الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"نكروما" يكشف لـ"صدى البلد" سبب رفضه الكتابة عن مصر بـ"نيويورك تايمز".. ولماذا استدعاه البرلمان.. وما الطلب الغريب الذي طلبه منه مبارك ولماذا تخلى الزعيم عن زيّه الرسمي وسر قماشة فتحية المصرية بغانا؟!

صدى البلد

  • نكروما لـ"صدى البلد":
  • مبارك طلب مني طلبا غريبا فور اجتماعه بكلينتون
  • سوزان مبارك خدمتني خدمة عمري
  • والدي تعرض لثلاث محاولات كل منها أبشع من الأخرى
  • القنبلة انفجرت في أبي ولم يمت
  • انهال عليه أحد الحراس بالضرب والطعن أمام عيني ولم أستطع إنقاذه
  • لهذا السبب دعاني البرلمان المصري أنا ونجل عبد الناصر
  • لم ألتحق بنقابة الصحفيين للأسباب التالية
  • قماشة فتحية المصرية أفضل قماشة يرتديها شعب غانا
  • «مصر ماكنش فيها معاكسة.. والمصرية كانت الوحيدة في العالم اللي بتمشي بأمان»
  • أبي كان صوفيا وذبح الكثير من رءوس الماشية تحية لشيخ الطريقة
  • رفضت الكتابة عن مصر في "نيويورك تايمز"
  • هكذا ساعدنا محمد فائق رئيس مجلس حقوق الإنسان المصري
  • والدي اختار المعادي للسكن فيها ورفض اقتراح عبد الناصر بالسكن في مصر الجديدة 
  • هذه كانت آخر نصائح عبد الناصر لي..

كشف جمال نكروما نجل رئيس غانا كوامي نكروما سبب توقف والده عن ارتداء الملابس الغانية خاصة القمصان «المشجرة» وأكد أن والده كان يرتدي الملابس التقليدية للشعب الغاني خاصة «القمصان المشجرة»، مشيرا إلى أنه بدأ في ارتداء القمصان البيضاء والسمني عنما أشارت عليه والدتي بارتداء هذه الألوان لكونه أجمل عليه، ومن وقتها لم يرتد إلا هذه الألوان وظل يرتديها حتى وفاته حبا في أمه وتقديرا لكلامها.

أما عن علاقته بمبارك قال نجل زعيم غانا خلال حواره لـ"صدى البلد" إن علاقته بالرئيس السابق محمد حسني مبارك اقتصرت على لقائه معه في أمريكا أثناء تغطيته لإحدى زياراته لواشنطن في عهد الرئيس بل كلينتون، فقد كان أحد المشاركين في تغطية الحدث.

وأكمل قائلا: بعد إنهاء الحدث فوجئت بالرئيس حسني مبارك ينظر إلي بشدة ويطيل النظر لي، وفجأة قال لصفوت الشريف وزير الإعلام وقتها: "مين دا يا صفوت" مصري ولا أمريكاني، فاقترب منه الشريف وهمس في أذنه بصوت سمعناه وقال له: "دا جمال نكروما ابن الزعيم كوامي نكروما رئيس غانا يا فندم".

وأكمل حديثه قائلا: ساعتها نادى علي مبارك قائلا: تعال وقال لي: اسمك ايه؟ أجبته: جمال يا فندم، وقالي: شعرك عامل كده ليه، لما تنزل مصر احلقه، فقلت له: حاضر يا فندم.

وعن استجابته لطلب مبارك قال نكروما لم أحلقه حتى الآن، وبسؤاله " مخفتش من مبارك لو كان سأل عنك تاني وعن شعرك قال مبارك لم يكن مشغولا به ولا يفكر في شعري مجرد موقف وحدث.

وعن سوزان مبارك أكد نكروما انها صاحبة الفضل عليه لأنها السبب في إصدار قانون حق ابن المصرية من نيل الجنسية المصرية وذلك رغم رفض مبارك لهذا القانون.

وعن أسباب رفض مبارك أكد نكروما أن الرئيس السابق قال لزوجته أن هذا القانون يعطي الحق لأي شخص متجنس جنسية أخرى بأن يكون مصريا وهذا خطأ كبير، لأن هناك الكثير تختلف أهواؤهم وقد يكونون أعداء لمصر ويتجنسون بجنسيتها مستغلا هذا القانون.

ولكن استطاعت سوزان إقناع مبارك وأقر القانون فقد قالت له وما ذنب أبناء الأمهات المصريات فمن حقهم الحصول على الجنسية لأنها من حقهم.

من ناحية أخرى أعرب عن سعادته بدعوة البرلمان لمصري له هو وعبد الحكيم عبد الناصر، نجل الزعيم عبد الناصر، للمشاركة في الندوات والاجتماعات الخاصة بأفريقيا.

وأشار نكروما، إلى أن اهتمام الرئيس السيسي بأفريقيا وإنشاء لجنة مختصة بالشئون الأفريقية بالبرلمان المصري سابقة جديدة تدل على أن مصر كيان متصل بأفريقيا وجزء لا يتجزأ منها وتهتم بمشاكلها وتشاركها في أزماتها واحتفالاتها.

وعن عمله قال: "أعمل بمؤسسة الأهرام في قسم الشئون الأفريقية، وأراسل عدة مجلات وجرائد دولية منها "نيويورك تايمز" ومجلة "نيو أفريكان".

وأشار إلى أن "الرئيس السيسي يشبه كثيرا الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فالسيسي هو أول رئيس منذ حكم عبد الناصر يهتم بالقارة الأفريقية ويعي تماما أن مصر دولة أفريقية ولا ينبغي الاستقلال عن القارة ويجب الالتحام بها".

وأضاف نكروما الابن أن والده تعرض لثلاث محاولات اغتيال.. الأولى كان عمري 5 سنوات وكان أبي في بلد في شمال غانا وأثناء استقباله والترحيب به اقتربت منه طفلة صغيرة لتقدم له الورود وأثناء اقتلرابها انفجرت قنبلة أمامه وماتت الفتاة وأصيب والدي بشظايا عديدة في جسده ونجا منها.

أما المحاولة الثانية فكانت محاولة انقلاب عسكري داخل القصر نفسه، حيث قام أحد حراس القصر واعتدى علي والدي وهجم عليه بالضرب، وأصيب وأصيب والدي بإصابات بالغة وسالت منه الدماء بغزارة وكان مشهد الدم صعب للغاية فقد كان يرتدي قيمصا أبيض اللون، مما زاد من بشاعة المنظر، وقد شاهدناه أمامنا وقت الحادث، وأدخلتنا والدتنا في حجرات نومنا حتى لا نرى الدم، وبعدها طمأنتنا على صحته وأكدت أنه بخير.

وعن المحاولة الثالثة أكد أنها كانت عام 1966 أثناء الانقلاب العسكري الناجح عليه أثناء سفره للصين زترك أبي على إثره الحكم وغادرنا إلى القاهرة فقد أرسل إلينا الزعيم الراحل حمال عبد الناصر طائرة لنقلنا إلى مصر.

وصف نكروما الابن لحظات الانقلاب قائلا: "تركنا والدي وسافر إلى الصين في إحدى زياراته الدولية، وقتها انقلب الجيش عليه وقرر الإطاحة به، وفي هذا اليوم استيقظنا مرعوبين الساعة الرابعة فجرا على أصوات الحيوانات وزئير الأسود الموجودة في حديقة الحيوانات أمام القصر الرئاسي بغانا، وسمعنا طلقات رصاص عدة وعرفنا أنهم يريدون الإطاحة بوالدي".

وأضاف: "واتصلت أمي على الفور بالزعيم عبد الناصر ووصفت له ما حدث فرد ناصر قائلا: «ما تقلقيش هبعت طيارة من مصر تاخدكم»، وبالفعل جاءت الطائرة وأقلتنا إلى مصر وكنا متعبين جدا ونزلنا في قصر الطاهرة إلى أن ينتهي بناء سكننا الخاص الذي اختاره والدي بحي المعادي على النيل أثناء مروره هو وعبد الناصر من هناك وأشار له قائلا: "إحنا هنسكن هنا"، فعرض عليه ناصر مصر الجديدة قائلا له إنها أفضل من هذا المكان، ولكن والدي أصر وأنا أسكن فيه الآن".

وأشار جمال إلى أن والده كان صديقا حميما للزعيم جمال عبد الناصر، الرئيس المصري وقتها، ورئيس غينيا أحمد سيكوتوري.

وقال نكروما إن "مصر بلد جميل وأعشقه كثيرا، خاصة أن أمي مصرية مسيحية"، أشار إلى أن مصر هي البلد الوحيد الذي كان يخلو من سلوك معاكسة السيدات أو إيذائهن في الشوارع وتجريحهن بالألفاظ الخادشة للحياء، فقد كانت هذا الصفة سمة تتميز بها مصر عن بقية دول وبلدان العالم.

وأكمل قائلا: "كانت المرأة المصرية تسير في شوارع المدن والقرى ولا يجرؤ أحد على معاكستها أو التصدى لطريقها بالفعل أو القول أو حتى النظر"، مشيرا إلى أن الوضع اختلف كثرا وتغير للأسوأ بسبب البعد عن العادات والتقاليد الصحيحة التي تحافظ على استقرار المجتمع.

وتابع: "أعشق مصر وإثيوبيا، وأحب كوكب اليابان لما يحرزه هذا البلد المختلف المحب دائما للتطوير من تقدم، وما يتصف به من دقة في النظام والنظافة والتحديث وحل الأزمات بصورة فورية وسريعة لا يشعر بها المواطن".

وعن علاقتهم بالصوفية قال إن والده كان تابعا للطريقة الصوفية التيجانية وكان يحب شيخ الطريقة الشيخ إبراهيم التيجاني، مشيرا إلى أن زواج والديه بُني على رؤية من الشيخ التيجاني.

وأضاف: "كانت رؤية الشيخ التيجاني لأبي تكمن في أنه سيتزوج مصرية، وبالفعل تحققت الرؤيا عندما رأى نكروما والدتي خلال إحدى زياراته للزعيم عبد الناصر في مصر، فقد أعجب بها وطلب من ناصر الزواج منها، وعرض الرئيس المصري طلبه عليها وعلى أسرتها، لكنه قوبل برفض شديد من والدتها خوفا على ابنتها من الغربة وطول المسافة، بالإضافة إلى اختلاف العادات والتقاليد".

وعما إذا كانت والدته أحبت نكروما أم لا، قال الابن: "والدتي كانت تحب والدي، ولكن الرفض كان من جدتي، ولكن وافقت بعد طمأنة ناصر لها وتأكيده لها بإنشاء خط طيران مباشر بين البلدين وتأسيس سفارة مصرية أيضا ترعى مصالح المصريين هناك، حيث قال بالنص: «متخافيش عليها إحنا هنأسس سفارة في غانا وسيتم إنشاء خط طيران مباشر».

وعن أشقائه قال: "أنجب والداي 3 أبناء أنا وشقيقتي سامية وأخويا سيكو، نسبة للرئيس الغيني أحمد سيكوتوري، وسيكو يعني الشيخ، وهم لا ينطقون الخاء في غانا، وظللنا في غانا حتى الانقلاب العسكري الذي أطاح بوالدي 24 فبراير سنة 66، وخلال هذه الفترة كان والدي في الصين وانقلب عليه الجيش الغاني منتهزين خروجه من البلاد، رغم مساندة الحرس الجمهوري للزعيم نكروما".

وأوضح أنه كان يعيش في لندن مدة 20 عاما بعد نجاح الانقلاب العسكري على والده عام 1960، مشيرا إلى أنه عاد من لندن وجاء مصر لكي يستطيع العمل، فالأجواء في لندن لم تكن تساعده لفرض الرأي وعدم الخروج عما يريدون، بالإضافة إلى الراحة والطمأنينة اللذين يشعر بهما دائما في مصر.

وتابع: "رغم حبي لمصر، إلا أنني فكرت جديا في تركها ومغادرتها عام حكم الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان، لاختلافي التام مع سياستهم".

وعن الأخبار المغلوطة والشائعات التي أحيانا تنشرها نيويورك تايمز عن مصر، قال نكروما: "لا أقرأ الموضوعات المكتوبة عن مصر في "الصحيفة وأتجنبها تماما فلا أحب الكتابة في السياسة"، ورفضت الكتابة عنها في الصحيفة وصحف أخرى كثيرة، فقط أكتب في الثقافة والظواهر الاجتماعية، وأرفض الكتابة تماما في السياسة.

جدير بالذكر أن نكروما كان أول رئيس لغانا بعد استقلالها من الاحتلال البريطاني عام 1960 وحتى 66، وكان أول رئيس وزراء لغانا أيضا عام 57 وحتى 60، وأبرز دعاة الوحدة الأفريقية وواحدا من مؤسسي منظمة الوحدة الأفريقية قبل إسدال الستار عنها في 2002.

ولد عام 1909 وتخرج في دار المعلمين في أكرا، وعمل أستاذا إلى أن التحق عام 1935 بجامعة لنكولن بأمريكا، كما عمل بمدرسة الاقتصاد في لندن هام 1945.

وفي 1947، عاد إلى غانا وأصبح أمين عام مؤتمر شاطئ الذهب الموحد وبدأ بالنضال لأجل استقلال غانا من الاحتلال البريطاني، فترك المؤتمر وأسس صحيفة "أخبار المساء" لتنشر أخباره.

وفي عام 49، أسس حزب المؤتمر الشعبي لتحقيق الحكم الذاتي للبلاد، وفي أوائل 1950 اعتقل نكروما مجددا بعد سلسلة من الإضرابات وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، وفاز حزبه بالانتخابات البلدية والعامة في الانتخابات، وفاز وهو بالسجن بدائرة أكرا وبأكثرية كاسحة، فأطلق سراحه وتولى رئاسة الوزراء 1952.

وفي 1957، أسس نكروما حزب المؤتمر الشعبي لتحقيق الحكم الذاتي للبلاد، وتوفي نكروما في رومانيا 1972 فأعلنت السلطات الغانية الحداد الرسمي، وبعد أن كان قد دفن في غينيا أعيد جثمانه إلى غانا، حيث شيع رسميا. وله مؤلفات عديدة منها "أتكلم عن الحرية"، "يجب أن تتحد أفريقيا"، "الاستعمار الجديد" وكذلك نشر سيرته الذاتية بعنوان "غانا".