الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جماهير الزمالك .. رمز الرقى الأخلاقى والانتماء


انفض مولد دورى أبطال افريقيا وأحتضن صن داونز، الجنوب افريقى الكأس الغالية عن جدارة واستحقاق، بعد ظهور الفريق بمستوى متميز بدورى المجموعات، ونصف النهائى، وكان ختامها مسك فى المباراة النهائية بعد أن حقق فوزًا كبيرًا على الزمالك بثلاثية نظيفة ذهابًا، قبل ان يخسر لقاء العودة بهدف وحيد، ليفوز صن داونز بمجموع المباراتين، ويتوج بلقب البطولة، ليصبح ممثلًا للقارة الأفريقية فى كأس العالم للأندية باليابان.

الزمالك خسر بطولة كان من الممكن الفوز بها بسهولة، والسبب الرئيسى النقص العددى فى القائمة الأفريقية بعد رحيل عدد كبير من اللاعبين للاحتراف او الإعارة أو الاستغناء، بجانب هبوط مستوى بعض اللاعبين الأساسيين، وعدم التوفيق الذى صادف مؤمن سليمان فى ادارة مبارتى الدور النهائى، أمام صن داونز، خصوصًا مباراة الذهاب التى خسرها الزمالك بثلاثية، وهى النتيجة التى قضت بنسبة كبيرة على آمال الفريق الأبيض.

المكسب الحقيقى فى مباراة العودة بنهائى دورى الأبطال، كان ملحمة الحب والعشق التى قدمتها جماهير الزمالك للفريق الأبيض، قبل وأثناء وبعد المباراة، عندما إحتشدت بالألاف داخل مدرجات ستاد برج العرب، لدعم وتشجيع ومساندة فريقها، والشد من أزره وحثه على تعويض نتيجة لقاء الذهاب، وقدمت تلك الجماهير مثلًا رائعًا فى الوفاء والانتماء، وأعطت درسًا للجميع فى الرقى الأخلاقى والالتزام.

نعم هى ملحمة بكل ماتحمله الكلمة من معنى، قدمتها جماهير الزمالك العاشقة لناديها، بدأت منذ إنتهاء مباراة الذهاب، حيث اخذت تمنى نفسها الفوز برباعية لتعويض هزيمة اللقاء الأول بجنوب افريقيا، ثم ذاقت الأمرين للحصول على تذكرة حضور المباراة، لدرجة انها كانت تبيت أمام مقر نادى الزمالك، وستاد الاسكندرية، وكانت تتنقل بين المحافظات حتى تحصل على تذاكر اللقاء.

وقبل المباراة بيوم كامل، تحركت أعداد من تلك الجماهير الوفية، صوب ستاد برج العرب، والأغلبية من جميع أنحاء مصر سافرت فجر وصباح يوم اللقاء الى ملعب المباراة، يحملون الأعلام والدفوف والطبول وأكتسى الطريق الصحراوى باللون الأبيض، فى مشهد مهيب لن ينساه جمهور الزمالك مدى الحياة.

وداخل الملعب، كان المشهد قمة فى الرقى والالتزام، ورغم إن الجماهير كانت على علم تام بصعوبة مهمة فريقها، الا انها أخذت فى الهتاف لناديها منذ دخولها المدرجات، ومع بداية المباراة راحت تلهب حماس اللاعبين وتطلب منهم اللعب بقوة وإصرار، لتحقيق المستحيل، ومن فرط حماس الجماهير شاهدناها تحرك أقدامها مع كل كرة يستحوذ عليها الفريق الأبيض، وكأنها تلعب معه داخل المستطيل الأخضر.

بعد إنتهاء المباراة، إستمرت الجماهير فى تشجيع اللاعبين، وقدمت التحية لهم، فى مشهد حضارى رائع، لتثبت الجماهير البيضاء أنها رمزًا للوفاء والانتماء والالتزام، على عكس جمهور أخر كان يحطم المدرجات، ويسئ للجيش والشرطة ويسب لاعبى فريقه بأبشع الألفاظ بعد خسارة أى مباراة خلال نفس البطولة، وعلى هؤلاء ان يتعلموا من جماهير الزمالك التشجيع المثالى والالتزام.

خسارة الزمالك للبطولة الأفريقية لايعنى نهاية المطاف، يكفى انه صعد للمباراة النهائية بـ 14 لاعبًا فقط، فى إنجاز كبير، بعد أن كان يودع دورى الأبطال من دور المجموعات فى المشاركات السابقة، كذلك منحت هذه البطولة الضوء الأخضر للجهاز الفنى للإعتماد الكامل على حارس المرمى محمود جنش والصفقات الجديدة فى مباريات الدورى العام، وإراحة بعض اللاعبين الذين ظهروا بمستوى متواضع خلال المباريات الأفريقية.

على الفريق الأبيض إغلاق الصفحة الأفريقية بحلوها ومرها، والاستعداد للقاءات الهامة القادمة فى الدورى العام، حيث يواجه الفريق ثلاث مباريات متتالية غاية فى الصعوبة، أولها غدًا الخميس ضد فريق سموحة، وبعدها مباشرة أمام إنبى، ثم النادى المصرى البورسعيدى، الذى يقدم مستوى متميز، تحت قيادة العميد حسام حسن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط