أطلال رأس غارب تحكي مأساة المدينة.. السيول أفقدتها قدرتها في 6 ساعات وحصدت أرواح 17.. الورش تهدمت فوق أصحابها.. وأثاث المنازل تاه في بحيرات الشوارع .. فيديو

تسببت السيول بمدينة رأس غارب فى حالة من الفزع والرعب عاشها أهالى المدينة على مدار ما تجاوز الست ساعات عانى خلالها الأهالي الأمرين، في إنقاذ أبنائهم وأطفالهم وكبار السن بعد أن أخذت السيول الغالي والنفيس ولم يتبق سوى ملابسهم المبللة.

لم تقف المعاناة والألم على تلك الفترة بل استمرت حتى وقتنا هذا ، بعد ان دمرت السيول الجارفة بعض المنازل وغمرت اخرى مما تسبب فى تلف الأجهزة الكهربائية والأثاث وضياع أوراق مهمة ، فبعض الأهالى من لم يستطعوا الخروج سوى بملابسهم.

الوضع بمدينة رأس غارب بدا أكثر مأساويا مما ينشر عن المدينة، فى الليل ظلام دامس وبالنهار وجوه غاضبة وحزينة، الأهالى تحاول اخراج الطين المتبقى من آثار السيول من منازلها ، واصبحوا فى حاجة الى كل مساعدة ومساندة من أجهزة الدولة.

وأكد متضررون من السيول أن الأرصاد أطلقت تحذيراتها قبل الكارثة وأن هطول السيول شىء متوقع كل عام ولكن لم تتخذ اجراءات مسبقة بوضع حواجز أو مخرات سيول أمام مدينة راس غارب، مشيرين إلى أن مدينة رأس غارب تعرضت لمثل هذه السيول فى السبعينات من هذا القرن وكانت شديدة ولكن لم يكن بها هذا الحجم من المبانى والتعداد السكانى، كما ان هناك مطالبات من اعضاء مجلس شعب سابقين تطالب بوضع مخرات للسيول أو كبارى أو مصدات تحمى مدينة رأس غارب ولكن ادرجت تلك الطلبات فى الادراج.

وأشار المواطنون الى أن أغلب الدول المتقدمة تستفيد من مياه السيول بعمل بحيرات واستخدامها فى الزراعة ولكن فى رأس غارب جاءت السيول بالخراب.

وأضاف الأهالي ان خسائرهم كبيرة وفادحة فمنازل تهدمت وبيوت غمرتها المياه اتلفت كل ما فيها وسيارات كثيرة تحطمت فى السيول، مطالبين بتعويضهم.

أما حال أصحاب الأعمال الحره من ورش نجارة وحدادة ومخازن ومعارض برأس غارب فالسيول الشديدة لطمتهم لطمة قوية مزقت أحشاءهم ، فلقمة العيش هي أهم ما يشغل بال كل إنسان واذا مسها أي ضرر تصيب صاحبها بالغم والهم والحزن.

ولم يتوقف الأمر على اصحاب الأعمال الحرة فالكل فى غارب مضار ، حتى من هم ابسط حالا، راحت اكشاكهم ، كذلك الفتيات المقبلة على الزفاف والعرسان حديثى الزواج راحت كل مكونات أثاثهم الجديد.

وتفقد اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، مدينة رأس غارب ، لمتابعة إزالة آثار السيول التي ضربت المدينة مؤخرًا ، يرافقه اللواء محمد توفيق الحمزاوي مدير الامن.

ومن جانبه أكد عبد الله أن هدف المحافظة الأول هو حماية وإنقاذ الأهالي وتصريف المياه المتراكمة من جراء السيول بالمدينة ،موجهًا كافة الأجهزة بالمدينة باستمرار أعمال الإنقاذ ومحاولة تصريف المياه ، مشيرًا إلى أنه تم الاستعانة بمعدات الطوارئ بشركات البترول وأطواق النجاه وقوارب الزودياك والأحبال لإنقاذ الأهالي كما تم دفع معدات الشفط من مجلس المدينة وشركات البترول والقوات المسلحة.

وأضاف المحافظ ان البحر الأحمر تبذل قصاري جهدها من أجل عودة الحياة الي طبيعتها بمدينة رأس غارب ، مشيرا الي انه اجري عدة اتصالات بمسئولي شركة البترول ورئيس جامعة جنوب الوادي والقوات المسلحة لتوفير الادوات الكهربائية للأهالي بدلا من التي جرفتها السيول ، بالاضافة الي توفير قافلة طبية من جامعة جنوب الوادي لخدمة أهالي المدينة ، وزيادة أعداد كراتين المواد الغذائية للأهالي.

كما بحث محافظ البحر الأحمر مع القوات المسلحة سرعة ازالة أثار السيول التي ضربت مدينة رأس غارب مؤخرًا خلال تواجده بالمدينة لمتابعة ما يتم تنفيذه من ازالة أثار السيول بالمدينة.

وطالب المحافظ بتكاتف الجميع من أجل الخروج من الأزمة التي ضربت المدينة ، مشيرا الي ان البحر الأحمر تبذل قصاري جهدها من أجل إعادة الحياة الي طبيعتها مرة أخري بمدينة رأس غارب ، مؤكدا علي أن هدف المحافظة هو الحفاظ علي سلامة المواطنين وتصريف المياه المتراكمة نتيجة السيول بالمدينة .

ومن ناحية أخري وجه عبد الله الشكر والتحية لرجال الجيش المصري ، الذين يتواجدون دائما في المواقف الصعبة لخدمة المواطنين ، مؤكدا علي ان الجيش هو الدرع الواقي للبلاد داخليا وخارجيا .

يذكر أن الدكتور محمد عبد المطلب وزير الموارد المائية والري أشار بأن كمية المياه التي نتجت من السيول بمحافظة البحر الأحمر تجاوزت 120 مليون متر مكعب ، وهي كمية كبيرة جدا يصعب التعامل معها .

واكد عبد الله ان القوات المسلحة دفعت ب 6ألاف كرتونة مواد غذائية من القوات المسلحة للأسر بمدينة رأس غارب وكذلك تم التنسيق مع رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بدفع 12قلاب وعدد 3لودر والتنسيق مع وزير النقل ورئيس هيئة الطرق والكبارى لرفع وازالة آثار السيول بمدينة رأس غارب وفتح الطرق الرئيسية والفرعية بالمدينة للمعاونة فى إستعادة الموقف لما كان عليه بمدينة غارب.

وفى ذات السياق قام اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الاحمر بالإتصال التليفونى برئيس جامعة جنوب الوادى لسرعة تجهيز قافلة طبية وغذائية ودفعها الى مستشفى رأس غارب اليوم الاثنين.

واضاف المحافظ ان جمعية الأورمان تقوم بتوفير ودفع 2000 بطانية وملابس وأغذية كما قامت وزارة التضامن بتجهيز قافلة من الجمعيات الاهلية الى مدينة رأس غارب مساهمة منهم لمتضررى السيول بمدينة رأس غارب كما قامت جمعية المستثمرين بالبحر الأحمر بدفع سيارات محملة بالمواد الغذائية والاحتياجات وكذلك المساهمة المادية فى التعويضات والتى جارى تجميعها.

وأضاف محافظ البحر الأحمر، أنه تم تشغيل خمسة مخابز صباح امس وسيكون بذلك عدد المخابز العاملة تسعة مخابز بمدينة رأس غارب بالاضافة المخابز الميدانية التى ستقوم القوات المسلحة بتشغيلها باكر لتوفير إحتياجات المدينة من الخبز وتوفير السلع بالجمعيات الاستهلاكية لأهالينا بمدينة رأس غارب.