الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزير التربية والسَرّاق


لم أنشر البقية المتبقية من تصريحات وزير التربية والتعليم لأنها قد تؤدي إلى إقالته، هكذا قال الكاتب الصحفي رفعت فياض الذي أجري حوار"الحرامية" على صفحات جريدة أخبار اليوم ، هذه الجملة جعلتني أتوقف كثيرا مفكرا ومتأملا ، ماذا قال طارق شوقي في هذا الحوار؟ هل لهذه الدرجة الراجل! شخبط شخابيط لخبط لخابيط مسك السكين ورسم علي المعلمين، أقذر وأقذع أغاني الطعن في الشرف والذمة والأمانة، في فئة يفترض أنه ولي أمرهم وراعيهم وحاميهم .

وبالتمعن في مغزي الكاتب من عدم نشر بقية التصريحات والاكتفاء بتصريح الحرامية فقط ، نستنتج أن أقل ما قيل في حق المعلمين هذا اللفظ الجارح، الذي حمل في طياته ألما نفسيا واضطرابا وهلعا، وأحدث نوبة اكتئاب عظمى وخرس إجباري للمجتمع بصفة عامة، وللمعلمين والنقابات التعليمية والمؤسسات التربوية بصفة خاصة، مما اضطر البعض إلى استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب ومثبتات المزاج، بينما ذهب البعض ممن أصيبوا باكتئاب مستعصي بالأدوية إلى العلاج بالصدمات الكهربائية، خاصة وأن الإتهام باللصوصية جاء من داخل البيت بل ومن قمة هرمه " الوزير ".

وضع الوزير المعلمين والمعلمات والإداريين وقيادات الوزارة في قفص الإتهام ، وفي سلة واحدة مع الخارجين عن القانون والمتجاوزين ضد الإنسانية من اللصوص والسارقين والحرامية،مما يجعلني أتساءل إذا كان المعلم حرامي؟ إذّا الطالب حرامي ومن ثم نحن مجتمع حرامية، وعليه يصبح غلق المدارس وتشريد المعلمين وربما حبسهم واجبا قوميا للحفاظ علي أمننا .

ربما تصريح الحرامية جعل بعض من أصحاب النفوس الضعيفة من الطلاب وأولياء الأمور، أو المجتمع يرفع شعار " قم للحرامي ووفه التلطيشا.. كاد الحرامي أن يكون فريسة ".

أيوه فريسة لنضال الوزير علي صفحات الجرائد ضد المعلمين الذين يسعون في الأرض فسادَا، دون إثبات أو إقتران شبة فساد أو الإعلان والإستدلال عن حرامي واحد، أو الإفصاح عن مكامن الخلل والقصور في العملية التعليمية الناتج عن فساد هؤلاء، أو بمعني أدق الإحالة للنيابة وبدء إجراءات التقاضي، أليس في الأمر لغزا لم نفهمه؟

و سر إستغرابي من هذه الطريقة الغريبة في النضال التعميم المخل والجائر، الذي طال الشريف وغير الشريف، و ساوي الأمين بالحرامي، ووضع مهنة المعلم في قالب السَرّاق واللص، دون إعتبار لشريف ومستقيم ونزيه ونبيل ومحترم وأمين وصادق وطاهر ونقي وصالح وعصامي؛ قد جرحهم وقتلهم مشرط النضال من أجل إستعراض عضلات معاليه أنه القاضي علي الفساد وأنه المخلص من المفسدين، مع إستنتاجنا الطبيعي والبديهي بأن لدي الوزير – عدد لا نعلم حجمه طبعا – من العاملين بالوزارة من أصحاب الكروش الممتلئة من التربح الغير مشروع داخل الوزارة سواء ديوانها أو مديرياتها أو إداراتها التعليمية أو مدارسها مثل أي مؤسسة داخل الدولة.

إشكالية أخرى أطرحها: هل نحن في حاجة في الوقت الراهن - في ظل المناخ العام - إلى مجرد كتابة شعارات في الصحف ؟، سرعان ما محوتها معاليك بمجرد تذمر المعلمين وإحساسك بأنك ستدفع ثمنا باهظا ربما يطول كرسي الوزارة.

أم أننا في حاجة إلى إعادة التفكير في كل أساليبنا النضالية ،بعيدا عن القذف المطلق في حوارك الصحفي " الغير موفق فيه بالمرة "، كونه هدم لا بني وفتت لا جمَع .

وعليه نطالب الوزير بالسعي إلي إجراءات الإصلاح في التعليم بأفعال علي أرض الواقع- وقد بدء جزءا وعليه الإستكمال - ،مع مراعاة مقتضيات وصلاحيات وواجبات وظيفتك الوزارية، والإعتراف بخطأ تعميم الفساد علي الجميع.

وإقرار المعلمين بأن هناك خلل وتقصير وإهمال في واجبهم الوظيفي وربما تفضيل الدروس الخصوصية علي المدرسة في الشرح والتعليم – والنماذج موجودة – ،والعمل سويا وزير ومعلمين علي سد كل الثغرات التي مكنت الجميع من كشف عوراتنا التعليمية ، ومنها تصريحات الوزير والتي جنينا من وراءها تشويه لبيتنا التعليمي في الوطن العربي وغيره .

ليكون طرد " الحرامية " الحقيقين من مناصبهم و محاسبتهم وإعلانها للرأي العام هو أول حراكك الميداني يا وزير التربية قبل التعليم.

من هنا يكون النضال من أجل القضية !
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط