قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بيانات أمريكية تشكك في وعود الصين بشراء ملايين الأطنان من فول الصويا الأمريكي

فول الصويا
فول الصويا

أظهرت بيانات جديدة صادرة عن وزارة الزراعة الأمريكية أن الصين لم تشتري سوى كميات محدودة للغاية من فول الصويا الأمريكي منذ القمة التي جمعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج الشهر الماضي، ما يثير شكوكا واسعة حول صحة الوعود التي روّجت لها الإدارة الأمريكية بشأن اتفاق مزعوم لشراء كميات ضخمة من المحصول.


وكشفت البيانات الحكومية، التي صدرت بعد إعادة فتح الحكومة الأمريكية، عن عمليتي شراء فقط من جانب الصين بإجمالي 332 ألف طن، وهو رقم بعيد للغاية عن الـ12 مليون طن التي قالت وزيرة الزراعة الأمريكية بروك رولينز "إن الصين تعهدت بشرائها قبل يناير، ولا يقترب حتى من الـ25 مليون طن سنويًا التي قالت إن بكين ستشتريها خلال السنوات الثلاث المقبلة"، بحسب ما نقلته وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية.


وكان المزارعون الأمريكيون يأملون في عودة أكبر مشتري لمحصولهم إلى السوق، لكن كبير اقتصاديي الحبوب والبذور الزيتية في "كو بنك" تانر إهمك قال إنه "ليست هناك أي دوافع اقتصادية تُذكر تدفع الصين للشراء من الولايات المتحدة في الوقت الراهن"، موضحا أن بكين تمتلك مخزونات وفيرة من فول الصويا اشترتها من البرازيل ودول أمريكا الجنوبية هذا العام، بينما تبقي الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الأمريكية أسعارها أعلى بكثير من حبوب الصويا البرازيلية".. وأضاف: "نحن ما زلنا بعيدين جدا عما تم الترويج له من الجانب الأمريكي بشأن ما يفترض أنه كان جزءا من الاتفاق".


ولم تؤكد بكين حتى الآن وجود أي اتفاق تفصيلي لشراء فول الصويا، واكتفت بالإشارة إلى "توافق" على توسيع التجارة في المنتجات الزراعية، ويُرجح إهمك أنه حتى لو تعهدت الصين بالشراء، فإن ذلك ربما يكون مشروطا بأن تكون الأسعار مناسبة لها.


وقال ترامب، أمس /الجمعة/، إن فريقه تحدث مع مسؤولين صينيين أكدوا له أنهم سيزيدون مشترياتهم من فول الصويا الأمريكي، دون الإفصاح عن أي أرقام، مضيفا: "هم الآن بصدد شراء كميات ليست قليلة فقط، بل كميات كبيرة".. ورغم خفض الصين رسومها الجمركية على فول الصويا الأمريكي بنحو 10% عقب القمة، فإن الرسوم مازالت مرتفعة عند 24%، وهو ما يبقي الأسعار الأمريكية غير تنافسية.
وهبطت أسعار فول الصويا، أمس، بمقدار 23 سنت إلى 11.24 دولار للبوشل، في تراجع وصفه إهمك بأنه "صدمة السوق من غياب الطلب الصيني المؤكد في بيانات وزارة الزراعة"، ورغم أن الأسعار لاتزال أعلى من مستويات ما قبل الاتفاق، حين كانت عند 10.60 دولار، إلا أنها قد تواصل الهبوط إذا لم تظهر مشتريات جديدة كبيرة.


وكان ترامب قد وعد المزارعين بحزمة دعم لتعويضهم عن خسائر الحرب التجارية مع الصين، لكن توقف الحكومة عطل البرنامج، وأصبح من غير الواضح ما إذا كانت الإدارة ستمنح المزارعين مساعدات جديدة كما حدث في ولايته الأولى.


وسبق للمزارعين الأمريكيين خوض تجربة مماثلة خلال الحرب التجارية الأولى بين الولايات المتحدة والصين، حين توقفت الصين عن شراء المحاصيل الأمريكية رغم توقيع اتفاق في 2020 تعهد بمشتريات ضخمة، لكن جائحة كورونا عطلت التجارة لاحقا.


ورغم غياب الصين عن السوق الأمريكية هذا العام، فإن أسعار فول الصويا ما تزال أعلى قليلا من مستويات العام الماضي بسبب انخفاض حجم المحصول المحلي وارتفاع الطلب الداخلي المدفوع بتوسع إنتاج الوقود الحيوي.. لكن المزارعين يواجهون هذا العام ارتفاعا حادا في تكاليف الأسمدة والبذور والمعدات والعمالة، ما يضغط بشدة على أرباحهم.


وقال كاليب راجلاند رئيس "الرابطة الأمريكية لفول الصويا" إن "آلاف المزارعين قد يخرجون من السوق إذا لم تُقدم الصين على مشتريات كبيرة أو تتدخل الحكومة لدعمهم"، مشيرا إلى أنه مايزال يأمل في أن تفي الصين بوعودها، لكنه اعترف بأن ثقة المزارعين ضعيفة في ظل تقلص المبيعات المُعلنة حتى الآن، وقال: "لن نفترض أنهم لن يشتروا، لكن اليوم الذي نسلم فيه هذه الشحنات ونحصل على الأموال سيكون يوما رائعا".


وتُعد الصين أكبر مشترٍ لفول الصويا في العالم، إذ استوردت ما يزيد على 12.5 مليار دولار من أصل 24.5 مليار دولار من صادرات فول الصويا الأمريكي العام الماضي، لكنها توقفت هذا العام عن الشراء بعد ارتفاع الرسوم الأمريكية، وواصلت تحويل مشترياتها نحو البرازيل، التي تشكل منتجاتها الآن أكثر من 70% من واردات الصين، بينما تراجعت حصة الولايات المتحدة إلى 21%.


ويقول راجلاند إن جميع موردي المدخلات الزراعية أبلغوه بأن الأسعار ستشهد زيادات جديدة العام المقبل، وهو ما يفاقم الضغوط على المزارعين.. وأضاف: "نحن ما زلنا نتوقع خسائر فادحة، والحديث عن ميزانيات 2026 يشير بوضوح إلى أن الوضع مازال قاتما".