قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

قـرار الشـعب


‬نستحقها عن جدارة،‮ ‬وتستحق أن تسجل باسمنا في اكبر موسوعات العالم،‮ ‬ليس فخرا أو تباهيا وسط العالم وإنما ليعلم التاريخ أن الشعب الذي أبهر العالم في يناير‮ ‬2011‮ ‬هو نفس الشعب الذي انشق علي التوحد الذي كان فيه لنصل إلي ما وصلنا إليه الآن،‮ ‬تناحر بين الجميع،‮ ‬اتهامات بالخيانة والعمالة أصابت كل من يعمل علي الساحة السياسية،‮ ‬ملفات شكاوي ضد الجميع أمام القضاء والأجهزة الرقابية،‮ ‬أصبحنا شعبا لا يهدأ وكأن بيننا وبين بعض تار ولابد أن نقتص من بعض،‮ ‬وفقدنا بوصلة التوحد التي قادت الثوار ومن خرج للميدان لإسقاط النظام السابق،‮ ‬وأضعنا فرصة نادرة لان نتفرغ‮ ‬لبناء مجتمع جديد مبني علي أساس الحرية والعدالة الاجتماعية‮.‬
نعم قد يكون هناك اختلافات سياسية وفكرية بين الفصائل السياسية ولكن لا يعني هذا الاختلاف أن نصل إلي ما وصلنا إليه الآن،‮ ‬فالاختلاف أساس الحياة لكن فقدنا الحوار والتواصل معا وأصبح من يتبني فكرة أو مشروعا سياسيا ولا يعجب الآخر يصبح هذا الآخر عدوا لصاحب المشروع السياسي ويتفرغ‮ ‬الاثنان لمهاجمة بعض والادعاء علي بعضهما بكل شئ‮ .‬
حتي لغة الحوار السياسي أصبح فيها كثير من التدني والسخرية من الجميع،‮ ‬وحلت لغة التهديد والوعيد والشتائم محل النقاش الجاد المتحضر والهادف،‮ ‬وكأننا نرغب في ذلك ونسعي إليه بكل ما أوتينا من قوة ورغبة،‮ ‬وللأسف أظهرنا للعالم أبشع ما يمكن أن يظهر من شعب ناضل وكافح من اجل حريته ليصل إلي ما وصل إليه الآن،‮ ‬وأصبح الهدف الاسمي والغالي لنا هو النيل من كرامة وعقول أبناء البلد ونتسابق جميعا لتحقيق هذه الغاية علي وجه السرعة من دون أن يكون هناك سبب لما وصلنا إليه اللهم رغبة في الظهور أو صراع علي سلطة،‮ ‬وأجج هذا التناحر الشاشة الصغيرة ولا استثني احدا هنا فنحن جميعا شاركنا بصورة أو أخري فيما وصلنا إليه ولا توجد ملامح للعودة أو البعد عن هذا الطريق‮. ‬نعيش فترة‮ ‬غريبة سيحاسبنا التاريخ عليها وسيذكر التاريخ أننا بدلا من أن نتفرغ‮ ‬لبناء الوطن أفسحنا المجال لشجاراتنا وخلافاتنا ودون أن ندري سنصل إلي أصعب مرحلة بإرادتنا وهي فقدان الثقة في أنفسنا وفي الآخرين وهو ما يشكل الخطر الحقيقي علي مستقبلنا،‮ ‬فحينما تفقد أمة الثقة في نفسها تصبح أمة بلا حاضر ولا مستقبل ويستحيل عليها أن تنهض أو تحقق نجاحا في سباق الأمم‮. ‬
نحن نعيش فترة صعبة علينا التنبه لها والحذر منها فنحن أمام خيارين لا ثالث لهما،‮ ‬إما نستمر فيما نحن عليه ونتفرغ‮ ‬للنيل من بعضنا أو أن نترك هذا النهج ونتكامل ونبتعد عن الخلافات لنبني مصر الحديثة التي نريدها جميعا،‮ ‬والقرار للشعب‮. ‬
نقلاً عن الأخبار