الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اللبن المسكوب .. وجيش بطل يحيط بالوطن


نمتلك طوابير ممتدة من الأغبياء لا ينقطع أذاها تحيط بالبلاد إحاطة السوار بالمعصم ... تعيش على ترويج الرذيلة والاستثمار العنيف في الشائعات التي تخدم في النهاية ما يسعون إليه من تفكيك البلاد وتقديمها لقمة سائغة للفوضى ... لا يمنع بالطبع أن يمدوا الشائعة بسطر من استهزاء أو سذاجة .. أو يستغلوا خطايا متراكمه هنا أو أساليب تنتهك القانون هنالك ...!!
ليصلوا بنا إلى حالة من الانتهاك الممنهج الذى يهدم الوطن ويحوله إلى كارثة سائلة تتحرك من بيت إلى بيت ومن شارع إلى حارة ... وعندها سيتوزع الضيق والنكبات بالتساوي بين كل المستهزئين في الواقع أو العالم الافتراضي ...!!
ليتنا ننتبه فمهما كنت معارضا للسياسات الحكومية أو معترضا على فكرة التقشف التي تطال الشعب وتترك بعض الدوائر أو ممتعض من التعامل المأزوم مع ملف الحريات وسطوة القبضة التي تمسك بزمام واقع يريد أن ينفلت ... فذلك كله لا يمكن أن يكون مبررا لاستهداف القوات المسلحة التي تحمل البلد على كتفيها ... تصون حدودها .. وتصلح شوارعها ... وتحمي من الإرهاب أمنها ... وتقدم في الأسواق للشعب بيدها لقمة هنيه من إنتاجها أو استيرادها بلا فرق ..!
وإن دل ذلك فإنه يدل بما يكفي على فشل المجتمع المدني وفساده .. وأن الجشع وسوء الأخلاق الذي يتحكم في سلوك المجتمع المدني الذي يعشق الاحتكار والمكاسب السريعة دونما أي ضمير يملكه للمحافظة على الأمن القومي للبلاد قد كشفه الجيش بعدما رأى حالة التلاعب في الأسعار فنزل بالبديل عبر الجنود التي تحمي الحدود وتحمي البطون من أن ينالها جوع مفروض عليها لفساد ضمائر كبرت بالداخل وتراخي أجهزة رقابية أخفقت في محاصرة المجرمين وتطهير مؤسسات الوطن من اللصوص والحرامية ..!
نفهم أن الجيش مهمته الأصلية هي الحدود لحماية البلاد والشعب من الخطر .. ولكن لا يمنعه ذلك أبدا من أن يتحول لحمايه الداخل عندما يتم استهدافه بسياسات التجويع والإفساد ورفع الأسعار طلبا لفتنه تسحق الناس وتخرجهم من البيوت إلى الشوارع .. !!
وهي مهمه بطوليه أيضا للجيش تضاف لسجل بطولاته ضد نفس العدو الذي يستهدف هذا الشعب بخططه وغواياته ..
فما كادت تشتعل أزمة لبن الأطفال حتى رأينا الجيش ينهي المشهد برمته في لحظات معدودة بعد إعلانه مد الاسواق بما تحتاج إليه ليتجاوز معها أزمات أرز وزيت وسكر وخلافه .. وإذا بالأصوات الرخوة تتساءل من أين له ذلك ..؟
وكيف دبره ..؟
دون أن يعرفوا أن هذا جزء من صميم عمله تقوم به مخازنه الاستراتيجية لتأمين السلع الضرورية للوطن في وقت الحروب حتى لا تنهار الجبهة الداخلية وتئن خلف حاجتها فتكون لقمه سائغة لدعاية عدو متربص كالذي نواجهه اليوم بكل الإقليم المشتعل ..!
وبدلا من أن يشكروا الجيش البطل لعمله وينددوا بالجهات المدنية التي اساءت إلى وظيفتها ودورها الأصلي ذهبت طفيليات الغباء لتسخر من الجهد وتستهزئ بالبطولة ويغتال قلبها سرعة النجاح الذي أظهرته القوات المسلحة في إطفاء الفتنه بمهدها ليعود المغرضون وبأفواههم ماء يسيل على وجوه كسيفه لم تنال من الوطن ما ترجوه ولم تحقق في هزيمته أملا ترصده ..!!
ليستبد بنا التساؤل من جديد ونحن بفترة خطيره تحتاج فعلا إلى اصلاح اقتصادي شامل تأخر كثيرا في سلوك المصريين وطريقة معيشتهم وانفاقهم والتعامل مع ثروات البلد ومدخرات الناس لتظهر الأزمة خلف لبن الأطفال وأمهات بدينات يحملن أطفالهن على أياديهن يطالبن لهن بالغذاء ..أين ذهبت السيدة المصرية المنتجة والأصيلة بحضنها الذي يضم ولدها إليه لترضعه فيسيل مع البن الحنان ويستقيم مع الحنان غذاء البدن والروح معا ..؟
فاللبن المركب لا شك فيه منتج مهم ولكن هل كنا بلا إطفال قبل ظهوره في الأسواق ...
أم أن فكره الاستسهال والمضي مع الموضة جعلت الأمومة تتراجع عن أن ترضع أولادها حولين كاملين لمن أرادت أن تتم الرضاعة ... لتتحول إلى رضاعه صناعيه تُفقر الأسرة وتجلب المرض .!
نحن في حاجة ماسة اليوم للمزيد من الوعي في هذه اللحظة التاريخية المشحونة بالضغوط والمتاعب ..
في حاجة لحمايه الجبهة الداخلية من كل عوامل الفتنه والاتحاد خلف الدولة المصرية حمايه للمستقبل ولتصبح مطالبنا في التغيير أو الحصول على الحقوق شرعيه وقانونيه عبر القنوات التي لا تسمح بتسلق أو اختراق المغرضين ...
ولتعود المرأة المصرية لدرها الإنتاجي وليستمر الجيش مع كامل التحية له في تأدية دوره الوطني على كل الجبهات ولتفرض الحكومة سياسة تقشف مُعلنه في كل دوائر الدولة وأجهزتها حتى تكون قدوة للشعب وتمنعنا من مد اليد لنبني جميعا وطننا بالجهد والتفاني فلا يسيل فيه عرق الفقير بينما يمتنع بقصره وسطوته حلم الغني المثير ...
هذا إن كنا نحرص على غد لا يطولنا فيه شر متربص وعدو متحفز في الداخل والخارج على حد سواء .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط