الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البرادعي..والبحث عن الذات!


هل أنت صوت إصلاحي داخل السلطة ؟
هل أنت صوت داخل المعارضة ؟
هل أنت قائد لفصيل سياسي معين ؟
الإجابة أننا لا نعرف تحديدا "توصيفا" للحالة السياسية للدبلوماسي المصري الدكتور محمد البرادعي والذي تعددت الوجوه التي ظهر عليها منذ ظهوره المفاجئ والمثير في مصر خلال عام ٢٠١٠ وحينها خرج مئات الشباب لاستقباله في المطار اعتقادا منهم إنه سيكون الزعيم السياسي المنتظر للفترة القادمة، لكنه ظهر بعد ذلك بعدة وجوه عبرت عن رجل المواقف السياسية المتناقضة والمترددة الأول في مصر ليخذل الجميع.

عاد الدكتور محمد البرادعي لتصدر الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي بعد فترة طويلة من الاختفاء عن الإعلام في محل إقامته بالنمسا، إطلالة البرادعي الأولى كانت "بموافقته" من خلال حوار مع فضائية عربية بلندن أما الإطلالة الثانية والتي تزامنت مع الأولى فكانت "رغما عنه" حيث فوجئ بها مثل ملايين المشاهدين بعد أن تم تسريب بعضا من محادثاته الهاتفية لتذاع على الملأ وتكشف وجها جديدا كان صادما لكثير من مريديه!

أتابع الدكتور البرادعي منذ سنوات طويلة والتقيته في عدد من المؤتمرات الصحفية خلال عملي كمحرر للشؤون العربية، ولكن ظهور الرجل مؤخرا جعلني أصل إلى أنه أصبح مثل شخص "تائه" يبحث عن الذات! فهو في قرارة نفسه لم ينجح أن يحقق شيئا يرضي طموحه السياسي والزعامي في مصر منذ قرر العودة والاقتراب من الحياة السياسية في مصر عام 2010 فتجده ثوري بلا ثورية وقائد بلا مقودين!

حتى أصبحنا ننتظر منه أن يعلن عن موقفه من نفسه وعن تصوره لذاته الأن، فهو متعالي على من حوله ودائما ينظر للجميع على أنهم "جهلاء" سياسيا والسؤال ماذا قدمت أنت للوطن سوى مجموعة من المواقف المتناقضة أوالمتخاذلة والتي سببت جدلا في الحياة السياسية لدى الجميع حتى الشباب الذين ساروا في دربك ذات يوم! خذلتهم وربما كانت أقسى هزيمة لهم من مواقف "البرادعي" عندما انسحب بعد أن راهن على الشباب فى إسقاط النظام من خلال دعمه كمرشح للرئاسة، قائلًا حينها "تواصلت اليوم مع الآلاف ممن طلبوا المشاركة فى الحملة الرئاسية حيث قال نصًا "راهنت على الشباب لإسقاط النظام، والآن نبدأ جميعًا بناء مصر من جديد"، إلا أن البرادعى "كعادته" عاد وخذل هؤلاء الشباب الذين راهن عليهم عندما انسحب من أرض المعركة، رافضًا دخول ساحة المعترك الانتخابي! ليثبت إنه لا يستطيع تحمل أي مسؤولية.

الظهور المفاجئ في أعقاب اندلاع "انتفاضة" الشباب في يناير ٢٠١١ كان غامضا فالرجل ظل يراقب الأحداث من بعيد حتى أنه ظهر في ميدان التحرير بعد تردد ليزور الميدان من أحد أطرافه "الآمنة" ويظهر كأحد الثوار!ضد النظام الذي خرج هو كنفه ولَم نسمع انه انتقده يوما! فكيف هذا التحول المفاجيء للدبلوماسي والقانوني الدكتور البرادعي! ولكنه جاء ليقدم نفسه بشخصية جديدة غير التي عرفه بها المصريون والعالم وجه ثائر لم يقود ثورة أو حتى مظاهرة! ورغم ذلك ارتمى في أحضانه الشباب كمشروع زعيم سياسي لهم، ومع ذلك تخلى عنهم وظل "يهادن" الجميع لعدة سنوات وقبل منصب سياسي في السلطة الجديدة التي أعقبت 30 يونيه ثم أنتظر أن يأخذ دورا أكبر ولكنه كان ورقة مكشوفة لا تصلحً للاستمرار "فخرج" مسرعا ومهرولا ليعود إلى مقر إقامته السابق "فيينا" حتي يعيد حساباته ويراقب الموقف من بعيد إنتظارا لعودة جديدة تكون ممهدة أكثر وهو ما حدث مؤخرا، هل البرادعي لديه قناعة أنه يستطيع تقديم نفسه الأن كبديل رئاسي مدني !؟ معقول بعد هذا الكم من المواقف المتناقضة والغامضة والمتخاذلة يا "بوب"!؟

ربما يكون الدكتور البرادعي أكثر حيرة من الجميع في تحديد "هويته" السياسية فتجده عارض كل فصيل سياسي في كل مرحلة وفي المقابل أيدهم في كل مرحلة!؟ "الدولة_الإخوان_الجيش_الثوريين" والمفاجأة أنه بعد أن كال لهم المديح فوجئنا به "هو نفسه" يكيل الشتائم للجميع القريب والبعيد أيضا! حتى صار يمثل صاحب جميع التناقضات والذي دائما ما تأتي ردود أفعاله متأخرة ومتخاذلة! ويعترف عددا ممن أيدوه سابقا أنهم اعتادوا من الدكتور البرادعي محاولة الوقوف دائما على مسافة واحدة من كافة التيارات لإظهار مثاليته!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط