قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

فيلم "علي معزة" سينما نحترمها ..ولكن قد لا نحبها!


الحقيقة المسلم بها فى فن السينما هى أن هناك جمهور تصنع من أجله الأفلام خاصة الروائية الطويلة ، والحقيقة أن السينما كصناعة يحكمها أيضا سوق أى عرض وطلب ، أما إن كنت تصنع فيلما لإرضاء رغباتك ، أو لاستعراض قدراتك وأن تقول للناس أنك موهوب ، فلا مانع لكن لا تطالبنى كجمهور أن أكون جزءا من معادلتك.

وأعترف أننى عندما شاهدت فيلم " علي معزة وإبراهيم " بمهرجان شرم الشيخ السينمائى حاولت أن أتخلى عن عنصر الجمهور ، حتى عندما قاطع أحد الصحفيين مخرجه شريف البندارى وهو يتحدث عن الفيلم بأنه حقق" 200 الف جنيه فقط " لم أصدم .لأنه كعمل سينمائى به من الجودة ما يغفر لصناعه الكثير ..يغفر لهم أنهم حاولوا تقديم سينما مختلفة ، وأنهم قضوا خمس سنوات لتحقيق حلم صعب ، وان سيناريو الفيلم كان سيخرجه آخر وهو ابراهيم البطوط ، وأن التوزيع لم يساعدهم ، وان التمويل صعب ، وانه بدون نجوم يتصدرون الأفيش ، وان البطل الحقيقى فى الفليم "معزة " ..

الفيلم ليس بالطبع عملا تجاريا،فلا يوجد به هذا العنصر ، رغم أن مخرجه قال أنه حاول جاهدا أن يطوع بعض مفرداته ليصبح أقرب الى الجمهور العادى كأن يستسلم لمفردات الشارع حتى وصل بنا الى عبارات خارجة قال أن الرقابة إعترضت عليها ، لكنها موجودة بالفيلم .

الفيلم يحكى بشكل أقرب الى الفانتازى حكاية "علي"، شاب في العشرين من عمره يحب معزة ويواجه انتقادات كثيرة وسخرية لاذعة من مجتمعه بسبب ذلك، فتُرغمه أمه على زيارة أحد المعالجين الروحانيين، حيث يلتقي هناك "إبراهيم" الذي يعاني من اكتئاب حاد ويسمع أصواتًا غامضة لا يستطيع فك رموزها..

ينطلق علي برفقة إبراهيم ومعزته في رحلة الى الاسكندرية ثم سيناء لتنفيذ مطلب المعالج الروحانى بالتقاء ثلاثة أحجار فى ثلاثة منابع مياه المتوسط والأحمر والنيل ، أملا فى العلاج .

خطان متوازيان كل منهما بمشكلته ، يلتقيان على نفس الهدف أن كلاهما يعانى أزمة لا يعرف سببا لها ..ولولا التفسيرات التى أراد المخرج شريف البندارى تسهيل المهمة على المشاهد ، لتحول الفيلم الى لغز ، فسر لماذا يحب على "معزة" بأنه فى أثناء مروره أعلى أحد الكبارى سقطت حبيبته فماتت ، ومن ثم صدق بأن روح حبيبته سكنت هذه " المعزة" فأصبح يحب المعزة ..والثانى ..إنتحرت والدته من الأصوات ، وأصاب جده نفسه بالصم وهو عازف للعود يأسا من هذه الأصوات التى يعانيها الحفيد " ابراهيم " ..حكايات قد لا تصلح لفيلم سينمائى ، لكنها فكرة بها كثير من المتعة وكثير من علامات الإستفهام ، وبها أيضا مغامرة من مخرج أثبت حرفيته سواء على مستوى الصورة الرائعة التى قدمها للمشاهد ، أو بمحاولاته الوصول الى المشاهدين بأفكار مختلفة ومن ثم وجب احترام فيلمه وعقله وفكره الذى يريد من خلاله الاختلاف.

فى فيلم "على معزة" محاولات لمزج المشهد الشعبى برؤية فكرية مجنونة ، فهو يقدم لنا فليمه من داخل حارة وبيوت شعبية ، ومفردات شعبية ، بيوت وأسطح ، وبنت ليل ، وشباب طائش ، لكنه قدم أيضا مشاهد غير مقبولة منها مشهد ضابط الشرطة فى كمين قام به ضيف شرف" آسر ياسين " يقوم بتمزيق دمية ظنا منه أن بها ممنوعات بينما يمر شباب بسيارة يحاولون إغتصاب فتاة قامت بدورها " ناهد السباعى " ضيفة شرف أيضا ..دون أن يعرهم إهتماما ..مشهد النهاية إن ارتفاع الإصوات بمكبرات صوت يصيب الجميع بالصم ، مع أنه كان من السهل أن يخترع نهاية أفضل.