الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لا سلامًا يا كرم في عزاء المدرسين


لن أبارزك القلم،وأنا لدي عزاء واجب في مصيبتي،فقد منحك الوزير المصري للتربية والتعليم طارق شوقي فرصة،بأن تُشهر سيف قلمك علي رِقاب المعلمين المصريين،بعدما شبههم بالحرامية ووصفهم بغير الاكفاء،فقررت أنت دون هوادة أن تسلخ وتشفي وتقطع بسنون قلمك التلمة حرامية مصر المظلومين،دون أن تضع أية إحتمالية لعبارة " ياما في وزارة التربية والتعليم مظاليم ".

فمُسامَحَتك فيما رَكَنْت عليه لحماية أمنك التعليمي ربما جائز ككويتي،ولكن جائِر علينا كمصريين،فمقالي كلمة عدل في وجه كاتب كويتي جائر،عزائي فيه وحزني عليه جهله بما فعل المعلم المصري في البنيان التعليمي والتربوي بالخليج عامة والكويت خاصة،وبمجرد أن يشهد عليه مسئول غير مسئول بشهادة زور تحكم عليه بالنفي خارج البلاد،وكأنك تعاقب المظلوم وتنصف الظالم.

لقد دهس الكاتب الكويتي حسن علي كرم بعبارات مقاله المعنون"المدرسون الحرامية"،جثث المعلمين المصريين بعد ما قتلهم وزيرهم،دون أن يُعير للموت ( المعنوي ) حرمة،أو أن الضرب في الميت حرام.

مطالبا في مقاله المنشور بجريدة السياسة الكويتية وزير التعليم الكويتي محمد الفارس،بطرد وتشريد المعلمين المصريين وإلغاء تعاقداتهم،ومحاسبة "الفارس"عن تلك التعاقدات مع المعلمين الذين وصفهم بـ"الغير مؤهلين ويحصلون على رواتب خيالية".

بل وعزف الكاتب سمفونية ضعف وتدهور التعليم في الكويت،إلى إعتماده على معلمين "حرامية وغير أكفاء"،في تربية وتعليم النشء ببلاده،مبررا مطالباته أن الإتهام جاء من الوزير المصري وهو الأكثر دراية ببواطن الخلل في وزارته.

وإتهم الكاتب المعلمين المصريين بنقل أمراض التعليم المصري إلى بلاده ومنها الدروس الخصوصية،التي لم تكن تعهدها الكويت قبل قدوم المصريين،وحولت التعليم في بلاده إلى تجارة مربحة لا رسالة لها ولا فائدة،إلي هذا انتهي الكاتب الكويتي من مقاله.

وعليه نقول لك – يا إبن كرم - إن كنت لا تعلم ، أو تعلم وفي هذا عذر أقبح من ذنب،فكويتك تعلّم على أيدي المعلمين المصريين،الذين لهم عطاء كبير في الميدان التربوي،ودورهم في نهضة التعليم في الخليج كله،فهم أصحاب فضل لا ينكره إلا جاحد،ونتفاخر بهذا دون معايرة أو لغة إستجداء،ونحرص على العلاقة الطيبة مع الخليجيين ودولة الكويت شعبا وحكومة.

وربما تكتشف أو إكتشفت فعلا أن ما وصَلْت إليه من مكانة في مجتمعك،كان للمعلم المصري فضل فيه حينما كنت طالبا .. لقد اخَذك المعلم المصري إلي مسالِك العظماء،واخذ بيد الكويت الي سُبُل المتقدمين تعليميا،فمعلمونا يشكلون جملة مفيدة في دفتر حضور وإنصراف مدارسكم.

وعليه يجب علي الوزير المصري،أن ينتبه إلي خطورة هذه المقالات والنداءات الإعلامية الخليجية،التي تزيد من تشويه صورة المعلم المصري وتتلاعب وتستهزأ بمكانته،فكثرة هذه النعرات ربما تجبر الدول علي إلغاء أو تقليص التعاقدات مع المعلمين المصريين ، مما سيكون له أضرار جسيمة علي الإقتصاد المصري من جهة ،وعلي إستقرار أسر المعلمين من جهة أخري.

إذا علي طارق شوقي أن يجرى العديد من الزيارات أو الإتصالات الهاتفية لعدد من الدول العربية ، بغرض تدعيم موقف المعلمين المصريين في تلك البلدان، وطلب زيادة أعداد المعلمين المعارين إلى تلك الدول ، بل وتحسين الصورة الذهنية التي ساهَمْ شوقي في رسمها عن أبناء وطنه من المعلمين.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط