تقع مدينة شالي في قلب واحة سيوة في الصحراء المصرية، وتعد من أشهر معالم سيوة التاريخية، حيث تحتوي على معبد آمون الذي أنشأه المصريون القدماء، ويعود تاريخ هذه المدينة القديمة إلى آلاف السنين قبل الميلاد.
في البداية، قال محمد عمران، مدير العلاقات العامة والإعلام بمجلس مدينة سيوة: "تقع مدينة شالي بواحة سيوة الموجودة جنوب غرب مدينة مرسى مطروح على بعد 306 كيلومترات، وتعني كلمة "شالي" باللغة السيوية القديمة "المدينة".
وأضاف عمران أن سيوة بلد صغير يسكنه نحو ستمائة رجل من البربر يعرفون بـ"سيوة" ولغتهم تعرف بالسيوية، وتقرب من لغة زناتة، وبها حدائق نخيل وأشجار زيتون محصنة فوق الجبل ليكون في ذلك حماية لهم من أعدائهم ويساعدهم على الإحساس بالأمن والطمأنينة وليس هذا الموقع الجديد الذي اختاروه إلا مدينة سيوة الحالية.
وأشار إلى أن الرجال شيدوا منازلهم على منحدر التل وأحاطوها بسور متين البناء ولم يجعلوا له غير باب واحد مازال قائمًا إلى الآن، باسم "الباب إن شال" بمعنى "باب المدينة"، وفي الجهة الشمالية من السور يوجد الجامع القديم، وبعد مرور قرن فتحوا بابا ثانيا أطلقوا عليه "الباب أثراب" أي الباب الجديد، وقاموا بعد ذلك بفتح باب ثالث للمدينة من أجل النساء سمي "باب قدوحة"، وبدأوا في بناء منازلهم من "الكرشيف" وهو عبارة عن الطين الذي يؤخذ من الأرض المشبعة بالملح، وإذا جف يصبح كالأسمنت في صلابته، لذلك ارتفعت المباني في شالي إلى سبعة وثمانية طوابق.
وأوضح عمران أن السيويين ظلوا في خوف دائم من هجمات البدو إلى أن وصلت جنود والى مصر آنذاك محمد علي، وفتحت سيوة 1820م لذلك سمح لهم ببناء منازل خارج شالي، وفي عام 1926 حدث أن هطلت أمطار غزيرة استمرت ثلاثة أيام متوالية نتج عنها انهيار بعض المنازل وتصدع الباقي، ولهذا لم يجد أصحابها بُدًا من هجرها خوفًا على حياتهم، ومنذ هذا الحادث ترك من بقي من سكان شالي منازلهم القديمة وشيدوا منازل جديدة عند سفح الجبل، وبالرغم مما أصبحت عليه شالي الآن، فإن الزائر لها ما زال يستمتع بالنظر إليها لأنها تسيطر على المنظر العام للمدينة وتفرض شخصيتها على المكان كله.