محلل إسرائيلي: حماس تعتقل الجهاديين لإرضاء مصر وأزمة بين الحركة وداعش في سيناء

قال محلل الشؤون العسكرية في موقع "والا" الإسرائيلي، آفي يسخروف، أمس الجمعة، إن التحول الحاصل في العلاقات بين مصر وحماس يخلق نوعا من الضغط على إسرائيل، وتابع: فجأة فتح المصريون معبر رفح لإدخال البضائع فيما قال مسؤولون في حركة حماس، إن إسماعيل هنية، الشخصية المحتملة لأن تكون رئيس المكتب السياسي للحركة، ينوي زيارة القاهرة خلال الأيام القليلة القادمة.
وأوضح أن اسماعيل هنية الذي يقيم منذ فترة طويلة خارج القطاع، خرج من قطاع غزة بتصريح مصري لأداء فريضة الحج، لكنه لا يزال في الخارج، يزور العديد من الدول العربية.
وتابع يسخروف أن تصريحات المسؤول في الحركة، أسامة حمدان، لوسائل الإعلام بشأن التقارب مع مصر ليست وليد الصدفة. لافتا إلى سماح مصر بخروج شخصيات حمساوية كبيرة مع هنية مثل يحيى السنوار روحي مشتهى وغيرهم.
وعدد المحلل الإسرائيلي العديد من الأسباب التي دفعت حركة حماس للتقارب مع مصر، ومن بينها أن حماس أصبحت ترى أن التيار السلفي الجهادي، خاصة المؤيد لداعش أصبح يمثل خطرا حقيقيا، من الناحية العملية والأيديولوجية على الرغم من عددهم القليل في غزة والذي يتراوح ما بين 700 – 800 شخص.
وتابع المحلل الإسرائيلي أن إطلاق الصواريخ على إسرائيل من قبل الجماعات السلفية، أصبح يمثل صداعا في رأس حماس، خاصة في ظل وجود تصعيد إسرائيلي في الرد على تلك الهجمات خلال الشهور الماضية. لكن التهديد الأكبر والحقيقي بالنسبة للحركة، هو التهديد الداخلي والذي يتمثل في انضمام نحو 40 شخصا إلى التنظيمات السلفية المختلفة في القطاع خلال السنوات الماضية، بل عبر بعضهم الحدود وانضموا لتنظيم داعش في سيناء.
وأوضح يسخروف أن تلك الشخصيات تنتمي إلى الذراع العسكري للحركة وهو ما يعني أنهم خبراء في استخدام الطائرات بدون طيار والعبوات الناسفة الكبيرة.
وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن حماس بدأت منذ نحو شهرين حملة اعتقلت خلالها نحو 200 ناشط سلفي جهادي في قطاع غزة، بعضهم على خلفية إطلاق صواريخ على إسرائيل، والبعض الآخر على خلفية انشطة أيديولوجية تعتبرها حماس مصدر تهديد لها.
ولفت يسخروف إلى أن حماس اعتقلت مؤخرا بعض أعضاء لواء التوحيد، وهي جماعة قريبة جدا من داعش. وهو ما أدى إلى توتر العلاقات بين حماس وداعش، حيث وصف أحد قادة داعش في سيناء حركة حماس بأنهم كفرة، وأصدر قادة داعش في سيناء أوامر للمهربين في رفح بالوقف النهائي لإدخال أي بضائع من سيناء إلى غزة، خاصة تلك التي تساعد الحركة في تصنيع احتياجاتها العسكرية.
وبحسب المحلل الإسرائيلي، كان داعش يدخل إلى حماس الكثير من البضائع التي حظرت إسرائيل إدخالها عبر المعابر إلى قطاع غزة، لكن داعش هدد المهربين بأن من يدخل البضائع إلى القطاع سيدفع حياته ثمنا لذلك.
وأدت هذه الخطوة الداعشية إلى رد فعل عقابي من حركة حماس التي منعت تهريب المعدات القتالية من غزة إلى سيناء، حيث اعتقلت الحركة أحد الدواعش في غزة ويدعى محمد رميلات، في محاولة منها للضغط على داعش لاستئناف عمليات التهريب.
وشدد يسخروف على أن التعامل الوحيد بين حماس وداعش بعد نشوب الأزمة، هو استقبال جرحى داعش لعلاجهم في مستشفيات القطاع.
وفيما يتعلق بدوافع القاهرة للمصالحة مع حماس، قال يسخروف إن الفترة الماضية كانت شاهدة على توتر في العلاقات بين القاهرة والسلطة الفلسطينية، وهو ما أدى بدوره إلى تباعد مصري عن حركة فتح كلها، أو على الأقل طالما أبومازن رئيسا لها، ومن هنا بدأت خطوات التقارب الأولى وعلى رأسها فتح معبر رفح.
وتابع، لكن مع مرور الوقت تبين أن الموضوع يتخطى فكرة الإضرار بأبومازن، حيث فهمت القاهرة أن الوضع في غزة لن يتغير على المدى القريب، وعليهم أن يتعاملوا مع الوضع الحالي كما هو، أي أن مصر تريد من حماس أن تحارب تنظيم داعش في سيناء بدلا من مساعدته، ولذلك عليها مواءمة علاقتها مع حماس
تحسين العلاقات بين الاثنين يشتمل من الجانب المصري على فتح معبر رفح بشكل أكثر استمرارية، ومنح مسئولي حماس تأشيرات خروج ودخول القطاع وكذلك المواطنين، ومشاركة مصر في المشروع المدنية لحماس.