مسجد أبو مندور بني على أنقاض سوق العجلات الحربية الفرعونية في رشيد.. صور
كشف محمد تهامي مدير عام آثار رشيد قصة مسجد أبو مندور 1312 هـ / 1897م، مشيرا إلى أنه يقع فى الجهة الجنوبية الشرقية من تل أبو مندور جنوبى مدينة رشيد على الضفة الغربية لنهر النيل.
وقال لـ صدى البلد إن للمسجد أربعة واجهات، ويتوسط القطاع الشمالى من الجهة الغربية المدخل الشرقى المعقود بعقد ثلاثى مدائنى، وتعلو عتب المدخل لوحة من الرخام الأبيض عليها كتابة عربية بخط الثلث تحمل تاريخ الإنشاء 1312هـ.
وتابع:أما الواجهة الشمالية يتوسطها مدخل تذكاري بارز عبارة عن فتحة مستطيلة يتوجها عقد ثلاثى،وفى الطرف الغربى للواجهة الشمالية توجد واجهة السبيل، أما الواجهة الغربية ففتح بها باب مستطيل يتوجه عقد ثلاثى،والواجهة الجنوبية الجزء الشرقى منها يمثل واجهة الضريح والغربى فتحت به شبابيك مستطيلة من الحديد.
واستطرد: المسجد من الداخل عبارة عن مساحة مربعة مقسمة إلى ثلاثة أروقة بواسطة بائكتين من الأعمدة الرخامية، والتى تحمل عقودًا مدببة يقوم عليها السقف الخشبى، والمحـراب يتوسط جدار القبلة وهو معقود بعقد مدبب يرتكز على عمودين من الرخام بتيجان مقرنصة، والمنبـــر خشبي ريشتاه من الخرط المعقلى وأشكال لأطباق نجمية،وباب المقدم به أشكال نجمية ودقماق تعلوه مقرنصات ذات دلايات.
أما الصريح يقع فى الجزء الجنوبى الشرقى من جدار القبلة، وبابه من مصراعين من الخشب المزخرف وأطباق نجمية وأشكال هندسية ومطعم بالعاج والصدف، ويعلو حجرة الضريح القبة التى تقوم على حطات من المقرنصات وفتح برقبتها ثمانية مناور صغيرة،والمـــــئذنـة فى الجهة الجنوبية الغربية ولها قاعدة مربعة يعلوها طابق مثمن مزخرف بمقرنصات بارزة، ويعلو هذا الطابق طابق آخر ينتهى من أعلى بقمة المئذنة المدببة.
وعن التل المقام عليه المسجد،قال: هو تل أثري جنوب رشيد،وهو عبارة عن تلال رملية تمثل فى توصيفها الكنتورى قمة عالية تتدرج فى الانخفاض،حيث تحيط بها مجموعة من التلال الأقل ارتفاعًا وتتدرج حتى تصل إلى أقصى انخفاض لها عند نقطة الصفر،والتى يمثلها شريط ضيق يسير فى محاذاة نهر النيل ويمثل الشاطىء الغربى له.
وتابع تهامي: وقد أشار الكثير من الرحالة والمؤرخين إلى أن هذه المنطقة كانت مسكونة وعامرة فى العصر الفرعونى والعصرين البطلمى والرومانى وتسمى بولبتين،وذكر أن الملك مينا زحف إليها فى ثورته الأولى وأخضعها وكان أهلها يسمون" رخيتو "،كما أقام الملك منفتاح استحكاماته لصد هجمات الليبيين والإغريق والصقليين، فانتصر المصريون فى أول معركة حربية،وأقام بها الملك بسماتيك الأول معسكرًا لصد هجمات الأشوريين من الشرق والليبيين من الغرب.
وقال إن هذه المنطقة كانت سوقًا رائجة فى العصر الفرعونى لصناعة العجلات الحربية، وذكر أن مدينة رشيد الحالية بنيت بالقرب منبولبتين، واندثار هذه المدينة بدأ بعد بناء مدينة الإسكندرية 331 ق.م، وذلك بسبب تحول التجارة عنها و انقطاعها عن الفرع البولبتينى وقد تحدث جولوا أثناء زيارته للمنطقة أنه رأى ثلاث قطع من الأعمدة الجرانيتية.
وأضاف: قامت المنطقة بأعمال حفائر بالتل من 1992 حتى 2010 للكشف عما فى باطنه من لقى أثرية ووحدات معمارية أثرية، وقد أسفرت تلك الحفائر عن العديد من اللقى الأثرية المتنوعة والمحفوظة بمخازن المنطقة بمركز آثار رشيد،وكذا الكشف عن المباني الثابتة التى ترجع إلى العصر البيزنطى.