الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بأي حال عدت يا قمة العرب!


لا يعرف الملايين من أبناء العالم العرب أن هناك قمة عربية ستنعقد خلال ساعات في الأردن، والسبب أن تلك القمم فقدت مصداقيتها لدى غالبية الشعب العربي منذ سنوات طويلة بعد أن أصبحت اجتماعاتها تحصيل حاصل لهذا الكيان الذي "شاخ" وبدا عجزه واضحا للجميع عن القيام بأي ردة فعل تجاه الأحداث العالمية من حوله، حتى فيما يخص شأنه الداخلي والأزمة السورية أكبر دليل، فالعرب في مقاعد "المتفرجين" دائما لما يحدث دون المشاركة كلاعب رئيسي لما يتم في الغرب ضد مستقبل جزء مهم بالكيان العربي.

طوال تاريخها "القمم العربية" لم تُحدث أي تغيير نوعي حتى على مستوى العلاقات والمصالحة العربية _ العربية أو فيما يخص حل الأزمات التي تضرب المنطقة من المحيط إلى الخليج، وطالما راهنت الشعوب كثيرا على مثل تلك القمم ولكن في كل مرة يخيب ظنهم ويشاهدون فقط كلمات وخطبا مطولة كانت في الماضي القريب "مسلية" لهم عبر الفضائيات مثل خطب الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي، كانت مادة مثيرة "للفرجة" لا أكثر ولا أقل، كنت شاهدا على ست قمم عربية "حضرتها" في ست عواصم عربية من الجزائر إلى بغداد مرورا بالخرطوم ودمشق والرياض والدوحة، كانت أغلب القرارات كما هي منذ سنوات فقط يتم تغيير الزمان والمكان!

الأمين العام الحالي أحمد ابوالغيط منذ تولى منصبه وهو لا يحرك ساكنا، مثل سلفه نبيل العربي ويتجاهل الاقتراب من مناطق سياسية ساخنة ويبدو أنها تعليمات من دول ما بأن يلتزم الصمت في "منصبه" الشرفي كسفير للعرب في المحافل الدولية، الأنباء تقول أن هناك مبعوثين رئاسيين من واشنطن وموسكو سيحضران القمة ! وهو أمر يثير علامات الاستفهام حول الرقابة التي تفرضها الدولتان على القمة العربية وقراراتها، ومدى تدخلاتهما في البيان الختامي وإعلان القمة المنتظر، ما يزيد الأمر تعقيدا ما وصل اليه حال العواصم العربية التي طالمت كانت بوصلة لتلك القمم وهي "القاهرة_الرياض_دمشق_بغداد" فكانت القمم دائما رهينة لتجاذباتها أو تعاونها ولا يخفى على أحد حالهم الأن سواء بكم الأزمات الداخلية أو حتى في العلاقات فيما بينهم.

يبدو في الأفق رأب الصدع بالبيت العربي أمرا حاضرا بقوة وهو الشيء الذي أضر بالجميع فالخلافات الصامتة أكبر من المعلنة فهل نجد مبادرات تتبناها قمة "البحر الميت" لتحقيق تلك المصالحة المستعصية؟! وكذلك ملف القضية الفلسطينية في ظل وجود حاكم البيت الأبيض الجديد "ترامب" كيف سيتصرف العرب ونحن ربما نكون في الفصل الأخير الأن لقضية العرب التي شغلتنا طوال السنوات الطويلة الماضية وربما تكون النهاية لها أسوأ مما نتصور!

في كل الأحوال لم تعد القمم العربية لها صدى وأهمية لدى المواطنين العرب أذكر في عام 2002 أجريت تحقيقا صحفيا مع الشباب فقط حول تطلعاتهم للقمة العربية وما ينتظرون منها، المفاجأة أن هؤلاء الشباب الصغار كانت أراؤهم أغلبها سلبية تجاه القمم العربية وقراراتها التي لاتزيد عن شجب وإدانة في تاريخها الحديث! وبعضهم قال ساخرا لا نعرف ما فائدة هذه الجامعة سوى أنها "استراحة" دبلوماسية للمسئولين العرب وأبنائهم وأقاربهم وأصدقائهم للعمل في مكان هادئ يحمل "برستيج" دبلوماسيا مقابل مبالغ كبيرة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-