دخلت النار في هرة!

الكثير منا يتذكر قصة المرأة التي دخلت النار في تعذيب قطة صغيرة، لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من ما يرزقها الله به من فتات طعام متبقي من البشر أو غيره.
يلوم البعض علينا عندما نناقش قضية الرفق بالحيوان، وعندما نتحدث عن وجوب صدور قوانين رادعة لحماية حياة الحيوانات، وخصوصًا التي تعيش في الشوارع ولا تؤذي الإنسان، بل تساعد على التوازن البيئي.
هؤلاء لا يعلمون أن هذا الحيوان الذي نتناقش في أمره ونطالب بحمايته لا يملك عقل ليميز الطعام المسموم من الطبيعي! ولا يملك لسانا فصيحا ليدافع عن نفسه ويلقي محاضرة، لو تمكن لسقط هؤلاء مغشيًا عليهم مما سيسمعوه من هذا الحيوان! سيقول لهم أنه يعب بلا داعي وبلا سبب، سيقول أنه لا يملك سوى أن يشتكي إلى الله رب العالمين ورب كل شيء وهو كفيل بمن يعذب ويقتل حيوانا بلا سبب.
انزعجت كثيرًا خلال الفترة الماضية وكاد قلبي أن يتوقف وهو يعتصر من مشاهد تم تصويرها لقطط وكلاب تم قتلها في شوارع مصر بدم بارد باستخدام سم يقال إنه ممنوع ومحرم لشدة سميته إذا ما لامس جلد البشر! فما بالكم بما يفعله هذا السم بأمعاء هذه الحيوانات المسكينة والتي هرولت نحو الطعام المسموم تلهث ويسيل لعابها فرحًا بهذه الوجبة التي تبدو رائعة.
ويل لكم! ويل لكل يد بشرية امتدت بهذا السم ليدس في طعام ليقوم لاحقًا بتمزيق أمعاء هذه الحيوانات التي لا تملك من الحجة شيء للدفاع عن أنفسها.
أتذكر أنني خلال زياراتي المتعددة للحرم المكي حيث تستقر الكعبة المشرفة، كان هناك عدد ليس بالقليل من القطط تلهو وتستلقي في أمان تام في أطهر بقاع الأرض دون أن يمسها سوء أو أن يعتدي عليها أحد! أليس هذا بكاف أيها المتدينين بطبعكم؟ أرجو أن تقلدوا هذا السلوك وألا تقوموا بأذية أي حيوان دون سبب.
أخيرًا وجب عليّ أن أنوه عن هذا السم القاتل المستخدم من قبل البعض، هذا السم يسمى بسم (الاستركينين) وبمجرد ملامسته لجلد الإنسان أو استنشاقه يتسبب في حالة تسمم شديدة للإنسان، وقد حدث ذلك لسيدة تدعى سناء تعمل في مجال حماية الحيوان، حيث دخلت في حالة إعياء شديد لمجرد ملامسة هذا السم لجلدها، فما بالكم بما يحدث للحيوان؟
هذا السم يتم استيراده عن طريق الحكومة المصرية، وأرجو أن يتم مراجعة ذلك لأنه أمر كارثي وسيتحمل كل من شارك في وصول هذا السم إلى بطن أي حيوان المسؤولية أمام الله أجلًا أم عاجلًا، توقفوا!