الجارديان: الحرب السورية تشجع على استخدام الأسلحة الكيماوية مستقبلا

شهدت سوريا عشرات الهجمات بالأسلحة الكيماوية، منذ أعلن النظام السوري عن تخليه عن ترسانته من الأسلحة الكيماوية عام 2013، بعد هجوم باستخدام غاز السارين على محيط مدينة دمشق، اعتبر الأسوأ خلال ربع قرن، حسب ما ذكرت جريدة الجارديان.
وقد استخدمت الأسلحة الكيماوية مؤخرا بعد أن أعلن الروس عن خطة لإيقاف القتال ثلاث ساعات يوميا في مدينة حلب المحاصرة، إلا أن الأمم المتحدة قالت أن هذه الفترة يجب أن تمتد إلى 48 ساعة أسبوعيا للسماح بدخول المساعدات عبر الطرق الشرقية الخطرة للمدينة.
ويعيش في حلب اليوم 1.5 مليون نسمة، منهم 300 ألف في مناطق تسيطر عليها المعارضة، يعانون أخطار نقص الطعام والدواء والمياة وتفشي الأمراض.
وقد اعترف المبعوث الأممي إلى سوريا ستيقان دي ميستورا أن هناك العديد من الأدلة على حدوث هجوم بالأسلحة الكيماوية في منطقة زبيدة في المدينة, مؤكد أن هذه تشكل جريمة حرب إذا تأكد حدوثها، ويجب التعامل معها على الفور.
كما عالج الأطباء في محافظة إدلب العديد من الحالات في بعد هجوم مشتبه بغاز الكلور على مدينة سراقب، ولا يمكن اثبات استخدام غاز الكلور نظرا لسرعة انتشاره، كما أنه لا يترك أية أثار مميزة.
وقد أكدت الأمم المتحدة احتمال استعمال طائرات الأسد في إلقاء قنابل تحمل غاز الكلور على المدنيين، وبينما تنفي الحكومة السورية استخدامها للأسلحة الكيماوية، تراجع الرئيس الأمريكي عن قراره باعتبار استخدام الكيماوي في سوريا خطا أحمرا، بحيث لا يصدر اليوم من الغرب إلا علامات الاستنكار على استخدامها.
وعلى الرغم من أن هجمات النظام السوري الأخيرة صغيرة، إلا أن أعداد الضحايا في ازدياد، مما يشير إلى أن استخدام الأسلحة الكيميائية لم يعد صادما اليوم، كما كان في الماضي.
ويحذر خبراء من خطر استخدام السموم كسلاح في سوريا، مؤكدين أن هذا قد يؤدي إلى تطبيع استخدام الأسلحة الكيميائية في المستقبل، إذ تشير حوادث استخدام هذه الأسلحة الفتاكة إلى بدء الاضمحلال التدريجي في اعتبارها أسلحة محرمة دوليا.
وتقول منظمة العفو الدولية إن توقيت استخدام هذه الأسلحة يشير إلى استعمالها كوسيلة للانتقام من المدنيين عند تحقيق المعارضة تقدما على الأرض، بحيث يستفيد النظام من تكدير حياة المدنيين في المناطق التي لا يسيطر عليها.
وكان الهجوم الأخير متوقعا من الأطباء بعد أن قام مقاتلو المعارضة بكسر الحصار عن حلب، كما وقع هجوم أخر خلال الشهر الجاري قرب المنطقة التي سقطت فيها إحدى الطائرات الروسية.
ويرى خبراء أن صمت المجتمع الدولي يشكل سابقة خطيرة، فقد وقع أكثر من 70 هجوما بمواد كيميائية من قبل النظام السوري.
وتقول الجمعية الطبية السورية الأمريكية إن 1500 شخص قتلوا بهجمات بالأسلحة الكيميائية بين ديسمبر 2012 وأكتوبر 2015، معظمهم في الهجوم على غوطة دمشق.
ويقول خبراء في الأمم المتحدة إن غاز الكلور هو القاتل الأفضل لمن يريد الإفلات من العقاب، إذ أنه لا يترك أية أثار، مما يجعله الخيار الأفضل للنظام السوري.
ويعتقد خبراء أن الدرس المستفاد من الحرب السورية اليوم، هو أن الأسلة الكيميائية يمكن أن تطيل أمد الحرب، وتمنح الديكتاتوريات المزيد من الوقت.
كما أثبتت الحرب السورية اليوم أمرا أخر، يشجع أي نظام على استخدام الكيماوي، وهو أن مخاوف النظام التي ترتبط بالإزاحة من السلطة أو المحاسبة عند استخدام هذه الأسلحة غير منطقية، مما يشجعه على الاستمرار في جرائمه.