الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإعلام العربي .. وتحديات المرحلة


فرضت المتغيرات العالمية، السياسى منها والاقتصادى ، أوضاعا جديدة فى منطقتنا العربية، وفى العالم بأسره، تتطلب بدورها استراتيجيات مختلفة لمواجهتها نظرا لما تخلفه من آثار سلبية فى الأجلين القصير والطويل.

وجعلت تلك المتغيرات منطقتنا العربية ، شأنها شأن باقى مناطق العالم ، تموج فى المرحلة الراهنة بأحداث جسام، خلفت الكثير من التحديات التى تتطلب مواجهة عربية تضامنية ، لما بين دول المنطقة من قواسم مشتركة فى أسباب ظهور تلك التحديات ، وهو ما يحتم عليها ضرورة اتباع سياسات مشتركة أيضا لدرء الأخطار التى لاتتوقف آثارها بحكم طبيعتها عند دولة دون أخرى ، وانما هى آثار عابرة للحدود.

وعندى أن الإعلام العربى كما لعب دورا ، ومازال يلعب ، فى فرض خلق بعض من تلك التحديات والمتغيرات، وفرض تبعاتها على المنطقة ، حتى وصلت الى حدود الخطر الذى يستوجب مجابهته، فإن عليه أن يعمل فى اتجاه صرف تلك المصائب التى حلت بالأمة العربية ، وكان سببا فى زرعها واستفحال خطرها ، بسبب البعد عن المهنية ومراعاة مواثيق الضمائر والأخلاق المهنية والوطنية لدى بعض وسائل الإعلام التى خرجت عن السياق المهنى والوطنى.

ومع تعدد تلك المتغيرات والتحديات إلا أن خطر الإرهاب يأتى فى المقدمة منها ، وهو مفهوم شامل وأوسع من تلك التحركات التى تتبناها جماعات وتنظيمات إرهابية فى الدول التى ظهر فيها ما يسمى بالربيع العربى ، وانما يمتد للارهاب الأكبر فى المنطقة والذى تم زرعه فيها منذ ما يقرب من سبعة عقود من الزمان وهو الإرهاب الاسرائيلى، الذى تمارسه سلطات الاحتلال بدعم أمريكى بحق الشعب الفلسطينى ، وهو الإرهاب الأخطر الذى تفرعت منه الجماعات والتنظيمات الإرهابية فى دول الربيع العربى.

واعتمدت قوى الشر العالمية الجديدة التى تريد استكمال تنفيذ مخططها فى المنطقة على المال السياسى، الذى وظفت به منظمات تدعى أنها مدافعة عن حقوق الإنسان ، وحركات وجماعات سياسية تدعى أنها تطالب بالتحول الديمقراطى ، وساند هذه وتلك آلة دعاية إعلامية متعددة الأهداف والرسائل كى تخدم الهدف السياسى الاستعمارى الأكبر ، وهو زرع اسرائيل فى المنطقة وتثبيت أقدامها فى الأرض العربية ، وتقسيم الدول العربية بما يوفر للكيان الصهيونى بؤرا لدعمها عن قرب.

فظهرت آلة الدعاية الصهيونية مدعومة برأس المال السياسى ، كى تدافع عن الارهاب الاسرائيلى وتظهر ممارساته الوحشية فى حق الشعب الفلسطينى والعربى ، على أنها دفاع عن النفس ، وهو نفس المنطق الذى تبرر به جماعات الإرهاب الجديدة التى تفرعت عن الإرهاب الأكبر ، وتستند فيه الى الممول الأكبر للإرهاب ، والتى تقول بأنها تدافع عن الشرعية السياسية، لتمارس إرهابا بحق البلاد والعباد ، ليأتى ذلك كله خدمة للكيان الصهيونى.

دور المال السياسى فى دعم الإرهاب وتوظيف الإعلام لخدمته ، هو الفخ الذى قد تكون وسائل إعلام وقعت فيه، أو دخلت فيه بمحض الإرادة ، غير أن هناك وسائل إعلام عربية قومية مازالت تؤمن بالهدف العربى القومى، وهى التى نعول عليها فى تغيير مجرى الأحداث ، وتبصير الرأى العام العربى بأهداف الإرهاب بكل أشكاله وخطورته وضرورة مواجهته.

وقد سبق وأن دعونا عبر بيانات ومقالات صحفية عدة فى مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية ، طالبنا من خلالها جميع وسائل الإعلام والنقابات والاتحادات والجمعيات المعنية بالصحافة والإعلام فى منطقتنا العربية ، بضرورة التوافق على تبنى سياسة إعلامية ، لكشف وفضح ممارسات الإرهاب بحق الشعوب العربية وفى مقدمتها الارهاب الاسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى ، وبطبيعة المخاطر التى تحيق بالأمة العربية جراء العمليات الإرهابية التى تريد الاتيان على الحرث والنسل والبلاد والعباد.

الإعلام العربى إذن فى حاجة الى رسالة جديدة تأخذ بعين الاعتبار العوامل سالفة الذكر، وتعمل على مواجهة الارهاب الذى لن يبقى أو يذر اذا استمر فى غيه دون مواجهة إعلامية قوية تدعمها إرادة عربية وعزيمة لا تلين على دحره والقضاء عليه من جذوره.

=======
[email protected]
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط