الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سر رفض إحسان عبد القدوس مساعدة «السادات» للعمل في «روزاليوسف»

صدى البلد

تحدَّث الرئيس الراحل "محمد أنور السادات" في مذكراته التي نُشرت تحت عنوان "البحث عن الذات"، عن موقف طريف جمعه بالأديب الشهير "إحسان عبد القدوس"، وذلك عندما لجأ إليه لمساعدته في البحث عن عمل بعد خروجه من السجن إثر اتهامه في التورط في مقتل "أمين عثمان" وزير المالية في حكومة "النحاس" باشا عام 1946، بسبب علاقته الوطيدة بالحكومة البريطانية.

وعن الأحداث التي أدت إلى ذلك الموقف، ذكر "السادات" أنه قضى 31 شهرًا متواصلة في السجن قبل أن تتم تبرئته، وبعد خروجه قرر الذهاب إلى حلوان، حيث أقام في بنسيون رخيص، سمحت له نقوده القليلة بالبقاء فيه، واستمر بقاؤه فيه حتى جاء صديقه القديم "حسن عزت"، ودعاه للقدوم معه إلى منزله في السويس، حيث التقى "السادات" بزوجته "جيهان"، التي كانت في زيارة لابنة عمتها، زوجة "حسن عزت".

وتابع: "قضيت معهم بعض الأيام، تبينت خلالها أن حسن عزت لم يبحث عني ويأتي بي إلى السويس لوجه الله، فقد كان على خلاف مع شركائه في عمليات تجارية بين مصر والسعودية عن طريق السويس، فأراد أن يخيفهم ببطل قضية أمين عثمان، حديث كل الصحف والمجلات، الذي هو أنا طبعا".

واستطرد: "واشتركت معهم فعلا في بعض الصفقات، وكان نصيبي منها كما علمت بعد ذلك 180 جنيها من الذهب، أعطاني منها حسن عزت 60 جنيها وأخذ الباقي لنفسه، وكان الجنيه الذهب في ذلك الوقت يساوي 6 جنيهات مصرية".

وبعدها عاد "السادات" إلى حلوان، حيث صرف ذلك المبلغ عن آخره، ثم انتقل إلى بنسيون في وسط البلد بالقاهرة، حيث ظل عاطلا بدون عمل بينما تتراكم الديون عليه يوماً بعد يوم.

فقرّر الذهاب إلى "إحسان عبد القدوس، وهو صديق قديم لي، ليبحث لي عن عمل.. قصدنا جريدة الأهرام، ولكن لم تكن بها مجالات للعمل، فاقترحت روز اليوسف، ولكن إحسان قال إن روزا لا تتحملنا نحن الاثنين".

وأشار "السادات" إلى أن "إحسان عبد القدوس" كان يعمل وقتها في صحيفة "روز اليوسف" وفي دار الهلال كمعيد للصياغة أو "Rewriter"، وفي جريدة الزمان.

وتابع: "لكن حدث أن استغنى إحسان عن عمله بدار الهلال، فأخذني وقدمني لأصحاب الدار، الذين اشتروا مني مذكراتي التي كتبتها في السجن وبدأوا نشرها؛ ويبدو أنهم أرادوا اختباري للتأكد من أن المذكرات بقلمي، فأتاني شكري زيدان أحد أصحاب دار الهلال، وأشار إلى جزء من المذكرات وقال إنه بحاجة إلى تطويل بما يساوي عموداً ونصف، فقلت بكل سرور".

وطلب منه "زيدان" أن ينتهي من الكتابة في خلال ساعة ونصف، وهو الزمن الباقي على إغلاق المطبعة، وبالفعل انتهى من الكتابة قبل الموعد المحدد؛ وفي اليوم التالي أرسل "زيدان" في طلبه وطلب منه العمل بدار الهلال بصفة دائمة، وأن يحدد "السادات" المرتب الذي يريده، فقبل على الفور، وأخذ مكان "إحسان" كمعيد للصياغة.

واستمر عمله في دار الهلال حتى نهاية ديسمبر عام 1948، وكان خلال تلك الفترة، وتحديدا في يوم 29 سبتمبر عام 1948، قد تقدم لخطبة "جيهان" من أبيها.

وبالرغم من أنه كان سعيدا في عمله بدار الهلال، إلا أنه قرر تركه بعد أن عرض عليه "حسن عزت" مشاركته في الأعمال الحرة بعد انتقاله من السويس إلى القاهرة، وأوضح أن السبب وراء موافقته على ذلك العرض يرجع إلى أنه كان لديه "نقطة ضعف نحو حسن عزت كصديق يحبني ولا يخفي عني شيئا ويعتبرني ضميره".