الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشروع الحالمين السعودي


مشروع "نيوم" عبارة عن منطقة خاصة حيوية جديدة تقع شمال غرب المملكة، تسعى لتصبح مكانًا يجمع أفضل العقول والشركات معًا لتخطي حدود الابتكار إلى أعلى المستويات.

وتم تصميم هذه المنطقة الخاصة لتتفوق على المدن العالمية الكبرى من حيث القدرة التنافسية ونظام المعيشة إلى جانب الفرص الاقتصادية المتميزة، ومن المتوقع أن تصبح مركزًا رائدًا للعالم بأسره.

ويشتمل المشروع على أراض داخل الحدود المصرية والأردنية، حيث سيوفر العديد من فرص التطوير بمساحة إجمالية تصل إلى 26,500 كم2.

مشروع (نيوم) الاستثماري العملاق الذي أطلقه الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية الأسبوع الماضي ولقبه بمشروع "الحالمين" للذين يريدون إيجاد شيء جديد في هذا العالم يأتي في إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 التي تهدف إلى تطوير السعودية وتحويلها إلى نموذج رائد ومزدهر للتميز.

المشروع الذي يقام على مساحة أكثر من 26 ألف كيلومتر مربع ويمتد عبر الحدود المصرية والأردنية يعد أول منطقة اقتصادية خاصة تمتد عبر ثلاث دول ويعتبر نموذجًا عالميًا سياحيًا وصناعيًا وتجاريًا غير تقليدي.

ويتمتع مشروع الحالمين بعدد من المزايا الفريدة، منها القرب من الأسواق ومسارات التجارة العالمية حيث يمر بالبحر الأحمر حوالي 10% من حركة التجارة العالمية.. كما يمكن لـ 70% من سكان العالم الوصول للموقع خلال 8 ساعات كحد أقصى..

كما يتمتع هذا المشروع بالتضاريس المذهلة التي تشمل الشواطئ البكر التي تمتد على مساحة تتجاوز 460 كم من ساحل البحر الأحمر والعديد من الجزر ذات الطبيعة الأخاذة.. والجبال ذات المناظر الخلابة التي تطل على خليج العقبة والبحر الأحمر وتغطي قممها الثلوج خلال فصل الشتاء الصحراء المثالية الممتدة بهدوئها وجَمالها.

وبدأ العمل بالفعل في مشروع "نيوم" وذلك من خلال بحث سبل التعاون والاستثمار مع شبكة واسعة من المستثمرين الدوليين كما تم البدء بتأسيس بعض ركائز البنى التحتية الرئيسية. وسيتم الانتهاء من المرحلة الأولى لـ"نيوم" بحلول عام 2025.

ويهدف مشروع "نيوم" إلى توفير أفضل سبل العيش والفرص الاقتصادية لقاطنيه، وسيعيش فيه السعوديون والوافدون على حد سواء، كما هو حال جميع المناطق الخاصة العالمية الأخرى.

وسيكون المشروع منطقة خاصة مستثناة من أنظمة وقوانين الدولة الاعتيادية، كالضرائب والجمارك وقوانين العمل والقيود القانونية الأخرى على الأعمال التجارية، فيما عدا الأنظمة السيادية هو كل ما يتعلق بالقطاعات العسكرية والسياسة الخارجية والقرارات السيادية بحسب ما تراه حكومة المملكة مناسبًا، مما سيتيح المنطقة القدرة على تصنيع منتجات وتوفير خدمات بأسعار منافسة عالميًا.

اللافت للنظر هي تصريحات الأمير محمد بن سلمان القوية التي أعلنها عقب إطلاق هذا المشروع حيث تعهد بسير المملكة نحو التخلص الفوري من الأفكار المتشددة قائلًا: "نحن نعود إلى الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان وعلى جميع التقاليد والشعوب" وأكد أنه لن يتعامل مع أي أفكار مدمرة وقال: "سندمرها فورًا ونقضي على بقايا التطرف في القريب العاجل".

هذه التصريحات القوية لولي العهد السعودي تعتبر نقلة نوعية في النهضة الشاملة للمملكة العربية السعودية التي تشهدها حاليًا.

الجدير بالذكر أن السعودية بدأت خطوات إصلاحية في هذا المجال سواءً على الصعيد الداخلي أو الخارجي ومنها السماح بقيادة المرأة السعودية للسيارة مؤخرًا وهو ما كان محظورًا من قبل درءًا للفتن، لكن ليس لتطبيق نص أو شريعة إسلامية وكان قرار الملك سلمان بن عبد العزيز بشأن السماح للمرأة بممارسة القيادة خطوة تاريخية مهمة في سياق الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية.

من كل قلبي: السعودية تواصل الطريق نحو الحفاظ على الإسلام المعتدل المنفتح والثوابت الشرعية، وفي الوقت نفسه تبتعد عن التشدد والتطرف.. بهذه الأفكار غير النمطية على القادة السعوديين، وبمشروع الحالمين، سيتغير وجه السعودية، وربما تفوق دول المنطقة ازدهارًا وتطورًا مستقبلًا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط