الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نصر أكتوبر ... وحرب الوجود !


تواجد البشير في احتفالات مصر بذكرى نصر أكتوبر الثالثة والاربعين لا أظن انه مصادفة بل رسالة قوية لأفريقيا والمنطقة وايضا للعالم بأكمله ، تفيد ان مصر لن تتخلي عن مكانتها العربية والإفريقية ، فنحن مازلنا نخوض معركة البقاء والوجود ، ويعد انتصار أكتوبر العظيم معركة في حرب طويلة لم تنته بعد ،علينا استكمال الانتصارات او نفقد كل شيء.

نحن نخوض حرب الوجود ، الرئيس عبد الفتاح السيسي قالها من قبل في واحد من خطاباته ومازالت في خاطري حتي الان ، وإذا نظرنا من حولنا سنجد ان الواقع يحمل نفس المعني فهناك دول عربية لم يعد لها وجود حقيقي وهناك دول اخري في الطريق ، فمنذ وعد "بلفور" الذي منحه الإنجليز لليهود ومن بعده اتفاقية "سايكس بيكو" لتقسيم المنطقة العربية في عشرينيات القرن الماضي ، وضع اليهود والعرب في سجن الحدود الجديدة التي اقرتها فرنسا وإنجلترا بشكل يخلق نزاعات طوال الوقت ، ومع مرور العمر اصبحت الحدود التي وضعها المستعمر القديم امرا مسلما به بل تصارع العرب للاغلاق بإحكام علي أنفسهم في الوقت الذي فتحت فيه أوروبا الحدود وحررت التجارة ورفعت كل القيود بين دول تختلف في الكثير من الأمور.

حرب اكتوبر استطاعت كسر هذه القاعدة للمرة الاولي والاخيرة في تاريخ العرب الحديث وكانت نموذجا لتكاتف العرب في مواجهة العدو الحقيقي وبعد الانتصار تراجعت الكثير من الدول العربية خطوة الي الخلف وأفسحت المجال من جديد لإسرائيل لتثبت اقدامها في المنطقة ، ولكنها لم ولن تنسى مر الهزيمة في حرب ١٩٧٣ ، فقررت هي وحلفاؤها شن حرب جديدة بطريقة غير مباشرة تعتمد علي تفتيت الدول من الداخل أو مايعرف بحروب الجيل الرابع ، وكانت كلمة السر "السلام عليكم " التي قالها اوباما داخل جامعة القاهرة ، ولم نر بعدها سلاما في الكثير من الدول العربية بل لم نجد هذه الدول من الأساس.
 
فاستهداف سوريا والعراق صاحبي اقوي جيوش عربية لم يكن محض الصدفة بل كان مقصودا ومدبرا لاضعاف القوة العربية، وجار الان محاولات لتفكيك جيوش عربية اخري ، وربما هذا يفسر تعرض الجيش المصري بين الحين والآخر لهجمات الكترونية لخفض الروح المعنوية ، ولكن هنا الوضع مختلف كثيرا خاصة ان محاولات افساد العلاقة بين الجيش والشعب لم ولن تنجح وثورة ٢٥ يناير و٣٠ يونيو خير دليل.

السؤال هنا هل يستيقظ العرب علي واقعهم الأليم ويدركون انه لا بديل عن إنشاء القوة العربية المشتركة والتي طالبت بها مصر في القمة العربية قبل الماضية ، أم ستظل بعض الدول تصر علي الارتماء في احضان العدو وحلفائه ، يتلاعبون بهم ويتحكمون في اقتصادهم ويحددون مقدراتهم.

اذن انها معركة البقاء والوجود ، الحرب الازلية بين قوي الخير والشر للسيطرة علي غنائم الارض ، والتي ينتصر فيها دوما اصحاب الحق والمصريون اصحاب حق في الحياة ، يدافعون عن وجودهم وما يحمله من تاريخ عظيم ومستقبل منتظر يشيده الشعب والجيش في معركة التنمية والبناء ودحر الارهاب من أجل الحفاظ علي الارض وعلي الوجود في الحياة بعزة وكرامة في وطن نفخر ونعتز اننا نحارب من أجله.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط