إلى متى يظل المعدن النفيس الملاذ الآمن؟
يعزي الخبراء والمحللون ارتفاع أسعار الذهب في السوق المصري لتحوله لملاذ آمن للمدخرات بعد تراجع الجنيه أمام الدولار، وبلا شك أن هذا التفسير به قدر كبير من الصواب، ولكن بنظرة أعمق لهذا الأمر يمكن ملاحظة عدة أسباب خارجية ساهمت في هذا الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب، أولها تراجع عائدات السندات عالميا لتصبح اقل من 2% وهو ما جعلها أقل جاذبية للمستثمرين الماليين.
ورغم أن ارتفاع أسعار صرف الدولار مقابل الين الياباني واليورو عادة ما يصاحبه تراجع سعر المعدن النفيس إلا أن تراجع ربحية الاستثمارات المالية البديلة ساهم بقدر كبير في زيادة الطلب عليه من بعض المصارف المركزية وبعض القطاعات الأخري.
وبلا شك أن خروج إنجلترا من الاتحاد الأوروبي والضبابية التي يعيشها الإقتصاد العالمي المشابه لحد كبير لما قبل أزمة 2007-2008 خلق مناخا تشاؤميا بشأن الإستثمارات المستقبلية وهو ما أصبح دافعًا قويًا لتبرير الزيادة المفرطة في الطلب علي الذهب، وإذا ما أضفنا لذلك حالة التربص والترقب لما ستسفر إليه الانتخابات الأمريكية سنجد الصورة الكاملة لما يحدث في سوق المعدن النفيس ويظل التساؤل دائمًا إلي متي يظل المعدن النفيس الملاذ الآمن في حالات الذعر التي تضرب الاقتصاد العالمي من حين لآخر؟