كان لي شرف تغطية معرض فني لذوي القدرات الخاصة والذي أقيم في بيت الأمة، بيت الراحل العظيم سعد زغلول...
عند دخولي إلى مكان إقامة المعرض أصبت بحالة من الانبهار من ما رأيته من فنون وإبداع بأيدي هؤلاء المميزين، فقد رأيت من الفنون واللوحات والمنحوتات ما يلمس الروح ويخاطب الوجدان.
كم شعرت بأنني صغير أمام هؤلاء العظماء المبدعين من ذوي القدرات الخاصة، حيث وجدت فيهم طاقة إيجابية وحب للحياة والإبداع يفتقده الكثيرين ممن يظنون أنفسهم أسوياء!
وجدت نفسي ضئيلًا أمام شباب مبدع لم يكترث لأي تحديات أو ظروف قد أظنها أنا وغيري قهرية أو صعبة، فهم بالفعل لا يعرفون المستحيل أو الصعب.
كنت أتجول في المكان وعيناي تتنقل من لوحة لأخرى ومن منحوتة لأخرى وكلي تساؤلات تملأني! ما هي حجتي أنا وغيري بعد ما رأيته من فن وإبداع يخرج من أناس يظن البعض أنهم يعيشون حياة وظروف قد تكون كفيلة بأن يكتفوا بالجلوس في المنزل!
ما هي حجتي عندما أشعر بأنني (لا أقدر) علي فعل كذا أو كذا، كان درسًا لي بأنه بالفعل لا يوجد مستحيل...
لمست في عيون الفنانين من ذوي القدرات الخاصة نظرة رضى وقناعة وحب وفرح بما أنجزوه وما يقدمونه من فنون! كانوا يرحبون بي وكلهم تفاؤل بما صنعوه، وجدت ابتسامة رائعة على وجه إحدى الفتيات التي قامت برسم لوحة تعبر عن الواقع الذي تعيشه الدولة السورية! فهي تملك من المشاعر والمشاركة الوجدانية ما يجعلها تقدم ما تقدر عليه من دعم لأناس يعيشون الصعوبات في دولة أخرى، برغم كل الصعوبات التي تواجهها هذه الفتاة!
كانت تشرح لي فكرة اللوحة بصوت مليء بالأمل والثقة التي يفتقدها الكثيرون هذه الأيام.
بدأ فضولي يتسلل إلي عقلي، ما هي طلبات هؤلاء العظماء من ذوي القدرات الخاصة؟ ما الذي يشغل بالهم؟ ما هي مطالبهم؟ وبالفعل شرعت في سؤالهم فيما يحتاجونه من الدولة والمجتمع، حيث أجمعوا علي مطلب واحد من الدولة وهو (المساواة)...
فهم ما يزالون يشعرون ببعض التفرقة في شتى المجالات! قال لي أحدهم، حاولت التقدم إلى عدة وظائف في القطاع الخاص وقوبلت بالرفض، وبالطبع لم أتمكن من الالتحاق بأي وظائف حكومية حيث إنه لا يوجد أي فرصة للتعيين...
وقال آخر، إنه يتمنى من الدولة أن تهتم بترتيب وإقامة الكثير من المهرجانات والفعاليات التي من شأنها أن تجعلهم يتواجدون في المجتمع بشكل أكثر كثافة، فهم يريدون أن يتم إشراكهم في ما يفيد المجتمع لأنهم بالفعل يمتلكون الكثير لتقديمه.
وطالبت إحدى الفتيات بأن يتم مراعاتهم في حقوق عدة منها المواصلات العامة والأرصفة ومترو الأنفاق، حيث إن البعض منهم يعاني في بعض الأحيان من استخدام بعض هذه الخدمات لسبب أو لآخر.
وكانت هناك رسالة هامة من أحدهم، حيث حملني أمانة إيصال رسالة خاصة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث طالب بأن يتم تعديل نسبة ال5% التي تعين في الوظائف الحكومية لذوي القدرات الخاصة، وطالب بأن يتم زيادتها إلى 10 أو 15% لأنهم بالفعل يستحقون، وطالب أيضًا بأن يتم إشراكهم في المؤتمر الوطني للشباب وللبرنامج الرئاسي لإعداد الشباب للقيادة...
ومن هنا أطالب الأب والقائد المحترم، سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن ينظر في مطالبهم وأن يناقشها وإن أمكن تنفيذها، فهم أولى من كثيرين وبالفعل يمتلكون ما قد يغير الكثير في مصر إلى الأفضل...
قد كان هذا اليوم فاصلًا في حياتي، حيث تلقيت فيه من الدروس الكثير والكثير الذي يجعلني أنظر إلى الحياة وما فيها بمنظور مختلف عما سبق، فكل التحية لعظماء مصر من ذوي القدرات الخاصة...