناجح حتى يفشل ...!

أمة مسكونة بالحقد والحسد لا يمكن لها في أي ديوان أن تبدع ...
وقد ظهر جليا خزيها بعد موته بعدما بان إخفاقها أيام حياته ... ليصادفنا شريط فيديو مسجل لأحد الدعاة الإسلاميين ( وجدى غنيم ) وعليه تدور السطور في باقي مواقعهم يصف زويل بالكافر ويمنع المسلمين من الترحم عليه والتحلق حوله ... لتبقى للجماهير نماذج تعشقها في حياتها وتبكي عليها بعد مماتها كأمثال الجزار البغدادي أو الإرهابي الظواهري ومن لف حولهم من اصنام التيار الذى يخطف المنطقة إلى مجهول الاقتتال والفتنة ...

لقد كان أحمد زويل رحمة الله عليه نموذجا مشرفا لأي أمة ينتمي إليها عرقا أو علما عندما كرس حياته ليكون صفا مضافا في سجل الحضارة العالمية ويكون إضافة مثمرة لراحة البشرية وتطورها فيما تغمر شرقنا اليوم أجيال تقضي عمرها حول فقه الماء الراكد والنفاث وأحكام الرق في الإسلام ... ثم تختم حياتها مهاجرة حول بويضات التكفير لتلقحها بعضا من حيوانات الفتنة السائلة ليبقى جذرها الدامي في الأرض يَذكرها بالشر وحولها ألسنه المغمورين بالجهل تذكرها بالرحمات ويتخذون من سلوكها باسم الجهاد قدوات ..!!

عاش أحمد زويل لم يحمل إلا قلما ولم يعش إلا في معامل الابحاث ولم يتجول نظره إلا في الأفاق ولم يسر بقدمه إلا ليرصع في الأرض ما يكفي للباحثين المجدين من الذكريات ..

فيما بقي غيره يثير غبار الفتنة وهو يظن أنه يحسن صنعا بين امة فقدت ضميرها وتاهت بوصلتها ...
ليت لنا ألف من أحمد زويل نفوز بهم على ما بأيدينا من المليار ونصف يكررون انفسهم ويعيدون نفس خطايا تاريخهم حتى أصبحنا مادة لزجة في الكوميديا الدولية فيما زف العالم الفخور بقيمه العقلية أحمد زويل المولود في مصر والمدفون فيها إلى رحمات رب عفو غفور يجازي من علق نظره بالأفق فأبدع وذكر الناس بكنوز الخلق والحق وودع .... رحمة الله وبركاته عليه وعلى علماء أفنوا حياتهم في صالح الحضارة والتطور والله لا يضيع أجر العاملين.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط