الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هوانم الجيش والشرطة


أنا شغلتي ملهاش مواعيد .. هشيل عنك
أنا رايح مأمورية ومش عارف هرجع إمتي .. ترجع بالسلامة
اهتمي بدروس العيال وعلاجهم ومستقبلهم أنا مش فاضي .. متقلقش
معلهش كنت واقف في تشريفة معرفتش أرد عليكي .. ولا يهمك
رايح حملة ضبط وإحضار لبلطجي وهتأخر .. ربنا يوفقك
مش هاجي على" الغدا " ويمكن" العشا " علشان هأمّن أعياد بكرة .. تمام
مش هنام في البيت النهاردة طالع أرحل مساجين .. خلي بالك من نفسك
ادعيلي عندي حملة للقبض على خلية إرهابية .. ربنا معاكم ويقويكم

حجج لا تنتهي ، وأعذار بعرض السماوات والأرض ، وتأسفات تناطح السماء ، تَصْدُر من ضباط الشرطة أو الجيش لزوجاتهم وربما أقاربهم وآبائهم وأصدقائهم ، فقد حالت ظروف وأجواء وظيفة الضابط أن تعيش زوجته مثل بقية خلق الله ، فقد فقدت حياتهما الزوجية والاجتماعية شهية التواصل والتلاقي بين الشريكين ، أو تلبية الدعوات والمناسبات الاجتماعية .

وبعيدا عن أعذار التلاقي الأسري أو الاجتماعي التي لا يتحملها بشر سوي الزوجة التي أمنت بقدسية عمل زوجها الضابط وتضحياته ، وأيقنت بأنهم يؤدون رسالة نبيلة لأوطانهم وشعبهم العظيم ، فإنهن محاصرات دائما بالخوف والهوس والقلق من فقدانه أو استشهاده في حملة أو مأمورية أو استهداف إرهابي، وتختلف درجة الخوف بحسب الصحيفة الوظيفية لكل ضابط ، ومهامه المسندة إليه طبقا لنوعية الإدارة أو القطاع الذي يعمل فيه سواء" أمن عام" أو" أمن مركزي " ، الأمر الذى ينعكس بطبيعته على نفسية الزوجة خوفا من أن تدفع هي وأولادها ضريبة باهظة باستشهاد رب الأسرة ، من أجل أن يعيش الآخرون "شعب ودولة" في سلام وأمان .

فالهوانم زوجات ضُباط الشرطة أو الجيش- يحسدهُنّ الناس علي كونهن ناسبن الحكومة وبقين عرايس - تتحمل مسئولية البيت بمفردها وتمر بحالة ضيق ، فالزوج مجرد زائر في المنزل ، يغيب لأيام وربما أسابيع ، فتقوم بدور الأم والأب في نفس الوقت لغياب زوجها عن المنزل لفترات طويلة نتيجة ظروف عمله، ورغم كل هذه المعاناة التي تعيشها تتحمل كل ذلك من أجل الحفاظ علي المنزل ونجاح الزواج بينهما .

الزوج يخوض حربا في الخارج ، مسئولية الأبناء ملقاة بالكامل علي الزوجة, عليها أن تستعد ليوم قد تجد نفسها فيه وحيدة, أذناها منتبهتان للتليفون, وعيناها متعلقتان بالتليفزيون ، فقد تسمع خبرا تعيسا في أي لحظة، قلبها يخفق مع كل عملية أو تخريب يحدث في أي مكان ، خوفا علي زوجها، وهلعا علي بلدها، في يوم وليلة قد تتغير حياتها إلي الأبد ، من حرم فلان إلي أرملة عِلان ، ومن زوجة فلان إلي زوجة الشهيد علان ، فهن الوحيدات أو من القلائل اللاتي إذا خرج أزواجهن للعمل يضعن أيديهن على قلوبهن ، ولا يعلمن هل سيعودون أم سينضمون إلي قائمة الشرف .

ومع كل هذه الحياة المحفوفة بالمخاطر لأسر الضباط ، نري كرها شديدا يملأ قلوب البعض عديمي الإحساس والوطنية ، يشمتون في موت الشهيد ويصوبون طلقات الشماتة علي زوجات الأبطال من رجال الجيش والشرطة، قائلين: "جت الحزينة تفرح ملقتلهاش مطرح".

لا وألف لا ! لكِ مليون مطرح ومطرح في قلوب الشعب المصري فأنتِ زوجة شهيد ضحي من أجل أن نعيش، مؤمنين برسالتك، ومقدرين بطولة زوجك البطل ، فأنتِ خير نساء الأرض، ابقي شامخة فأنت زوجة شهيد أو مشروع شهيد .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط