الخطأ خطأنا

رغم تحذيرات السفارات الأمريكية والبريطانية والكندية لرعاياها في مصر عن الحذر في التجوال في القاهرة والجيزة وغيرها أول أمس إلا أنها مرت بسلام ولم يهتم المصريون بتلك التحذيرات ولنا في هذا الشأن عدة ملاحظات :

1ـ لا يجب أبدًا أن تقلق الحكومة المصرية من تلك التحذيرات التي تطلقها السفارات من آن لآخر لأن من مسئولية هذه السفارات وواجبها أن تحذر رعاياها إذا شعرت بأدنى خطر عليهم وقد كان في ذلك اليوم ذكرى مذبحة ماسبيرو ، وربما خشيت السفارات أو وصلت إليها معلومات ربما غير دقيقة عن احتمال حدوث اضطرابات في هذا اليوم فلا لوم عليهم .

2ـ نحيي يقظة وزارة الداخلية التي اتخذت جميع الإجراءات التأمينية لمواجهة أي أعمال عنف متوقعة خاصة أن بعض العناصر الإرهابية دعت للتصعيد ولكن كما رأينا لم يلبي الشعب المصري الغيور على بلاده أية دعوة من تلك الدعوات الهدامة .

3ـ ربما السفارات التي حذرت رعاياها " حسنة النية " وتقوم فقط بواجبها وربــــــما " سيئة النية " تريد تشويه صورة مصر والتشويش على ثبات قيادتها وإنجازاتها ، ولكن علينا أن نعترف أن الخطأ خطاؤنا لأننا مقصرون في تصدير الصورة الحقيقية لمصر ، فمصر الآن تتمتع بدرجة كبيرة من الأمن و أكثر بكثير من دول اوربية والولايات المتحدة الأمريكية ذاتها التي تعيش كل يوم اضطرابات شعبية وأعمالا إرهابية فأصبح الأمن فيها هشا لدرجة كبيرة .

تصريحات المسئولين وإعلامنا مازال يتصرف في المواقف بمنطق " رد الفعل " ولأكون أكثر دقة " بمنطق المدافع" الذي يدافع عن نفسه ويرد على شائعات الغير بينما المطلوب هو صناعة صورة حقيقية لمصر أي " تكون فعلًا " تصدر مدى الأمن الذي تعيشه مصر ومدى صواب وحكمة سياستها حول الإرهاب والعنف خاصة في منطقتنا وتفند شائعات المتربصين بنا .