- القوات العراقية تستعيد السيطرة على حي القدس شرق الموصل
- قوات التحالف تهاجم مواقع "داعش" قرب نهر الدجلة
- تنظيم "داعش" يجهز سيارات مفخخة لعرقلة تقدم القوات في حي الكرامة
استأنفت القوات العراقية المرحلة الثانية من عملية تحرير مدينة الموصل، آخر معاقل تنظيم "داعش" في البلاد، بشن هجمات على عدة أحياء في جنوب شرق المدينة، بعد فترة توقف لأسابيع.
وكان القتال لاستعادة السيطرة على الموصل، ثاني أكبر مدينة عراقية، بدأ قبل أكثر من شهرين، ولكنه واجه مقاومة شرسة من التنظيم، وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الذي سبق أن تعهد باسترداد الموصل قبل نهاية العام، صرح منذ أيام بأن هزيمة "داعش" في العراق تحتاج ثلاثة أشهر أخرى.
وقال اللواء الركن نجم الجبوري، قائد عمليات نينوى، إن "هذه هي المرحلة الثانية من عملية تحرير الموصل التي تقودها القوات الخاصة، والشرطة الاتحادية ونحن على هذه الجبهة".
وقال ضابط من قوة الرد السريع، وهي وحدة النخبة التابعة لوزارة الداخلية: "قواتنا تتقدم الآن، خلال أول خمس أو عشر دقائق تقدمت (قواتنا) 500 متر، وبدأت الآن فقط في إطلاق النار".
وأضاف أن هذه القوات تتقدم في حي الانتصار، ومن المتوقع أن تتقدم قوات الشرطة، التي أعادت انتشارها من الضواحي الجنوبية للموصل قبل أسبوعين، وهي بالآلاف، في منطقة قريبة.
وقد استعادت قوات عراقية خاصة ربع مساحة الموصل، آخر معقل كبير لمسلحي التنظيم في العراق، لكن تقدمها كان بطيئا، وشهد هذا الشهر أول توقف رئيسي للحملة.
وحققت القوات العراقية خلال اليوم الأول من المرحلة الثانية للمعارك أمس، الخميس، تقدمًا ملحوظًا على حساب تنظيم "داعش" في ثلاثة محاور تضم أحياءً مهمة تمثل خطوط دفاعاته ومنطلقا لهجماته الانتحارية، فيما دمرت طائرات التحالف تجمعات لداعش قريبة من نهر دجلة، ولعل من الإنجازات المهمة التي تحققت استعادة حي القدس، شرق المدينة، وتتمثل أهمية هذا الحي في كونه حيًا استراتيجيًا، نظرًا لأن عناصر داعش جعلوه مركزًا لانطلاق هجماتهم ضد القوات المهاجِمة في الساحل الأيسر.
وباتت الأنظار تتجه حاليا نحو الكرامة، حيث يُتوقع أن تقتحمه القوات العراقية بعد أن حاصرته، رغم أن داعش جهز سيارات مفخخة لعرقلة تقدم القوات، وكانت الشرطة الاتحادية وقوات عسكرية أخرى، تقدمت تحت غطاء جوي في أحياء كانت عصية في السابق وهي السلام والانتصار والشيماء جنوب شرق المدينة، بعد تدمير دفاعات التنظيم المتطرف.
وتعد معركة الموصل أكبر عملية برية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003، ويشارك في العملية نحو 100 ألف جندي من القوات العراقية، وقوات الأمن الكردية، والحشد الشعبي، ويبدو أن المرحلة المقبلة ستمنح على الأرجح المستشارين العسكريين الأمريكيين في التحالف الدولي الذي يقاتل "داعش" دورا أكبر من خلال التوسع في مرافقة القوات العراقية.
وكان مسلحو التنظيم سيطروا على الموصل في يونيو 2014 بعد أن أخرجوا الجيش العراقي من مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، وأصبحت الموصل أكبر مدينة تسقط في يد التنظيم في العراق وسوريا، وقد تؤدي استعادة القوات العراقية للموصل إلى الحد من طموح التنظيم في بسط حكمه على ملايين الناس في "دولة الخلافة" التي أعلنها، ولكن قد يظل بوسع مسلحيه شن حرب عصابات تقليدية في العراق والتخطيط لشن هجمات على الغرب أو الإيعاز بشنها.