الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حُضْن الجامعة


أستغفر الله العظيم .. يا رب سامحني .. ويا عزيزي القارئ اغفر لي .. لست أدري إلي متي ستظل تقبل بالتواصل معي .. وأنا أكتب فيما يُغضب الله وعن ما يهز عرشه وأقتحم مناطق شبه محرمة .. هل هتقبلني بكل كتاباتي عن الخلاعة و الإباحية .. أم سَتُصنفُني بأنني كاتب ( بورنو) بعد هذا المقال ..

أعلم أنني قد أَرْهقتُك كثيرا في مقالات سابقة عن الجنس والشواذ والتحرش والإغتصاب والرقص الخليع لأستاذة جامعية والألفاظ الجنسية لأستاذ الإعلام .. ولكني مُجْبَر اليوم أن أتحدث معك .. عن قُبلات وأحضان وأجساد متلاصقة .. ليست في غرف نوم أو بيوت دعارة أو كوفي شوب مشبوه أو ملهي ليلي ولا في شارع مهجور ولا تحت بير السلم .. فقد فرض المشهد العاطفي أَرصاده الجوية فجعلني ثائرا نهارا مائل لكتابة هذا المقال ليلا .. بينما الطقس يُنْبِئ بموجة غضب حارة للمجتمع.

أبطال المشهد ليسوا بداعر أو عاهرة ، والمتفرجون ليسوا قوادين ، ومشهد التلاقي الجسدي جعل المتجمهرين يخافون من أن ينجب المتحاضنان أطفالا من كثرة الحميمية في التعاطي ، لدرجة أن متفرجة تصرخ وتقول " بس كفاية بقي هتجيبو عيال " لترد أخري " يا فرحة امك بيكي ياختي " لتقف ثالثة واضعة أصابعها العشرة علي فمها المفتوح فيما يشبه فم وحيد القرن عندما يصارع فريسته من هول طول فترة البوس والحضن.

ثم ينطلق الصراخ والصويت والتصفير،إيذانا ببدء حفل خطوبة طالب بجامعة المنوفية علي طالبة بجامعة طنطا ، داخل حديقة كلية الحقوق بجامعة طنطا ، كان أصدقاؤهما قد أعدوا العُدّة من بالونات وأوراق مكتوب عليها التهنئة بالخطوبة ، مع بعض من الأغاني لزوم الفرح ، ليحضن الحبيب حبيبته ، وسط إستحسان وإستنكار البعض ، ليحتل الفيديو ( تريند ) علي اليوتيوب.

ربما من يقرأ سطوري سالفة الذكر يتوقع أنني سأقف مناديا بطرد الطلاب من الجامعة ، وتوقيع أقصي أنواع العقوبات عليهم طبقا للقانون ، وأنني سأهلل لموقف وزير التعليم العالي وقيادات جامعة طنطا ، بإحالة الموضوع للتحقيق، وإحالة كافة الطلاب المشاركين في الحفل إلى مجلس تأديب.

لا سأنتصر لحسن النية والمشاعر النبيله للحبيبين ، رغم مبالغاتهما في الأمر بإحتضان بعضهما أمام الجميع ، مرجعا ذلك إلى عفوية مشاعرهما، وعدم تقدير المكان والزمان والحرم الجامعي – وان كان ذلك خطأ - ، مع تأكيد رفضي الكامل لهذه الصورة التي تسيء إلي الجامعة.

لكن ليس كل خطأ يواجه بالتحقيقات ، وإنما نحن في حاجة إلي معالجات تربوية ودينية في مخاطبة مثل هذه الأمور، خاصة أنها ليست ظاهرة ومازالت في إطار عمل فردي جانبه الصواب ، وأعتقد أن مُشاهدة الأحضان علي الملأ وتناول الشاشات التلفزيونية والتقارير الصحفية لها عقاب كافٍ للطالبين ، بحيث لن يفعلا ذلك بعد الآن ، وقطعّا جرس إنذار دق رنينه في آذان كل الجامعيين ، مفاده أن للجامعة حرما والحرم يُحّرم ذلك.

عزيزاي الوزير ورئيس الجامعة لا تضعاهما تحت مقصلة القانون وسندان الإعلام ، وإضربا مثلا بروح القانون فالعفو عند حسن النية جائز، علي أن يتم التعليم - من خلال أساتذة الجامعة ومن خلال المدرجات - بمفهوم قدسية تلقى العلم فى محراب العلم، ومواصلة التهذيب والتأديب لطلاب الجامعات.

عزيزاي العروسان فعلتكما مخالفة للأعراف الجامعية وقدسية أماكن التعليم . الحرم الجامعي ليس للخطوبات لكن للتعليم والبحث العلمي.

أتمني لكما جوازا سعيدا .. وحياة أسعد
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط