الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنا بصباص لرقصك


لم أقصد التحديق بك ولكن أنا جراح تجميل في بلاط صاحبة الجلالة, وظيفتي "بصباص" لمعرفة السمات القبيحة، لتصحيح الشكل الخارجي، فيمن أنتوي أن أتحسس أفكاره أو أتلمس رغباته حتي أكتب، ومن هذا المنطلق سأظل أحدق في أفعالك و صفحتك علي الفيس بوك خاصة إذا كنت تنتمين إلي مجتمع مفترض فيه الصلاح ولو ظاهريا.

لقد أصبحت الحاجة ملحة لأن نجري لأستاذة الجامعة الملقبة إعلاميا بالأستاذة الراقصة المستخفة بالذات الإلهية عملية تجميل لتجاعيدها الفكرية وتشوهات سلوكها وتعديل زاوية رغباتها المكبوتة وإزالة نتوءات رقصاتها المبتذلة.. واستخدام أدواتنا لتصغير حجمها وتكبير قيمنا المجتمعية.

الدكتورة الراقصة تنشر فيديو جديدا تقول فيه" إن فيديوهات رقصها تجعل المجتمع يفكر مرة ثانية في الحرية الشخصية وأن كل واحد حر في أن يعيش حياته بالطريقة اللي تناسبه طالما لا تؤذي أو تؤثر علي العمل.

قد تكون غير راضية أن اكون جراح التجميل الذي سيجري لك تعديلا لترهلاتك وقرحك العقلية، لكن قدرا أنا من أشهر أطباء التجميل باستخدام الطرق غير العلاجية بالكتابة والصنفرة بالقلم وحاصل علي وسام رفيع في هذا التخصص الدقيق لعلاج التشوهات والحروق الفكرية "بصفتي الصحفية ".

معذرة قد يحدث ألم بسيط بعد الجراحة يتطلّب منك تناول بعض المسكنات البسيطة. كما قد يصاحب ذلك خروج صرخات من الفم تتوقف تلقائيًا مع محافظتك علي عادات وتقاليد المجتمع.

لا بأس في الرقص ولا حرج فيه إذا خرجت علينا فيفي عبده وتبارت معها دينا أو صافينار للفوز بلقب أفضل راقصة أو من أجل التعاقد مع كازينو شهير أو إستعراض من أجل زيادة" النقطة " في فرح أو لوضعهن علي أفيش فيلم يتعاقدن عليه بالملايين فهؤلاء قررن أن يكون الرقص وظيفتهن ومصدر رزقهن.

أما أنت عزيزتي فلست هؤلاء لذلك اجد حيرة في مخاطبتك أو وصفك أو كيفية نصحك ولكن أذكرك بقوله تعالي "وإنك لعلي خلق عظيم" ..وقول الرسول " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا " وقول الشاعر:

لا تحسبن العلم ينفع وحده ... ما لم يتوج ربه بخلاق

العلم إن لم تكتنفه شمائل .. تعليه كان مطية الإخفاق

سيدتي الجامعة منظمة أخلاقية معنية بالبناء العلمي والخلقي للطالب فلا انفصال بين تحقيق رسالة الجامعة والتزامها بالأخلاق ولا يتصور منطقيا أن الجامعة تنجح في تخريج الكوادر وإجراء البحوث في حين أن سلوكياتها وسلوكيات أعضائها غير متماشية مع الأخلاق والعادات والتقاليد التي تحفظ للجامعة ثوبها الأبيض وللمجتمع سلمه.

عزيزتي أي مهنة لا بد لها من أخلاقيات تنظم السلوك العام بين أعضائها وبين المجتمع أو المهن الأخري . وكما أن هناك أخلاقيات لمهن الطب والصيدلة والقضاء والصحافة فمن الأولي أن تكون هناك أخلاقيات لمهنة التدريس كونها من خرجت هؤلاء وكونها مهنة ذات قدسية خاصة كرمها الله بقوله تعالي" كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون".

اعلمي أن الجزء الأهم في وظيفتك هو غرس القيم الفاضلة والأخلاق الكريمة في نفوس الطلاب بالقول والعمل والسلوك . وهذا لا يحدث " بالهز " وإباحة فيديوهاتك للعامة ولا باستخفافك بالذات الإلهية.

وإذا كانت لديك قناعة بأن رقصاتك تعيد للمجتمع مفهوم الحرية الشخصية فهذا يتعارض مع أهداف الجامعة ورسالتها .فأفعالك وأقوالك زلزلت المكانة والوقار اللذين يشعر بهما المجتمع تجاه الأساتذة.

عزيزتي.. لقد نصحتك في مقال سابق بالابتعاد والاستكانة مع نفسك . وحاليا أقول لك انصري المجتمع الجامعي ولو بشق كلمة اعتذار أو انصريه بفعلة إزالة لفيديوهاتك .

فقد دقت أجراس الوداع معلنة موعد رحيلك.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط