المستشار حسن فريد.. "مطرقة العدالة النابضة بالإنسانية"
بنبرةٍ واثقة وخطى ثابتة يتخذ طريقه ماضيًا نحو منصة المحكمة، غير مكترث سوى بإنصاف المظلوم وإعطاء كل ذى حقٍ حقه، والوقوف بالمرصاد أمام المُدانين فى نظر القانون..إنه المستشار حسن فريد، رئيس الدائرة 28 بمحكمة جنايات القاهرة.
انضباط وحزم:
من المتعارف عليه الحزم الواضح الذى يبديه دائمًا المستشار حسن فريد فيما يتعلق بالتواجد مبكرًا بمقر المحكمة،فمنذ التاسعة صباحًا أو قبل حلول ذلك الموعد، تتواجد هيئة المحكمة بكامل أعضائها بالمحكمة، على الرغم من تأخر موعد انعقاد الجلسات عادةً لظروف نقل المتهمين،أو تأخر حضور أعضاء دفاعهم، فى مثالٍ واضح على سعى رئيس المحكمة على إرساء قواعد الإنضباط والعمل الدؤوب فى خدمة راية العدالة.
سجلٌ حافل:
سجل قضائى حافل كان ولا يزال فى جعبته ، منذ أن قررت محكمة استئناف القاهرة، منذ أربعة أعوام، تشكيل دوائر قضائية لمحاكمة المنتمين لجماعة الإخوان، بهدف تحقيق العدالة الناجزة، فكان المستشار حسن فريد، واحدًا من أبرز رؤساء تلك الدوائر على الإطلاق، بعدما تم إسناده العشرات من القضايا الهامة التى حظيت بإهتمام الأوساط المصرية لفتراتٍ طويلة.
أولى تلك القضايا، كانت متمثلةً فى القضية المعروفة اعلاميًا بـ"قطع الطريق الزراعى بقليوب" والتى أصدرت فيها محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار حسن فريد، حكمًا فى يوليو 2014 ، بإعدام 10 من قيادات الإخوان ، إلى جانب معاقبة 37 آخرين بالسجن المؤبد ، وفى مقدمتهم محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان.
رئيس الدائرة 28 بمحكمة الجنايات، كان على موعدٍ مع قضيةٍ أخرى شغلت أنظار وسائل الإعلام المصرية والغربية، فيما يعرف اعلاميًا بـ"خلية الماريوت" المتهم بها عدد من صحفيي قناة الجزيرة، والتى أصدرت بها المحكمة حكمًا ، بمعاقبة كل من محمد فاضل فهمى، وباهر محمد، وصهيب سعد، وخالد عبد الرؤوف، وشادى عبد الحميد، والاسترالى "بيتر جريست" بالسجن المشدد 3 سنوات، وهو الحكم الذى ظل حديث الشارع المصرى وقتها.
الأمر لم يقتصر على ذلك فحسب، فبتاريخ 15 أبريل الجارى، أصدرت الدائرة ذاتها حكمًا تاريخيًا بمعاقبة حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، ونبيل خلف وأحمد عبدالنبي، بالسجن المشدد 7 سنوات، وإلزامهم برد 195 مليونا و936 ألف جنيه، وتغريمهم مبلغا مماثلا متضامنين، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"الاستيلاء على أموال وزارة الداخلية"، فيما يشار إلى ان المحكمة مُسند إليها قضايا أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها، ومن بينها قضايا"اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام الراحل، فض اعتصام رابعة العدوية، فضلًا عن محاكمة 213 متهمًا بتنظيم"أنصار بيت المقدس" الإرهابى، وخلية داعش مطروح"، فيما من المقرر أن تفصل المحكمة فى محاكمة 67 متهمًا بقضية"اقتحام قسم حلوان" بعدما قررت فى وقتٍ سابق حجزها إلى جلسة 17 يونيو المقبل للنطق بالحكم.
نزعة إنسانية طاغية:
لفتات انسانية لا تنسى، ومواقف مماثلة ظلت شاهدة على مدى حرص المستشار حسن فريد، على اعلاء كلمتى العدالة والإنسانية الطاغية جنبًا إلى جنب لا ينفصل كل منهما عن الأخر، وهو ما يشهد عليه صرامته الدائمة فى اتاحة الفرصة لأهالى المتهمين بمختلف القضايا بحضور جلسة محاكمات ذويهم، إلى جانب افساح المجال أمام المتهمين بصفة مستمرة للحديث وإبداء شكواهم من خارج القفص الزجاجى.
"بسمة تقعد جنب جوزها" الجملة الشهيرة التى تحمل طابعى الإنسانية والدعابة، والتى عادةً ما يحرص المستشار حسن فريد، على توجهيها إلى حرس المحكمة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، آمرًا بالسماح للمتهمة بسمة رفعت، بالجلوس إلى جانب زوجها ياسر عرفات داخل القفص، أثناء جلسات محاكمتهم فى قضية"اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام الراحل".
من المشاهد التى تبرهن على مرونته الشديدة تجاه المتهمين، فى تاريخ 21 مارس الماضى، حينما أمر المستشار حسن فريد، بإلغاء حكم حبس متهمى قضية"فض اعتصام رابعة" لمدة عام بتهمة اهانة المحكمة، بعدما تقدم دفاع المتهمين بإعتذار إلى هيئة المحكمة، عما بدر منهم فى الجلسة السابقة لذلك التاريخ، بعدما كانوا أثاروا الشغب بداخل القفص الزجاجى، لتقرر المحكمة فى النهاية العدول عن حكم حبسهم.
وبتاريخ 27 ديسمبر 2016، أمرت المحكمة بالإفراج الصحى عن 10 متهمين، فى ذات القضية، بعدما تبين لدى رئيس المحكمة اصابة المتهمين بمرض فيروس سى والتليف الكبدى، وقبل تسعة أشهر من ذلك التاريخ، أمر المستشار حسن فريد، بإخلاء سبيل محمد الظواهرى، شقيق أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، نظرًا لظروفه الصحية، وهو الأمر ذاته الذى تكرر مع المصورة الصحفية اسراء الطويل، والتى كانت على موعد من قرار اخلاء سبيلها، والذى أصدره المستشار حسن فريد، فى أواخر العام قبل الماضى، مراعاةً لظروفها الصحية المتراجعة.