الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العدو الخفي


تدبر قول المولي عز وجل (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ).

إنه أمر من الله تعالي في علاه بتوخي الحذر من عدوه الآثم الذي أضل بكل دهاء ومكر أبوينا آدم وحواء حتي تسبب في إخراجهما من الجنة للأرض .. مؤامرة حقيرة تحمل كل معاني البغض والدهاء تسببت في ما نحن فيه الآن من الحرب الدائمة المستمرة في أرض الزوال .

هل خانه الذكاء أم أعماه الغرور حتي يطرد نفسه وأتباعه من الجنة وبدلا من أن يطلب الرحمة توعد لنا بكل كراهية بالانتقام ؟ تُرَي ما هو السر الخفي الذي دفع به للتخلي عن الجنة والقبول بالعذاب في نار جهنم نظير إخراجنا نحن من رحمة المولي ؟.. تُرَي هل يعقل أن يتسبب المرء لنفسه في العذاب أم أنه الشر الذي يعمي البصر فيجد المرء نفسه يمشي في طريق اللاعودة.

شيطان أخرق بدلا من البحث عن السعادة تسبب لنا جميعا في الشقاء .. حرب بين الخير والشر تتمثل في خلفاء الله علي الأرض وبني الشيطان .لكل منهما أدواته وعدته .. خليفة في جسد من طمي لم تُكْشَف له البصيرة ويري عالم دنيوي بحت .. أشجار وأنهار وبحار... بينما العدو يستطيع التنكر والتخفي ، يستطيع أن يري بني آدم من حيث لا يرونه ..

إذا تأملت ذلك تجد أن الشيطان قد حصل في ظاهر الأمر علي القوة بأكملها، قوة تمكنه من التحكم في بني البشر في الخفاء فيضمن لخطته النجاح .. فيأتي مكر الله تعالي رغم كل هذه القوة الممنوحة للشيطان،و يمحو قدرته في التحكم بالبشر بآيات وعبادات بسيطة تفتح البصيرة وتنقي بني البشر وتمنح الخليفة النور اللازم لحرق الشيطان ... رغم كل ما حصل عليه من مزايا من التخفي والرؤية والسرعة والسيطرة ...

هكذا هو الله يستطيع أن يمكر للعدو رغم كل ما أوتي من قوة ودهاء بكل سهولة ويسر .. الطريق للفلاح والإنتصار يكمن في اليقين بالله والإيمان بقدرته رغم مظاهر الضعف ومحدودية أدوات القتال.
تعاويذ من السحر والعزائم يصنعها الشيطان فيمحوها ذكر الله تعالي .. أبواب من الغل والحسد تكفيها صلاة صادقة بخشوع وثبات فتُمْحَي و يحترق الشيطان .. علي قدر صعوبة الحرب إلا أنك غير مطالب إلا بالقلب التقي النقي الموحد لله حتي تنتصر ..

الطريق إلي النصر طريق مستقيم وثابت مهما قابلت من عقبات تعرقل حركتك .. فقط اليقين بالمولي عز وجل والإيمان بقدرته هو سر النجاح.
قد يتجبر الشيطان ويأتيك من باب الإيمان فيحول الحق إلي باطل ، والنجاح إلي هلاك ويُحَوِّر المعاني فيحاول إقناعك بالباطل في مظهر الحق فتقتل وتسرق وتزني تحت راية الإيمان بالله ، يغسل العقول فتري الحق باطلًا والباطل حق .. فتقتل وأنت تذكر الله وتحرق وأنت تكبر المولي ... ويشتت العقول ويمحو الإيمان من القلوب .. فاحذر مكر الشيطان واذكر الله ...

تنبه للأديان السماوية وتوسط واعتدل كل ماهو مبالغ فيه يؤدي إلي الهلاك ، فاستقم كما أُمرت واتبع الوسطية واحذر كيد الشيطان ومكره ، حتي تصل إليّ بر الأمان وتعود إليّ جنتك سالمًا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط