"طلاب الثانوية بمدارس اللغات" يقعون فريسة لقرارات الهلالي "المفاجئة"..الوزير يتسمك بمنعهم من أداء الامتحانات بالعربية .. والأهالي: "منك لله ياخسارة تعب عيالنا من اول السنة"
* حملة "منهجكم باطل" : لابد وان تتراجع الوزارة عن القرار فورًا
* تمرد على المناهج التعليمية: يجب تطبيقه على الدفعات القادمة
* الأهالي: نطالب الوزارة بحل أزمة كتب ومعلمي اللغات
حالة من الارتباك سيطرت على قيادات الوزارة بخصوص قرار منع طلاب الثانوية العامة بمدارس اللغات من تأدية الامتحانات "بالعربى" ، ففي 5 ديسمبر 2016 ، أرسلت وزارة التربية والتعليم تعليمات رسمية لجميع مديريات التربية والتعليم، أكدت خلالها على أنه بالنسبة لطلاب الثانوية العامة بالمدارس الرسمية لغات والمدارس الرسمية المتميزة للغات، فيشترط أن يؤدي طلاب هذه المدارس الامتحانات بذات اللغة التي درسوا بها المواد المقررة ويجوز ترجمة أسئلتها للاسترشاد.
وأشارت الوزارة إلى أن هذا يأتي تنفيذا لما جاء بالمادة رقم 15 من القرار الوزاري 285 لسنة 2014.
وشددت تعليمات الوزارة على أن يتم تدريس الرياضيات والعلوم باللغة الأجنبية الأولى التي يتم تدريسها بالمدرسة وفقا لما جاء بالمادة 13 من القرار 285 لسنة 2014، مع إلغاء التعليمات السابقة الصادرة في هذا الشأن ، وجاءت هذه التعليمات ردا على الشكاوى والاستفسارات التي وردت للوزارة بخصوص مدى إمكانية أن يؤدي طلاب الثانوية العامة بالمدارس الرسمية للغات والمدارس الرسمية المتميزة للغات، امتحان مواد الرياضيات والعلوم باللغة العربية.
وبعد ثورة أولياء الامور الرافضين للقرار ، اجتمع قيادات الوزارة و درسوا مع الوزير فكرة التراجع عن هذا القرار أو تأجيل تفعيله للعام القادم ، وبالفعل كشفت المصادر لوسائل الاعلام ان قرار التراجع سينفذ ، وبناءا عليه نشرت جميع المواقع الخبر يوم 13 ديسمبر 2016 ، مما اسعد اولياء الامور والطلاب و طمأن أبنائهم.
إلا أن المفاجآة .. أن وزارة التربية والتعليم أعلنت في بيان رسمي لها الجمعة 16 ديسمبر 2016 ، أن الوزير الهلالي الشربيني أثناء إجتماعه مع مديرى عموم تنمية المواد الدراسية، وخبراء المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى، ومركز تطوير المناهج والمواد التعليمية؛ لمناقشة الاستعداد لامتحانات شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة، للعام الدراسي الحالي 2016/2017، أكد على تمسكه بضرورة تفعيل القرار الوزارى الخاص بأداء طالب الثانوية العامة امتحانات مواد (الرياضيات، والعلوم) باللغات الأجنبية، باللغة التى درس بها.
وأكد مصدر مسئول بوزارة التربية والتعليم ، أنه بناءا على ذلك ، فطلاب الثانوية العامة الذين يدرسون بمدارس اللغات والرسمية ، سيتسلموا وقت امتحانات العلوم والرياضيات ورقة باللغة العربية الى جانب الورقة المكتوبة باللغة الاجنبية ، وذلك للاسترشاد فقط لا غير ، حتى يتمكن الطالب من معرفة ترجمة السؤال بشكل صحيح ، كما سيتم التغاضي "بشكل ودي" اثناء التصحيح عن قيام اي طالب بالاستعانة ببعض الكلمات باللغة العربية عند اجابته على الامتحان ، لكن لن يسمح بالاجابة عن الامتحان كاملا باللغة العربية.
وقد تسبب تمسك الوزير بقرار عدم السماح لطلاب المدارس اللغات بآداء امتحانات مواد العلوم والرياضيات باللغة العربية ، في اعادة اشتعال ثورة غضب اولياء الامور من جديد عبر صفحات ثورة امهات مصر على المناهج التعليمية ، ومنهجكم باطل ، وتمرد على المناهج التعليمية على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك.
من جانبها، قالت نيفين ثابت، المتحدثة باسم حملة "منهجكم باطل": "نحن معترضون على هذا القرار جملة وتفصيلا، فطوال السنوات الماضية، كان من حق طالب المدارس اللغات أن يمتحن مادتين باللغة العربية في الثانوية العامة، وتغيير هذا النظام الآن يأتي في وقت "متأخر جدا".
وأضافت "ثابت": "أنا من الفيوم وليس بمدارسنا أي معلمين مؤهلين لتدريس مواد اللغات، وهو ما يستلزم من المقتدرين أن يرسلوا أبناءهم لمدينة 6 أكتوبر مرتين في الأسبوع لحضور حصص المعلمين المتخصصين، فيما تضطر باقي الأسر لجعل أبنائها يذاكرون ويمتحنون مواد الرياضيات والعلوم باللغة العربية".
وتساءلت: "هو ليه دايما ولي الأمر والطالب بيدفعوا تمن تخبط الوزارة وقراراتها المتسرعة؟ نحن نطالب الوزارة بإعادة النظر في هذا القرار وعدم تطبيقه على الطلاب الذين يدرسوا بالثانوية العامة العام الحالي".
فيما أكدت عفاف عدوي، المتحدثة باسم حملة "تمرد على المناهج التعليمية"، أن اتخاذ مثل هذا القرار فجأة في نهاية الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي، أمر خاطئ تماما.
وأوضحت "عدوي"، في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أنه كان من الأفضل ألا تطبق الوزارة هذا القرار على طلاب الثانوية العامة الذين يدرسون العام الحالي، بل كان على الوزارة أن تؤكد أنه سيطبق على الدفعات القادمة، حتى يدخل الطالب للثانوية العامة وهو يعلم تمام العلم بالقرار وتفاصيله.
وقالت: "لابد للوزارة أيضا قبل تنفيذ القرار أن توفر المعلمين المؤهلين لتدريس مواد العلوم والرياضيات باللغات بالمدارس".
بينما قالت جايدا لؤي، طالبة في ثانوية عامة، إن "القرار ظالم، فلدينا مادة مثل الجيولوجيا، نحن نضطر لدراستها باللغة العربية، لأنه ببساطة "مفيش مدرسين يدرسوها بالإنجليزي"، وهذا الوضع مطبق منذ 1995 جاي يغيرها فجأة دلوقتي؟!".
وقالت دعاء محمد يوسف، ولية أمر لطالبة في ثانوية عامة: "منذ سنوات والوزارة تسمح لطلاب الثانوية العامة بمدارس اللغات باختيار مادة أو اثنين فقط يدرسوها باللغة العربية، مثل الرياضيات والجيولوجيا، للتسهيل على الطلاب، وابنتي دخلت هذا العام بناءً على هذا النظام"، وتساءلت: "إزاي دلوقتي قررت الوزارة فجأة إلغاء هذا النظام وإحنا في نصف السنة؟ كدة تعب ولادنا ومجهودهم طول الشهور اللى فاتت راح على الأرض، وفلوسنا كأولياء أمور كمان اترمت في الهوا".
وقالت عزة محروس، ولية أمر: "كان يجب على وزارة التربية والتعليم قبل أن تصدر هذا القرار المفاجئ في منتصف العام الدراسي، أن توفر أولا كتب اللغات منذ اليوم الأول في الدراسة، ففي الواقع أبناؤنا استلموا كتب اللغات يوم الخميس 2 ديسمبر 2016، أي منذ أيام قليلة "الطلاب يذاكروا منين يا وزارة؟".
وقالت منى سامح وهدان، ولية أمر: "لماذا لم تسأل الوزارة نفسها عن سبب لجوء بعض طلاب الثانوية العامة بمدارس اللغات أصلا إلى الإجابة على امتحانات العلوم والرياضيات باللغة العربية؟".
وقالت رضا أحمد، ولية أمر طالب في ثانوية عامة: "مدارس دمياط ليس بها معلمون مؤهلون لتدريس الرياضيات والعلوم بالإنجليزية لطلاب الثانوية العامة، وبناءً عليه معظم أبناء المحافظة قرروا منذ بدء العام الدراسي دراسة المواد باللغة العربية "كده ولادنا هاتضيع".
وقالت رحمة علي ، ولية امر ، أنا ولية امر لطالبة ثانوية عامة في مدرسة خاصة في السادس من اكتوبر ، ونظرا لعدم وجود معلمين لغات بمنطقة 6 أكتوبر بأكملها ، إضطرت ابنتي لدراسة مادة الاحياء باللغة العربية ، من خلال معلم دروس خصوصية يأخذ في الحصة الواحدة من اول العام الدراسي حتى الان 100 جنيه.
وقالت : الوزير بقراره الاخير ظلم دفعة كاملة ولم يظلم بنتي وحدها ، فكان عليه ان يخبرنا بهذا القرار من اول الدراسة حتى نوفق اوضاعنا، وتساءلت : اجيب لبنتي مدرس لغات منين في نص السنة حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا وزير التعليم .