أكدت فعاليات ورشة العمل الدولية (معًا من أجل مواجهة التطرف وتعزيز الحوار) التي بدأت اليوم الأحد وتنظمها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالتعاون مع جامعة الدول العربية ومنظمة اليونسكو ومركز الحوار بالأزهر الشريف، أهمية نشر التسامح وقيم التعاون في العالم بكل تنوعاته وثقافاته المختلفة لمواجهة انحراف السلوك وتغييب العقل باعتبارهما من أهم أسباب التطرف.
وقال الدكتور حمدي زقزوق رئيس مركز الحوار بالأزهر الشريف: إن الإسلام يدعو للنماء والسلام في العالم وأن الله خلق الناس للتعارف والتضامن للوصول بسفينة العالم إلى بر الأمان.. موضحًا أن التطرف هو انحراف السلوك وهو نابع من انحراف الفكر.
وأوضح "زقزوق" -في كلمته أمام ورشة العمل- أن الشباب حينما يغيب عقله فإنه يضل السبيل وينحرف نحو فكر التطرف والإرهاب.. مشددًا على أن مصير العالم واحد في مواجهة الفكر المتطرف والإرهاب وضرورة العمل المشترك لغرس الوطنية والاعتدال في نفوس الشباب والنشء وقيم التراحم والتعاون.
ومن جانبه.. استعرض الدكتور إبراهيم صلاح الهدهد عضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر دور المنظمة في إرساء التسامح والتعاون بين الناس في مختلف مشارق الأرض ومغاربها من خلال الدورات التدريبية والمحاضرات واللقاءات المختلفة لخريجي الأزهر في مختلف دول العالم والصحف والمجلات التي تصدرها المنظمة للتصدي لأفكار الجماعات المتطرفة وتصحيح المفاهيم للشباب المغيبة عقولهم.
وبدوره.. قال أحمد سكوان بن الخضيري ممثل سفارة ماليزيا في فعاليات ورشة العمل : إن التطرف مرض ابتليت به المجتمعات الإسلامية حيث تشهد اتهامات بالتكفير والتعصب والعنف..داعيا في هذا الصدد إلى ضرورة نشر ثقافة الحوار وتقبل الآخرين من خلال المراحل الأولى للتربية وغرس روح الحب والتسامح وزرع قيم الوسطية في المناهج الدراسية وتوعية الشباب حيث الدين لله والوطن للجميع أحد أهم عوامل صمام الأمان لمواجهة التطرف.
ومن ناحيته.. أكد سفير كازاخستان بالقاهرة أرمان اسياجالييف أن تعزيز التعاون والحوار أصبح أساس التعاون في العالم وهو أيضا يناسب تماما ما يسعى إليه الرئيس عبدالفتاح السيسي ومعه العديد من نظرائه من رؤساء الدول حيث يسعى إلى اجتثاث الإرهاب ومحاربة التطرف وإعلاء لغة الحوار وعدم تغييب الشباب.
ويشارك في ورشة العمل التي تستمر يومين عدد من شباب أعضاء هيئة التدريس بمشروع سفراء الأزهر وشباب من الدول العربية والمختلفة وكذلك من دول الوافدين الدارسين بالأزهر الشريف (مصر كازخستان – أذربيجان – ماليزيا – إندونيسيا – نيجيريا – الهند – باكستان – بنجلاديش – المغرب – البحرين – لبنان – فلسطين – الأردن – قطر - تونس)، وبحضور عدد من السفراء والمحاضرين.
وتتناول ورشة العمل ثلاث جلسات الأولى بعنوان (استخدام النصوص الدينية لتبرير العنف) والتي تستهدف تصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة التي يتم توظيفها من قبل الجماعات المتطرفة مثل : التكفير ، الجهاد ، الخلافة ، والحاكمية.. ويحاضر بها أ.د. إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر السابق ، وعضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، د. إلهام محمد فتحي شاهين – عضو هيئة التدريس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية – جامعة الأزهر.
أما الجلسة الثانية تحمل عنوان (أسباب انضمام الشباب إلى الجماعات المتطرفة وانزلاقهم في براثن التطرف) يتناول خلالها المشاركون الأسباب والعوامل المختلفة التي تدفع الشباب إلى الانضمام للجماعات المتطرفة من بينها عوامل اقتصادية واجتماعية ونفسية.
وتحمل الجلسة الثالثة عنوان (نماذج تاريخية ومعاصرة للمجتمعات المتماسكة والمتعايشة) حيث تتطرق إلى عرض ومناقشة نماذج تاريخية ومعاصرة ناجحة في تحقيق التعايش السلمي بين مواطنيها رغم الاختلافات الدينية والعرقية.