الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من رئيس الوزراء الي كاتب المقال (١)


استقبلني موظف الاستعلامات ب _ظرف _عرفت من خلال المكتوب عليه من الخارج أنه من مجلس الوزراء ومكتوب عليه – شخصي للغاية –

بصراحة اندهشت خاصة أن علاقتي بهذه الجهة كناطق اللغة اليابانية في دولة تتحدث العربية فزادني الفضول فتحه قبل وصولي لمكتبي بالدور الثالث وكانت المفاجأة رسالة من رئيس الوزراء تعليقا علي مقالي (أنا والمدام والحكومة ) نصه كالأتي

السيد الأستاذ محمد الشرقاوي الصحفي

طالعت بمزيج من الحزن والأسي مقالكم المنشور بعنوان "أنا والمدام والحكومة "، وكان واضحًا للوهلة الأولى أنك تدافع عن قوت الغلابة.. وتصدر للرأي العام امتعاض الشعب من غوريلا ارتفاع الأسعار.. وديناصور الغلاء.. وانقراض محفظة الدخل.. ولمست أكتاف الحكومة بكتف قانوني للضغط على صناع السياسات لضبط الأسعار بشكل عام.

فدعني أصارحك دون خجل : الحكومة تعرف ما وصل إليه الغلاء ؟وتدرك تأثيره علي الحالة الإقتصادية والمزاجية للمصريين ! وسأزيدك بأن جيوب الدخل قد ثقبت . وأن بناء التوفير من المرتب أصبح أيل للسقوط . وأصبحت أنظمة الريجيم إجبارية علي أغلب الأسر المصرية لكل من النحيف والثمين.

وأصارحك أكثر مما تتوقع دون اعتبار لمنصبي : فالشعب المصري عميد شعوب العالم في الاستحمال .. والسوق المصرية بطل العالم في رفع الأسعار. والجنيه هبط والدولار ارتفع . وأن هناك مافيا محتكرة لعدد من السلع الغذائية التي لها أهمية خاصة للفقراء وتشكل نسبة كبيرة من دخولهم.

فالحكومة لن تتجمل في مسئوليتها تجاه شعبها وقوته والصراحة هي أقصر طريق للوصول إلى الهدف وأقرب طريق لحل المشاكل وأسهل وسيلة لكسب المصداقية ومن هنا سأوجه دفة رسالتي من كاتب المقال إلي المصريين أجمع.

شعبنا العزير : الحكومة لا تعيش في جزر منعزلة عنكم . نشعر بألامكم ومعاناتكم ونود لو أننا من يجرح بالمشرط بدلا منكم . نؤمن بتضحياتكم ونقدر صبركم ونتمي أن يظل لنا رصيد عندكم وألا ينفذ ابدا. فجبال المسئولية والأمانة التي نتحملها بعد ثورتين تفوق كل التوقعات وربما ما هو أبعد من ذلك المتخيل . لدينا سياسات " بعون الله " ستخرجكم من غرف الإنعاش إلي حجرات الإفاقة الدائمة

وأقدم إعتذاري وكامل وزراء حكومتي لكل فرد أو أسرة عجزت عن شراء متطلباتها ومقومات حياتها اليومية سواء الأساسية أو الترفيهية بسبب إرتفاع الأسعار.. ولكل من وقف في طابور الخبز ولم يحصل علي رغيفه..

والإعتذار موصول لكل من عجز عن استبدال أنبوبة البوتاجاز الفارغة بالممتلئة .. ولكل من عجز مرتبه عن تحمل ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء والمياه والغاز.

ولكل من لم يستطيع شراء الأدوية إما لنقصها أو غلائها .. ولكل من عجزت مستشفياتنا الحكومية عن استقباله و علاجه أو مداواته أو حتي الكشف عليه  فلجأ  إلي الخاص وإكتوي بناره.

وأواصله لكل من لم يجد في تعليمنا الحكومي مرضاته ولجأ إلي الخاص منه فاستلف واستدان.. ولكل من عاش حياته حالما بتوصيل المياه إلي بيته .. ولكل امرأة جلست علي نواصي الترع والمصارف لغسيل الأواني والملابس وملئ جرادل الاستحمام .. ولكل من عاش في ظلام دامس حالما بعداد كهرباء يضئ منزله .. ولكل من تخرج وأخذ دوره في طابور البطالة ..

ولكل من حمل الدكتوراه وأصبح جليس المقاهي .. ولكل من عمل واجتهد ولم يلق تقديرا أو ترقية .. ولكل مستثمر وقفت القوانين والبيروقراطية حائلا دون استثماره .. وأخيرا لكل من حلم ولم تستطع حكومتي تحقيق حلمه.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط