- حلب تغرق وسط الدماء وتحذيرات أممية بكارثة إنسانية مرتقبة
- "دي ميستورا" يطالب أطراف النزاع بالسماح دون شروط بوصول المساعدات
- أردوغان يبحث مع بوتين تعزيز الجهود الرامية لوقف النار وتقديم المساعدات للسكان في أسرع وقت
وتحت نيران المدافع والضربات الجوية التي تشنها مقاتلات النظام السوري المدعومة من روسيا، وإيران، ونيران الإرهاب الذي يحتمي بالنساء والأطفال كدروع بشرية في المدينة السورية، يسقط مئات القتلى من المدنيين، في عمليات قتل بشعة لا ترحم ولا تستثني الأطفال أو الرضع، والنساء ممن هربوا من القتل في الأحياء الشرقية وتوجهوا إلى الجزي الغربي من المدينة المنكوية، فيما لم ترحمهم القاذفات السورية في رحلتهم بين القسمين أيضا.
وتلقى العديد من وسائل الإعلام العالمية الضوء على صور ضحايا الحرب في حلب، حيث تصور طفلا يجلس بجوار جثتي أمه وشقيقته بعدما حصد القصف أرواحهم حين كانت العائلة تحاول الفرار إلى القسم الغربي من المدينة، وطفل آخر تبدو عليه الصدمة وهو ينظر إلى جثث ذويه.
كما تلتقط عدسات المصورين العالميين لقطات لجثث في الشوارع تغط وسط برك من الدماء، قبل أن يسقط بقذائف الجهة التي تقول إنها مستعدة لتأمين ممرات آمنة للمدنيين.
من جانبه، دعا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا لأطراف النزاع إلى السماح دون شروط بوصول المساعدات إلى حلب.
وطالب «دي ميستورا» مجلس الأمن بتبني اقتراح كان قد عرضه على وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، ويقضي بنشر محققين أمميين للتحقق من اتهامات قصف أماكن شرق حلب.
ووجه سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا انتقادات لاذعة إلى روسيا وسوريا لاستمرار قواتهما في قصف حلب، مشددين على أن الهجمات التي تشنها تلك القوات تزيد من الأمر سوءا.
كما أشارت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، سمانثا باور، إلى أن المجتمع الدولي قد يلجأ إلى الجمعية العامة؛ لبحث وضع حد للأوضاع المتفاقمة حال استخدام موسكو للفيتو مجددا.
وحذر مسئول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين، خلال جلسة مجلس الأمن، من أن القسم الشرقي من مدينة حلب قد يتحول إلى مقبرة عملاقة، مناشدا أطراف النزاع بذل مزيد من الجهد لحماية المدنيين وإتاحة فرص الوصول إلى الجزء المحاصر من المدينة قبل أن يتحول إلى مقبرة ضخمة.
من جانبها، أعلنت موسكو استعدادها لإخراج المدنيين من حلب، وهذا المطلب الذي يتوافق مع طلب القادة المعارضين بفتح «ممرات إنسانية».
وقالت مصادر إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بحث الوضع في حلب خلال اتصال هاتفي مع الرئيس فلاديمير بوتين واتفقا على تعزيز الجهود الرامية لوقف النار وتقديم المساعدات للسكان.
وذكرت صحيفة "حريت" أن وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف اعترف بأن القوات السورية قتلت وأصابت 13 من الجنود الأتراك في سوريا يوم الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي.
وقال لافروف، الذي يقوم بزيارة رسمية لتركيا اليوم، الخميس، إن روسيا لم يمكنها فعل شيء تجاه الهجوم الذي نفذته القوات السورية.
وأضاف الوزير الروسي، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره التركي مولود شاويش أوغلو، أن موسكو على استعداد للحوار مع جميع أطراف الأزمة السورية.
وواصلت قوات الجيش السوري قصف أحياء حلب الشرقية، وأكدت المعارضة المسلحة أنها استعادت مواقع خسرتها جنوب شرقي المدينة، بينما وافقت في المقابل على إخلاء مدينة التل في ريف دمشق بموجب اتفاق مع النظام.
وتعرضت أحياء صلاح الدين والمشهد والأنصاري وأحياء أخرى في البلدة القديمة لقصف صاروخي ومدفعي صباح اليوم، وفق ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان أكثر من خمسين مدنيا سوريا قتلوا أمس في الأحياء المحاصرة التي لجأ إليها آلاف الفارين من الأحياء التي اجتاحتها مؤخرا قوات النظام والميليشيات الأجنبية، على غرار مساكن هنانو والصاخور والحيدرية في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة.
وأغلب قتلى أمس أطفال ونساء نازحون استهدفهم قصف مدفعي في حي جب القبة، وكان نحو ثلاثين قتلوا قبل ذلك بيوم في مجزرة مماثلة بحي باب النيرب.
وهجّر القصف خلال الأيام القليلة الماضية نحو عشرين ألفا من أحياء حلب الشرقية، بينما تؤكد مصادر أخرى أن العدد قارب خمسين ألفا.
وأكدت مصادر محلية اعتقال قوات النظام مئات ممن لجأوا إلى أحياء حلب الغربية فرارا من القصف، بينما أظهرت صور جنود من الجيش الروسي يوزعون "مساعدات" في منطقة جبرين غربي حلب.