الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إعلان حرب


لا أنكر أني أصيبت بحالة من الإحباط، واليأس فور وقوع الحادث الإرهابي الغاشم الذي راح ضحيته العشرات من المسيحيين شركاء الوطن يأسًا من الحالة التي نعيشها، والتي أصبح الإرهاب فيها فرضًا على المصريين جميعًا، ولا أقول على المسلمين فقط أو المسيحيين فقط، فالكل مستهدف والكل في مرمى نيران الإرهاب الغاشم الذي لا يؤمن إلا بالقتل كوسيلة لتحقيق أهدافه، وليس مهمًا أن يكون الضحايا مسلمين أو مسيحيين أطفالًا أو كبارًا.. شيوخًا أو شبابًا.. نساءً أو رجالًا.. 

المهم هو القتل حتى أنهم في أول ليلة من الشهر الفضيل الذي ينتظره المسلمون من العام إلى العام بفرحة لا يعادلها فرحة ارتكبوا جريمتهم البشعة، فحولوا فرحة المسلمين إلى حزن وبكاء على ما حدث لإخوانهم المسيحيين من اعتداء غاشم على حافلة تحمل زهورًا بريئة لم تفعل شيئًا يستوجب القتل اللهم إلا سعي البعض لسفك الدماء، وجعل القتل منهجًا ووسيلة لتحقيق أهداف دنيئة لجهات معلومة.

أصابني الإحباط للحظات اعتقدت فيها أن المواجهة لن تنتهي على خير وأن طابور الشهداء لن ينتهي.. وأن الدماء لن تجف قريبًا.. حتى جاءت كلمة الرئيس السيسي لتعيد السكينة إلى قلبي من جديد ولتهدأ موجة الغضب التي اشتعلت في قلبي وفي قلب كل مصري ساعتها ضد الإرهابيين القتلة.. خرج السيسي ليعلن على الملأ أن الهدف هو إسقاط مصر.. كلمة طالما رددناها عشرات المرات.. الهدف إسقاط مصر... وفي كل مرة نجد الهجوم الشديد والاتهامات العنيفة باعتناق نظرية المؤامرة دون دليل..
 
جاءت كلمة السيسي لتؤكد ما سبق ورددناه عشرات المرات.. الهدف إسقاط مصر التي لن تسقط بإذن الله.. تحدث السيسي عن أهمية تماسك المصريين في مواجهة حرب شرسة مع إرهاب دولي مدعوم من الخارج وينفذه أعوان الداخل على اختلاف انتماءاتهم سواء عن عمد أو عن غباء وعدم فهم.. ولأن قوتنا في وحدتنا كشعب وجيش وشرطة ودولة فقد أكد الرئيس ضرورة التماسك في مواجهة الإرهاب.

تحدث الرئيس عن إستراتيجية داعش والإرهابيين والمتآمرين على مصر وهدفهم الذي يسعون لتحقيقه وهو إشعال الفتنة بين المصريين مسلمين ومسيحيين بعد أن فشلت كل طرقهم لإسقاط مصر سواء عن طريق التحريض ضد الدولة والثورة المستمرة وإسقاط الشرطة ثم محاولة إسقاط الجيش لتشتعل بعدها الفتنة وتصل لمرحلة الحرب الأهلية والتي يسعون إليها كهدف أساسي يتمنون تحقيقه. 

والحق أن الفتنة الطائفية والعمل على إشعالها في مصر هي أمر يصر عليه أعداء مصر في كل حادث إرهابي ضد مسيحيي مصر بقتلهم وتفجير كنائسهم.. الهدف لم يعد خفيا على أحد والمؤامرة أصبحت واضحة للجميع يراها الأعمى والبصير.. وإن كان بعض المنتفعين لا يرونها ولا يقتنعون بوجودها.. أما الأغبياء فلهم الله يهديهم حتى تزول عن أعينهم غشاوة الغباء وعدم الفهم.

اللعب على وتر الفتنة في الخارج أشد وأخطر في محاولات مستمرة لإقناع المسيحيين في مصر أن الدولة عاجزة عن حمايتهم، وأن التدخل الأجنبي واجب وضرورة لحمايتهم وفي كل مرة يكون رد المسيحيين المصريين أنها مصر التي نعيش فيها نموت فيها وأن هذا شأن داخلي ليس للخارج أن يتدخل فيه.

أعلنها السيسي واضحة صريحة أن الإرهابيين نجحوا في مهمتهم في سوريا ودمروها وأن الخطوة القادمة ستكون في الطريق إلى مصر لتكرار ما فعلوه في سوريا.. وتحدث الرئيس عن كم الخطر المحدق بمصر والقادم من سوريا سواء من ليبيا أو من سيناء.. ويكفي ذكر عدد ألف سيارة تم تدميرها للإرهابيين في الفترة الماضية لنعرف عدد الإرهابيين الذين دخلوا مصر والذين يحاولون الدخول حتى الآن في معركة شرسة ومستمرة لم تتوقف حتى هذه اللحظة..

ثم أعلن السيسي الخبر الأهم وهو ضرب معسكرات الإرهابيين في ليبيا والذي تم أثناء كلمته الموجهة للشعب.. أعلنها صريحة أن مصر ستضرب الإرهاب في مصر وفي أي مكان خارج مصر.. أعلنها السيسي في كلمته لتكون تلك الكلمة الحادة والحاسمة بمثابة إعلان حرب صريح على الإرهاب وبشكل رسمي.. لعل من يرددون أن مصر فشلت في حربها على الإرهاب يقفون ويصمتون خجلًا من كلامهم ومواقفهم المخجلة.. فمصر تخوض حربًا شرسة في سيناء من سنوات وتقف للإرهاب القادم من الغرب عن طريق ليبيا.. تحارب في سيناء الخطر القادم من الحدود الشرقية المفتوحة بأنفاق ومتفجرات ومقاتلين محترفين مدربين.. وتواجه الإرهاب القادم من الحدود الغربية بعد أن سيطر الدواعش على ليبيا.. ولولا وجود مصر هناك لأصبح الوضع أخطر مما هو عليه الآن.

ليبيا التي أصبحت الملعب المفتوح لكل إرهابيي العالم.. الجيش الحر الليبي.. والعائدون من أفغانستان.. بوكو حرام من نيجيريا.. والدواعش الهاربون من العراق.. وأخيرًا دواعش سوريا الهاربون منها بعد أن أتموا مهمتهم هناك.. هذه باختصار هي ليبيا الآن.. حتى يعلم الرافضون للتدخل المصري هناك حقيقة ما نواجهه في الحرب على الإرهاب وهل هي حرب حقيقية أم مجرد تمثيلية كما يحلو لبعض الأغبياء أن يرددوا!

ليبيا باختصار تضم كل إرهابيي العالم أو على الأصح منتخب العالم في الإرهاب.. ثم يأتي بعد ذلك السادة النشطاء ليكتبوا على صفحاتهم عن التقصير الأمني والفشل الذريع في الحرب على الإرهاب في سيناء.. 

هل أدركتم الآن خطورة ما تواجهه مصر؟؟ وهل أدركتم أن الإرهاب الدولي الذي تواجهه مصر هو إرهاب مدعوم من الخارج ومن الداخل ومصر تقف بمفردها في مواجهته كدولة تتحمل مسئوليتها التاريخية في الدفاع عن المنطقة العربية بكاملها لأنها ببساطة الدولة الأقوى في المنطقة والتي مازالت تملك أقوى جيش بالمنطقة .. ولك تسعى قوى الشر لإسقاطه وتدميره حتى تحقق أهدافها القذرة..

كلمة السيسي كانت فعلا وبحق إعلان حرب رسمي ضد الإرهاب ونداء لكل مسئول ليتحمل مسئوليته في المشاركة للقضاء على الإرهاب ووضع كل كاذب ومدع أمام المجتمع الدولي ليظهر على حقيقته دون قناع.

إنها الحرب على الإرهاب قد دخلت في أخطر مراحلها فادعموا جيشكم وشرطتكم ولا تنخدعوا بكلمات الفتنة لأن الهدف كما أكدنا هو إسقاط مصر .. وأبدا لن تسقط مصر بإذن ربها ثم بقوة جيشها ووحدة شعبها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط