«خان أبو طاقية» تاريخ يبحث عن الهوية في «المعز».. وكالات تجاوز عمرها مئات الأعوام وغير مسجلة كآثار.. جدران ونقوش محاها الزمن وباتت مهددة بالانهيار

قامت كاميرا موقع "صدي البلد" بجولة في شارع خان أبو طاقية المتفرع من شارع المعز، حيث يضم خان أبو طاقية عشرات الكنوز الأثرية المهملة وتقع في قلب القاهرة التاريخية، واكتشفنا أن عددا من هذه الكنوز رغم قيمتها غير مسجلة في عداد الآثار الإسلامية بوزارة الآثار.
ما وجدناه عبارة عن بقايا عشرات الوكالات والمنشآت التاريخية التي أصبحت أطلالا بسبب الإهمال علي مدار عشرات السنوات، وجاء ذكر بعضها في كتاب صدر عام 2007 بعنوان "تجار القاهرة في العصر العثماني: سيرة أبو طاقية شاهبندر التجار" من تأليف نيللي حنا وترجمة رءوف عباس وصادر عن الدار المصرية اللبنانية, وأعادت إصداره مرة أخرى الهيئة المصرية العامة للكتاب.
ويسرد الكتاب حكاية "إسماعيل أبو طاقية" الذي مارس التجارة ليصبح في مطلع الثمانينيات من القرن 16 أشهر تجار القاهرة، وكان لقبه في عصره "شاهبندر التجار", كما أنه ساهم في تنمية العمران الحضاري للقاهرة حيث شيد بعض المنشآت التجارية التي نمت وزادت حتي أصبحت شارعا وحيا يحمل اسمه "خان أبو طاقية".
ومن الوكالات التي رصدناها وكالة محمدين والتي قالت مصادر بالآثار، إنها كانت مسجلة وخرجت بسبب تهدمها وضياع ملامحها التاريخية والأثرية، وأيضا وجدنا في الشارع سبيلا أثريا مسجلا وملحقا بوكالة وهى غير مسجلة لأنها متهدمة وأغلب ملامحها الأثرية ضائعة، كذلك وكالة الكرداني التي كانت مسجلة وخرجت من الآثار بسبب تهدم معظم عناصرها المعمارية ولم يتبق منها إلا البوابة.
وطبقا لما جاء في كتاب عبد الرحمن زكي "موسوعة مدينة القاهرة في ألف عام، القاهرة" الصادر عن مكتب الأنجلو المصرية، 1987، يقع في شارع خان أبو طاقية مسجد محب الدين أبى الطيب والذي بني أوائل القرن السادس عشر ومسجل كأثر رقم 48.
ويحتوى المسجد على درقاعة وخلاو تفتح على الدرقاعة مخصصة لاستعمال المنشئ وأولاده، ومكان يعلو المسجد يستعمل سكنا للإمام وكانت توجد منارة مبنية بالطوب ولكنها اختفت فى القرن 19، وكانت تقع بالجهة الشرقية فى الواجهة الشمالية وكانت تتكون من 3 أدوار ويبدو أن المنارة انهارت.
وكانت هناك توابع للمسجد من عمائر أخرى للمنشئ زالت ولم يعد لها سوى آثار ملاصقة للجدار الجنوبى، ومبانى المسجد كلها مصممة على الأسلوب المملوكى، وأيضا يوجد سبيل يعلوه كتاب لتعليم الأيتام، أما إيوان القبلة فهو له عقد مخموس كبير من الحجر وهى التى مازالت باقية من آثار المسجد الحقيقية التى لم تتغير.
من جانبه قال السعيد حلمي رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية أن خان أبو طاقية بالفعل به آثار كثيرة غير مسجلة، ولذلك أنشأنا في القطاع إدارة "المسح الأثري" وذلك للبحث عن الآثار والمنشآت الأثرية غير المسجلة وحصرها خاصة في مناطق مثل الأزهر والغوري والجمالية، وطبقا لحالة كل وكالة سيتحدد قرار التعامل معها.