الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إذا قتلنا الشيطان من سيدخل المسجد


عمَّت الفوضى الخلاقة منطقتنا والعالم وأصبحنا نعيش حالة من الرعب والهلع نتيجة انتشار الإرهاب في كل مكان تحت مسميات عديدة دينية كانت أم قومية، والنتيجة هي واحدة لا تختلف الاستمرار في القتل والنحر والدمار والخراب في محاربة الإرهاب الذي خيّم على صدرنا وعشعش في أحضاننا عازمًا على البقاء وعدم الرحيل؛ لأنه أي الإرهاب "الشيطان" يعيش أفضل أيامه ويتلذذ بقتل من يشاء وكل من يخالفه الرأي ويخالفه المشاعر والعواطف والرؤى والعقيدة. 

الكل بالنسبة لهذا الإرهاب "الشيطان" يجب أن يقتل وألا يبقى سواه لأنه خير من يمثل الله على وجه الأرض، طبعًا مع استغلاله واستخدامه لمصطلحات يقدسها كل المؤمنين من الأديان المختلفة.

فهذا يَقتل باسم الرب وذاك يُقتل بنفس الاسم وأن القاتل والمقتول يصدحون باسم الرب و"الله أكبر"، هذه هي جوهر الفوضى التي نعيشها بعيدًا عن من هو الممثل الحقيقي للرب على وجه الأرض، وكأن الرب لا عمل له سوى أن يعين له ممثلًا على الأرض في وقت قال فيها الرب أنه هو الوارث للأرض وما عليها.

إذًا، والحال هذه من أعطى الصلاحية لهذه الشخصيات الكارتونية بأن تتحفنا بأن تعطي صكوك المغفرة والربوبية لأشخاص صدقوا أنفسهم يومًا ما أنهم خير من يمثل الرب، مع أننا ندرك جيدًا أن كل الناس خطاؤون وأحبهم إلى الله التوابون. مع العلم أننا لم نرَ أحدًا حتى راهننا من رؤسائنا أو حكامنا قد اعترفوا بأنهم أخطأوا في مكان وزمان ما.

وهذه حالنا مع الإرهاب أيضًا بمختلف مسمياته إن كان داعش أو القاعدة أو النصرة أو من يدعمهم ويمولهم من حكام بعض الدول الخليجية وكذلك تركيا التي وصل الأمر بالاتحاد العالمي للمسلمين بأن يجهر بأن أردوغان هو خليفة المسلمين زورًا وبهتانًا. هنا في هذه النقطة ينبغي علينا أن نبحث عن سبب جهلنا وتخلفنا في أن يكون القاتل ملاك والمقتول مجرم وفي شيطنة وأبلسة كل من لم يكن على ديننا أو فكرنا أو قوميتنا.

لذلك نعمل بكل ما في وسعنا بأن نفسح المجال كي يعيش الشيطان أكثر ونشجعه على الاستمرار في عمله وعدم محاكمته واعدامه، لأنه إن تم قتل الشيطان حينها لن يذهب أحدًا إلى الكنيسة ولن يتوجه أحدًا إلى المسجد، لأن السبب قد تم قتله والاقتصاص منه. فلكي نكون دائمًا أسرى لهذا الشيطان ونرتعب منه يعمل بعض الحكام على حمايته من أي قرار يتخذ ضد هذا الشيطان الرجيم.

نفس الحالة نرى أن الإرهاب الداعشي تم نقله بقدرة قادر من الحدود اللبنانية نحو الحدود السورية في تسوية هي الأولى من نوعها بين من يدعي أنه يمثل الرب وبين الشيطان الارهابي الداعشي، وكذلك تحرير تلعفر التي لم تستمر إلا يومين ويتم الإعلان عن تحريرها وهروب الشيطان نحو تركيا، وكذلك تحرير ريف دير الزور الذي كان "كن فيكون" ووصل الجيش السوري لهذه المدينة، وقيام بعض الدول بأخذ شياطينها من الدواعش ونقلهم عبر الحوامات العسكرية، وفي النهاية تجميعهم في مكان واحد للبدء في فوضى أخرى في مكان آخر.

الشيطان "داعش" لن يموت وأنه سيستمر في عمله لأن من يدعون الربوبية هم محتاجين لهكذا شيطان كي يستمرون في خداع الشعوب في أنهم إن لم يعبدوه فأن الشيطان سيكون رفيق دربهم نحو الفوضى وجهنم.

داعش لم ولن تنتهي ما دام حكام الرأسمال المالي العالمي جشعون ولم يسبعون نهمهم في السلب والسرقة، بل سيظهرون بنفس الاجرام في مكان وزمان مختلف مع تغيير الاسم فقط.

فهل نعي أن الشيطان "الإرهاب" ليس إلا صنيعة الحكام والنظم السلطوية وأنه كلما تم تحجيم دورهم وسلطتهم يتم القضاء على الشيطان وليس بالصلاة والدعاء وحده سنقضي على الشيطان والإرهاب، بل في الوعي والإدراك أن الإنسان هو غاية الحياة وبيس وسيلة كما تريدها الآلهة المقنعة.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط