الحرب على الفساد والإرهاب معا

وسياسية واجتماعية و ثقافية وعلمية، و أخيرا تأتي المعركة بالسلاح أو المعركة العسكرية.

وعادة ينتصر في المعركة العسكرية أو الحرب بالسلاح الأقوى في الحرب بمفهومها الشامل ،الذي يتضمن كل مجالات الحياة.

في مصر حاليا حرب شاملة، تواجه مصر فيها معركتين برغم أنهما تبدوان منفصلتان ،إلا أنهما معركة واحدة من حيث المواجهة والنتائج ، المعركتان هما الفساد، والإرهاب، ولا نجاة بمواجهة إحداهما وترك الأخرى.

كلا العدوان كفيل بتدمير الوطن تدميرا كاملا، فلا مستقبل مع الإرهاب، ولا مستقبل مع الفساد ،ولا مستقبل مع الإثنين، ولم يعد هناك مفر من مواجهة الاثنين مواجهة واحدة حاسمة فكريا واقتصاديا وثقافيا وعلميا و عسكريا.
لقد مرت فترة كافية لنقول عنها أنها كانت لازمة لترتيب المواجهة أو للحرب على الجبهة الأكثر خطورة، ثم نفتح بعد وقت الجبهة الأخرى، ولكن الملاحظ أنه كلما اشتعلت جبهة الإرهاب تراجعنا في جبهة الفساد.

يوم الخميس قبل الماضي أعلن عن قضيتين كبيرتين من قضايا الفساد، وهما قضية رشوة ضبط بها متلبسا، وكيل مصلحة خبراء وزارة العدل، أثناء تقاضيه رشوة نصف مليون جنيه، والأخرى ضبط متلبسا، أيضا العضو المنتدب لشركة ايجوت للفنادق برشوة مليون جنيه ، وبمجرد وقوع جريمة إرهابية بتفجير كمين مسجد السلام بالهرم في اليوم التالي الجمعة، وبعدها بيومين تم تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، ومنذ هذه اللحظة لم نسمع عن ضبط قضية فساد.
هذا فقط نموذج لتراجع مواجهة الفساد كلما وقعت جرائم إرهاب، ولست أفهم لماذا هذا الربط من قبل الدولة؟.

والواجب أن تواجه الدولة الحرب مواجهة شاملة وعلى كافة الجبهات و ألا تتراجع في إحداها لحساب الأخرى.
هي الحرب إما أن نكسبها وننتصر فيها جملة واحدة ، أو نخسرها خسارة كاملة، أظن أن الرقابة اإادارية ومباحث الأموال العامة وغيرهم من أجهزة ، وظيفتها الأساسية هي مواجهة الفساد، ولا شأن لهم في مواجهة الإرهاب، فلماذا إذن كلما حدث إرهاب توقفت أجهزة محاربة الفساد؟

لا أظن أن مصر ليس بها الفساد الكافي لكشف قضية يوميا ، وأظن أن الفساد وصل لحد يمكن معه كشف قضية كل دقيقة، وربما نحتاج سنوات للحد من الفساد.