الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احترس..الدراما ترجع إلى الخلف


لو صناع الدراما يعلمون المستوى السييء لمعظم إنتاج هذا العام فهي كارثة ولو كانوا لا يعلمون فهي كارثة أكبر لست في حاجة لإطالة الشرح عن القوة الناعمة للفن المصري وتأثيرها في العالم العربي ولكن سأتحدث باللغة التي يفهمها منتجي وصناع الدراما المصرية والتي تشغل بالهم أكثر وهي الربح والخسارة وممكن أن تؤثر على صناعة كبيرة يستفاد منها مئات الآلاف من العاملين بها فلعلهم يفقهون.

لا يمكن إغفال التهديد الكبير لهذه الصناعة العريقة والرائدة في العالم العربي، الجميع يتحدث الأن عن المستوى السييء لهذا الموسم لمسلسلات أصحابها من كبار الأسماء في الفن المصري! وهو ما يثير علامات إستفهام كبيرة عن كيف ولماذا وافق هؤلاء على الظهور بهذا المستوى المتواضع وبدون أذكر أسماء تقديرا لتاريخ بعضهم فكل فنان منهم يعلم تماما مستوى عمله وأيضا نقاط ضعفه!

بدون مبالغة هو واحد من أسوأ مواسم الدراما المصرية "فنيا" في السنوات الخمس الأخيرة رغم إرتفاع تكلفته الإنتاجية بشكل غير مسبوق وبوجود كم كبير من نجوم الصف الأول ولكن لم تكن أعمالهم على نفس مستوى جماهيريتهم الكبيرة فخذلوا مشاهديهم المتشوقين لرؤيتهم،ألا يعلم صناع الدراما المصرية أن بضاعتهم هذه لو استمرت هكذا لن تجد سوق خارجي لها! ومعظم المنتجين ينقذهم في كثير من الأحيان البيع الخارجي في ظل تعثر دفعات الفضائيات المصرية والتي يمتد تحصيلها لعام وأكثر!

وأشير هنا إلى أن حجم التسويق الخارجي يصل لتغطية نصف ميزانية إنتاج المسلسل في كثير من الأحيان وليس السوق الخارجي فقط ولكن سوق التوزيع الداخلي ممكن أن يتقلص أيضا ويلجأ لدراما أجنببة كبديل "رخيص الثمن" وهي بالفعل تملأ الشاشات طوال العام وممكن أن نجدها تعرض في شهر رمضان، وحتى هذا العام كان التوزيع الخارجي "معقولا" رغم أنه ليس بقوة السنوات الماضية ولازالت أسماء معينة تحتفظ بقوتها في التوزيع الخارجي في السنوات الأخيرة مثل عادل امام ويحيى الفخراني وغادة عبدالرازق ونيللي كريم ويسرا ويضاف اليهم أسماء قليلة لنجوم السينما الذين يظهرون بشكل غير منتظم، مع العلم أن هناك نجوما أصحاب جماهيرية كبيرة في الداخل وغير مطلوبين خارجيا والعكس وهناك القليل جدا من النجوم من يحتفظ بقوة في التسويق الخارجي والداخلي وللجميع لا يجب إغفال أن الأعمال تتقلص شيئا فشيئا في ظل منافسة شرسة من الأعمال التركية والهندية والمحلية التي تقدم دراما إنسانية جيدة الحبكة ومليئة بالأحداث المشوقة.

لازال الجمهور يذكر موسم رمضان ٢٠١٣ الأفضل في السنوات الأخيرة من حيث المستوى الفني وأعماله الناجحة مثل العراف وحكاية حياة وبدون ذكر أسماء وذات وموجة حارة وغيرها فكان موسم مزدهر بالأعمال الجيدة جدا والتي تليق بتاريخ الدراما المصرية.

اللافت في معظم مسلسلات هذا العام كان هناك أفكار درامية جيدة وكانت تحتاج فقط لبعض المجهود والعمل عليها من جانب السيناريست والمخرج حتى تكون عملا متكامل ولكن تشعر أن معظم الأعمال فكرة لم تكتمل، فالأحداث في الحلقات "محلك سر" تتغير كل حين والخطوط الدرامية بعضها ناقص وممكن أن يختفي فجأة ولا تسأل كيف!وهناك أيضا ضعف في رسم شخصيات بعض الأعمال كانت ممكن أن تضيف للأحداث ولم يتم استغلالها بشكل جيد! كذلك بعض الأعمال لم تستغل موهبة وحضور أبطالها كما ينبغي! فتشعر أن الإهتمام لدى الجميع "منعدم" طالما المسلسل تم بيعه المهم كتابة وتصوير ثلاثين حلقة ولا يهم لو بينها عشر حلقات "حشو" ومط وتطويل فالجميع في الهم سواء!

وبالفعل لا تتعدى الأعمال التي أحترمت عقل المشاهد أصابع اليد الواحدة وتشعر فيها بجهد مبذول في الكتابة والإخراج وحتى التمثيل، وذات مرة أحد مخرجي السينما قال لي وأنا ازوره في لوكشن تصوير مسلسله وكان الضيق باديا عليه "مفيش هنا أي فرصة لأي إبداع، المنتج عايز كل يوم عدد مشاهد، مالوش دعوة إزاي الناس دي بيشتغلوا بالقطعة"!

لكل صناع الدراما لديكم الوقت من الان بدلا من التسارع للفوز بتوقيعات النجوم والنجمات البحث عن أفكار وورق جيد والأهم البدء في التصوير مبكرا بدلا من تسليم الحلقات للفنانين والمخرجين على الهواء وبعض الفنانين لا يستطيعون قراءة الحلقات بتآن والمخرج يقف عاجزا عن فعل أي شيء، مرة أخيرة يا صناع الدراما احترسوا فهي ترجع إلى الخلف وإلا لا تلومون سوى أنفسكم ما سمعته من بعض القائمين على المحطات العربية ليس في صالحكم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط