- خبراء:
- الزيات: تعاقد مصر مع شركة علاقات عامة أمريكية للتواصل مع الأطراف المؤثرة في صنع القرار
- وزير الخارجية الأسبق: تعاقد مصر مع شركة علاقات عامة أمريكية يخلق تواصلا بين البرلمان والكونجرس
- طارق فهمي: التعاقد مع شركة علاقات عامة أمريكية ينقل الصورة الحقيقية عن مصر
- عبد المنعم سعيد: التعاقد مع شركة علاقات عامة أمريكية يُحدث فارقا كبيرا لمصر دوليًا
فيما تواصل مصر مساعيها نحو الإصلاحات الاقتصادية والتدخل لحل أزمات المنطقة، إضافة إلى دورها الفعال في دحر الإرهاب، بات الترويج لتلك النجاحات بمثابة موجة للرأي العام العالمي بشكل إيجابي نحو مصر.
مقترحات كثيرة قدمها البعض، إلا أن الفكرة التي راقت للكثيرين من الخبراء والمتابعين هي التعاقد مع شركة علاقات عامة عالمية -أمريكية على وجه الخصوص- تهدف في المقام الأول للترويج لدور مصر في المنطقة وما تقوم به من إصلاحات أعقبت تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم بعد ثورة 30 يونيو.
خبراء سياسيون وعسكريون ودبلوماسيون أكدوا أن مثل تلك التعاقدات تخلق ولو بشكل غير مباشر لوبي ضغط لصالح مصر، خاصة أن هؤلاء سيتعرفون على الكثير حول دور القاهرة وأهمية التفاعل معها في ظل وجودها كقوة إقيلمية في الشرق الأوسط.
اللواء محمد مجاهد الزيات، قال إن مدير المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط بالقاهرة، إن تحرك مصر تجاه التعاقد مع شركات علاقات عامة أمريكية خطوة إيجابية هدفها الأول التواصل بين الشركات والجهات المؤثرة فى صنع القرار ولتحسين الصورة الذهنية لمصر لدى الغرب، مضيفا: "يعرف هذا التوجه باسم سياسة طرق الأبواب وتمثل استكمالا للحوار الاستراتيجي بين مصر وأمريكا منذ عهد مبارك".
وأوضح "الزيـات"، فى تصريح لـ"صدى البلد"، أن التواصل بين مصر وأمريكا تجمد فى السنوات الأخيرة بسبب عدم التوافق مع سياسات الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، وكان الأمر فى عهد مبارك يتم بين الطرفين عن طريق إرسال بعثة من وزارة الإنتاج الحربي والقوات المسلحة مع شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية لعقد صفقات لصالح مصر، وكان الحوار يجري بين الشركات الكبرى للاستفادة الاقتصادية من خلال المعونة الأمريكية، إضافة إلى إرسال بعثات من السفراء للتواصل مع السيناتورز.
وأضاف أن هناك العديد من التطلعات التى تعد أكثر تأثيرا من التعاقد مع هذه الشركات، وذلك من خلال كتابة مقالات مدفوعة الأجر فى كبرى الجرائد العالمية تحمل اسم الرئيس أو وزير الخارجية، وإرسال بعثات من السفراء السابقين ممن لديهم علاقات بالشخصيات السياسية البارزة وبمساعدي السيناتورز للتأثير فى صنع القرار وللتوصل لصيغة مشتركة بين الجانبين.
السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، قال إن فكرة تعاقد مصر مع شركة علاقات عامة دولية خطوة مهمة، وهذا الأمر موجود في مصر منذ 20 عاما، لافتًا إلى أنه حال تنفيذ مصر لتلك الفكرة في الوقت الحالي سيمثل الأمر تحركا جيدا يهدف للتواصل بين الدوائر الفعالة والمؤثرة بين مصر والعالم.
وأوضح "العرابي"، فى تصريح لـ"صدى البلد"، أن هذه الشركة لو كانت أمريكية سيتم من خلالها التواصل بين البرلمان والكونجرس ومجلس الشيوخ وأجهزة الإعلام، إضافة إلى أنها تقوم بدعاية جيدة للدول المتعاقدة معها.
وأضاف أن طبيعة هذه الشركات تختلف عن جماعات الضغط الموجودة فى أمريكا، والتى تساهم بشكل كبير في صنع القرار الأمريكى مثل اللوبي اليهودي، منوهًا إلى أن مصر لم تصل لمرحلة تشكيل جماعات ضغط عربية داخل أمريكا بسبب ضعف الانخراط السياسي للجاليات العربية الموجودة هناك.
وأكد أن العرب بحاجة لتنظيم جاليات عربية بشكل كبير تنخرط سياسيا كما تفعل جماعات الضغط اليهودية والإسبانية والأيرلندية.
الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال بدوره إن فكرة تعاقد مصر مع شركة علاقات عامة أمريكية لتعزيز المصالح خطوة جيدة خاصة وإن هناك دولا عديدة تقوم بها كالسعودية والإمارات وبريطانيا واسرائيل وقطر، وتسمى شركات.
وأضاف "فهمي"، في تصريح لـ"صدى البلد"، أن هذه الشركات تؤثر في الدوائر الأمريكية، خصوصا السياسات الخارجية، وكذلك هناك شركات إماراتية تقوم بذلك بما يتماشى مع مصالح الدول، موضحا أنه كان هناك اقتراح لإنشاء لوبي عربي بالخارج إلا أنه لم يتم.
وأوضح أنه إذا كان الأمر صحيحًا فهي فكرة جيدة لنقل الصورة الحقيقية عن مصر دوليا، لافتا إلى أنه من المهم أن يؤدى بصورة جيدة لشرح المواقف الدولية ودعم مصر في دوائر الكونجرس وصنع القرار في الاتحاد الأوروبي.
الدكتور عبد المنعم سعيد، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إن الحديث عن تعاقد مصر مع شركة علاقات عامة أمريكية ليس للمرة الأولى، مشيرا إلى أن مصر أجرت تعاقدت سابقة.
وأضاف "سعيد"، في تصريح لـ"صدى البلد"، أن هذه الخطوة سوف تحدث فارقا كبيرا تجاه مصر دوليا، ومن المهم أن يتم استخدامها كأداة لتكون جزءا من توضيح استراتيجية مصر، موضحا أن هذه الشركات تعمل بكفاءة بقدر ما يقدم لها من معلومات، موضحا أنها من الممكن أن تكون إحدى الأدوات التي المفيدة لصالح مصر.
وأوضح أن شركات العلاقات العامة متعددة وتختلف تخصصاتها، فهناك شركات متخصصة في التعامل مع الكونجرس للمعلومات ويكون التعاقد معها لمهمة معينة عندما تكون هناك حاجة للتعاون مع الكونجرس.