زوجة تطلب الخلع: "حماتى بتقولى يا قردة.. وحاولت قتلي بسبب غيرتها"

على بعد أمتار من غرفة المداولة بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة، جلست الزوجة الثلاثينية بثيابها السوداء المتواضعة، بابتسامة شاحبة كوجهها الخمرى، وتطوق جسدها المنهك بيديها، وتتحايل على حزنها الذي عاشته لمدة 3 سنوات، في انتظار صدور الحكم فى دعوى الخلع التى أقامتها ضد زوجها الذي تمسك أمه بزمام أمره - بحسب روايتها-، وقد تركها عاما كاملا بأوامر من والدته.
تبدأ الزوجة الشابة حكايتها لـ"صدى البلد" قائلة: "تزوجته بعد قصة حب طويلة، تعود بدايتها عندما كنا نعمل سويا بأحد مصانع الملابس، كان مجرد "ترزى" بسيط ورزقه محدود، لكنه كان طيب القلب ومسالم، فوقفت إلى جواره وساعدته بمالى حتى نتمكن من الزواج، ورضيت أن ابدأ حياتى معه فى بيت والدته، واهمة بأنه سيحقق لى الإستقرار الذى لطالما حلمت به وسيصون كرامتى ويحفظ عشرتى".
تلوح على وجه الزوجة الشابة ابتسامة حزينة وهى تتحدث عن حماتها الخمسينية قائلة: "لم تبد لى والدة زوجى بالمرأة الشريرة قبل الزواج، وربما ظننت ذلك لأننى لم أكن قريبة منها بدرجة تجعلنى أحكم على طباعها بدقة، لكن مع مرور الأيام وتعاقب المواقف بيننا، أدركت أنها صاحبة شخصية متسلطة، تريد أن تخضع كل من حولها لرغباتها، وتحولهم إلى ظلال لا قيمة لهم ولا رأي، كانت تتدخل فى أدق تفاصيل حياة أولادها، وتحصل على مرتباتهم أولا بأول، وتخطط لهم مستقبلهم وكأنهم فاقدى الأهلية، لا يملكون عقولا يفكرون بها، كانوا يأكلون ما تريد، ويتزوجون من تختار، ويلبسون ما تشاء، والغريب أن الكبير قبل الصغير كان مستسلما لها، ولا يقوى أحد منهم على معارضة فرماناتها".
تواصل الزوجة حكايتها وهى تحافظ على ابتسامتها قائلة: "منذ أن وطأت قدمى بيت ابنها المقرب إلى قلبها، بدأت تتدخل فى طريقة حياتى وملبسى وإدارة بيتى، وتتسلل إلى غرفتى وتعبث بأغراضى، وتستولى على متعلقاتى وكأنها ملكا لها، وعندما ابدى اعتراضى كانت تمطرنى بوابل من الشتائم، فعلت المستحيل لتطوعنى وتحولنى إلى نسخة مشوهه مثل أولادها، وعندما فشلت أخذت تشوه صورتى فى عين زوجى وتنعتنى بـ"القردة" كى يكرهنى، وتحرضه على الخلاص منى بدعوى أننى تأخرت فى الإنجاب، مستغلة ضعفه أمامها، فقد كان لا يتحرك إلا بإذنها ويطلعها على أدق أسرار علاقتنا وما يدور بيننا، وبالفعل نجحت هذه المرة، وباتت المشاكل لا تفارقنا، وساءت حالتى النفسية وبت أصاب بنزيف مستمر، وحار الأطباء فى علاجى" .
وتنهى الزوجة الشابة روايتها متعجلة بعد أن حان موعد النطق بالحكم فى دعواها قائلة: "فى أخر مرة افتعلت حماتى معى شجار كعادتها، ورغم استفزازها لى لم اتفوه بكلمة، لكن يبدو أن صمتى أثار غضبها أكثر، وفوجئت بها تهجم على وتجثم على صدرى، وتضغط بيدها بقوة على عنقى حتى كادت أنفاسي أن تغادرنى بلا عودة، وكأن بينى وبينها ثأر قديم، ولولا تدخل الجيران لأصبحت اسما على شاهد قبر، أكثر ما آلمنى أن زوجى عندما علم بمحاولة والدته قتلى ورأى ما أحدثته فى جسدى من إصابات، لم يحرك ساكنا ولم يعاتبها حتى، بل تركنى أرحل، ولم يكلف خاطره من وقتها أن يسأل عنى، وأعلم أنها هى من منعته، لأنها كانت تغار عليه منى، ويتملكها الغضب كلما رأته يعاملنى بلطف، ومر أكثر من عام وأنا في انتظار عودة زوجى إلى رشده ، وعندما أيقنت أنه لا جدوى من محاولات استمالتى له وتذكيره بسنوات حبنا، طرقت أبواب محكمة الأسرة، وأقمت دعوى خلع ".