الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أزمات الإخوان !!


لم تكن جماعة الإخوان المسلحين – المسلمين سابقا – جماعة دينية إسلامية تدعو إلى سبيل ربها بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم تجادل يوما من خالفها الرأي والعقيدة بالتي هي أحسن، وإنما هى جماعة – على مر تاريخها – أرادت أن تحتكر الدين الإسلامى الحنيف فى تركيبتها النرجسية، وقامت بالأساس على فكرة "البيعة" القائمة على السمع والطاعة لشخص، بلغ عندها حد النبوة، وقامت أيضا على تغييب العقل بل والضمير فى كثير من الأحيان.
ولم يكن وصول الجماعة إلى رأس السلطة في بلادي مصر إلا جزءا من القفز على جهود الغير، ونسبة الفضل لغير أهله، وممارسة الخداع باسم الدين الإسلامي، على كثير من أبناء بلادي مصر، المتدينون بفطرتهم، وتتسم نواياهم بأنها حسنة، وضمائرهم بأنها صافية، حتى استطاعت أن تقفز على السلطة فى أكبر عملية خداع فى التاريخ.

وتظهر سمات الجماعة حينما تختلف فى الرأى والتوجه مع غيرها، فلا تتوارى خجلا من سوء عملها، ولا تكف خوفا من استمرار كذبها وافترائها على مخالفيها، بل ويصل بها الحد الأمر إلى حد تحليل ماحرم الله من قتل النفس، والإتيان على البلاد والعباد بغير وجه حق، فما أن لفظها الشعب المصري في ثورة الثلاثين من يونيو من العام 2013، إلا وبدأت فى التدبير للانتقام من الشعب وشرطته وجيشه، فمارست الإرهاب بالحديد والنار، وكشفت عن حقيقتها بأنها جماعة لاتعرف للدين الإسلامى طريقا.

وبدأت فى ترويج الأكاذيب، وساعدها فى ذلك آلات دعاية إعلامية مختلفة، مابين فضائية وإلكترونية، حتى صورت الكذب على أنه الصدق، والبهتان على أنه البرهان، والباطل على أنه الحق.

وأرادت الجماعة أن تصنع الأزمات بعدما نجحت القوات المسلحة وبمعاونة جهاز الشرطة فى الحد من العمليات الإرهابية، فصنعت الأزمات الاقتصادية بالترويج للأكاذيب تارة، وبممارسة الأعمال الاحتكارية تارة أخرى ، فروجت لأكاذيب كثيرة، منها إلغاء الدعم على السلع الأساسية، وإلغاء الفروق المادية لنقاط الخبز، وهو ما ثبت عدم صحته، وامتد الأمر بها الى محاولة ضرب الاتفاقات الاقتصادية بين مصر والمؤسسات النقدية الدولية.

 كما حدث وأن روجت لأكاذيب استغناء الدولة عن الملايين من موظفى القطاع العام ، وإلغاء الدعم عن الفقراء ، وفرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة 13 بالمئة بجانب ضريبة المبيعات التى تصل إلى 10 بالمئة، وذلك حينما شرعت مصر فى مفاوضات مع صندوق النقد الدولى للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار لدعم الاقتصاد الوطنى ، وخلطت بين القيمة المضافة وضريبة المبيعات فى حين أن القيمة المضافة تم إحلالها محل ضريبة المبيعات، ولم تستغن الدولة عن عمالها ، ولم يحدث شئ مما روجت له الجماعة من رغبة فى صناعة الأزمات.

كما انتقلت إلى ممارسة الأعمال الاحتكارية، كتخزين الحاصلات الزراعية مثلما حدث مع الأرز، وإلى احتكار الدولار كى تصنع من عدم وجوده أزمة اقتصادية تربك الدولة فى خططها الاقتصادية، وذلك كله بهدف السمات الخبيثة التى تتسم بها الجماعة، وهى الحقد حتى فى الانتقام من البلاد والعباد.

وقد سبق وأن تناولنا تلك الممارسات وكشفنا عن بعضها فى مقالات سابقة، حتى جاءت واقعة اكتشاف أجهزة الأمن لخلية إخوانية، تخصصت فى صناعة الأزمات والترويج لها، لتؤكد صحة ماذهبنا إليه فى مقالات سابقة.

وفى كل مرة يتم فيها اكتشاف كذب وافتراء الجماعة ، تتجه إلى محاولات أخرى منها استهداف رجال القضاء كما فعلت مع النائب العام المساعد مؤخرا ، وكلها أمور تؤكد أن الجماعة أبعد ماتكون عن الدين الإسلامى السمح ، الذى لايعرف الانتقام ولا الكذب ولا الزور ولا البهتان وكلها صفات تجمعت فى جماعة أنصار الشيطان.

ومن أسف أن بعض الذين يؤمنون بهذه الأفكار يعتقدون أنها نصرة لله ولرسوله، ومبررهم أن القيادة السياسية فى الدولة ومعها والشعب، وأنصار الوطن، هم فى حرب مع الله ورسوله، ووضعتهم الجماعة فى خانة أعداء الله، فى تفسيرات عقيمة وغير صحيحة للدين الإسلامي، وروجت لذلك لدى ممسوخى الفكر والعقل، حتى أصبح إيمانا راسخا لديهم بأن ممارسات الجماعة لنصرة الدين، وقد امتد ذلك الى كثير من الذين آمنوا بالجماعة ودانوا لها، اللهم إلا قليلا ممن عاد إليهم رشدهم وأعلنوا مراجعات لأفكارهم.

أزمات الإخوان إذن هى صناعة جديدة تريد أن تروج لها الجماعة ، ليس دفاعا عن الدين ، وأنما دفاعا عن أفكار أعلنتها وروجت لها جماعة الشيطان، وهو الأمر الذى يتطلب مراجعات فكرية ، ليس فقط من جانب هؤلاء الذين اعتنقوا فكر الجماعة بالعضوية فيها، ومارسوا خلالها أعمالا على مستوى القواعد منها والتنظيمات، وإنما أيضا لهؤلاء البسطاء من أبناء بلادى، الذين مازالوا يعتقدون فى حسن نوايا الجماعة، وأنها تدافع عن الدين الاسلامى الذى هو بالأساس براء منهم ومن ممارساتهم.

ومهما علت الجماعة فى شرها وغيها وطغيانها وصناعتها للأزمات ، ارتفع الشعب وعلا فى قدرته على مواجهتها ، وذلك بكثير من دعم الوطن ومواجهة كل الأعمال التى من شأنها أن تنال منه أو من استقرار أبنائه.
وتمكر الجماعة وأنصارها والله خير الماكرين.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط