الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اللواء جمال كحيلة لـ «صدى البلد»: اقتنصنا الدبابات لإخلاء الطريق أمام «الآر بي جيه»

صدى البلد

المقاتل المصري هو المعجزة الحقيقية لانتصار أكتوبر العظيم، فقد استطاع بعقيدته وإيمانه بالله وعزيمته وإصراره على استرداد الأرض وطرد العدو وإلحاق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي بأسلحته الحديثة المتطورة، وتدمير خط بارليف الذي قال عنه الخبراء الروس إن مصر ليس لها أمل في عبور الساتر الرملي إلا من خلال القنبلة الذرية.

بهذه الكلمات بدأ اللواء جمال كحيلة، أحد أبطال سلاح المشاة في حرب 6 أكتوبر 73، مؤكدا أن المصريين أبناء حضارة عريقة تمتد لـ 7 آلاف سنة استطاعوا تحويل انكسارهم وهزيمتهم إلى نصر عظيم، مشيرا إلى أنه بعد تخرجه من كلية الزراعة ومثل العديد من زملائه الذين قرروا الالتحاق بالكلية الحربية لخدمة البلد.

وقال إنه تخرج عام 1970 ليبدأ مشواره مع الجيش لإزالة آثار هزيمة 67 واسترداد الأرض حيث الاستعداد والتخطيط والمناورات والتدريبات من أجل استعادة سيناء، مشيرا إلى أنه كان ملازم أول قائد سرية المدافع المضادة للدبابات في القطاع الشمالي لقناة السويس، إحدى الوحدات الفرعية لفرقة 18 مشاة.

وعن مهمته في الحرب قال "كحيلة": "كانت مهمتنا في حرب 73 العبور إلى شرق القناة والاستيلاء على رأس الكوبري بأعماق تصل إلى 10 كيلو متر لصد العدو دون العودة مرة أخرى لقناة السويس على أن يتم اقتناص الدبابات لإخلاء الطريق أمام جنود سلاح "الآر بي جيه".

وأضاف: "بدأنا بالفعل في تنفيذ التعليمات واجتياز الصعوبات التي كانت تواجهنا، حيث كنا 8 أفراد ولدينا 10 مدافع يتراوح وزنها بين 75 و305 كيلوجرامات، بالإضافة إلى 450 صندوق ذخيرة يزن الواحد منها 45 كلوجراما، حيث تم تقسيم الأفراد إلى مجموعات تحمل المدافع على القوارب المطاطية ثم حملها أعلى الساتر الرملي على سلالم الحبال لنبدأ التعامل مع قوات العدو واقتناص الدبابات".

وتابع: "نجحنا بفضل الله في اليوم الأول من إنجاز مهمتنا وفي اليومين الثاني والثالث تمكنا من العبور إلى شرق القناة والاستيلاء على رأس الكوبري، ورفعنا العلم المصري عاليًا".

وأشار اللواء جمال كحيلة إلى أن "المشهد كان عظيما للغاية القادة والضباط والجنود الكل يتسابق على نيل الشهادة، وأن هتاف "الله أكبر.. الله أكبر" كان يهز ويزلزل أرض المعركة وبث الرعب في قلب العدو، حيث كانت تخرج من القلوب وليست من الحناجر.. نقتحم النيران في شجاعة.. لا نعبأ بالرصاص الذي يحيطنا.. النصر أو الشهادة أمام أعيننا.. المصابون يواجهون الدبابات بأجسادهم حاملون أسلحتهم.. فعلا إنها العقيدة والإيمان الذين قهروا المستحيل".

وقال "كحيلة": "إن ما يحدث الآن في سيناء امتداد لحرب أكتوبر المجيدة، حيث يواجه أبطال الجيش والشرطة هذا العدو المستتر والمتخفي بين الناس بكل شجاعة وبطولة رافعين شعار النصر أو الشهادة، من أجل مصر حرة مستقلة خالية من الإرهاب، إنها إرادة وعزيمة الرجال التي تظهر أوقات الشدة".

وأضاف أن البطولات التي تشهدها أرض سيناء الآن ليست بجديدة على أبناء هذا الجيش العظيم الذي يعد أقوى جيش في الشرق الأوسط.