قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

في خطبة الجمعة.. خطيب الجامع الأزهر يُحذر من مواقع التواصل الاجتماعي.. ويؤكد: الكُفر لم يكن يومًا علة للقتل ولا للقتال في الإسلام.. و«مصر» وطن يحبه الله ورسوله ونصرة جنودنا «واجبة»

0|أمل فوزي

خطيب الجامع الأزهر:
الرسالات السماوية لم تأت لتدمير أوطاننا وهدم الحضارات
الله أقسم بـ«مصر» في القرآن قبل البلد الحرام
«مصر» وطن يحبه الله ورسوله
الوطن نعمة من لا يُحافظ عليها لا يحب الله ورسوله
كلنا مطالبون بحماية الوطن ونصرة جنودنا
الله سيسألنا قبل جنودنا عن تقصيرنا في حماية وطننا
الكُفر لم يكن يومًا علة للقتل ولا للقتال في الإسلام
أصحاب لقب «أنصار بيت المقدس» كاذبون
الأمة الإسلامية ابتليت بـ«عنصرين فاسدين»

ألقى الدكتور عبد الفتاح العواري، أستاذ بجامعة الأزهر، خطبة الجمعة اليوم وموضوعها: «العمل ومحاربة الأفكار الهدامة»، بحضور لفيف من علماء الأزهر والأوقاف، بـ«الجامع الأزهر الشريف»، بمدينة القاهرة.

وقال إن رسالات السماء التي أنزل الله تعالى بها رسله وأنزل بها كتبه، إنما جاءت بتشريعاتها وقيمها وأخلاقها لإسعاد البشرية جمعاء، موضحًا أن تلك الرسالات السماوية جاءت إلى الحياة لترفع قدر الحياة، ولتصنع حضارات وتقيم عمرانًا، ولتبني أممًا، وواهم من يظن أن أي رسالة من رسالات السماء حمل لواءها أي من رسل الله -عليهم السلام-، قد حملت في تعاليمها عناصر الشقوة للبشر، أو معول هدم للحضارات.

وأكد أن هذا وهم يُخيل لأصحاب العقول السقيمة والأنفس المريضة، التي لا تعرف من قيم السماء ورسالاتها سوى الشك وهي بعيدة كل البُعد عن المضمون والجوهر، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاء بالحب والإنصاف والتعايش الإنساني، في رسالة متممة للرسالات قبله، وليقول للبشرية كلها «إني بُعثت رحمة، ولم أبعث لعانًا».

وتابع: الرسالات السماوية لم تأت لشقوتنا وتدمير أوطاننا والقضاء على أمننا ومحاربة استقرارنا، وإنما لتبث الطمأنينة في النفوس، والأمن في البلاد والعباد، مستشهدًا بما جاء على لسان النبي يوسف -عليه السلام-، في قوله تعالى: «فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ» الآية 99 من سورة يوسف.

وأوضح «العواري» أن مصر أرض السلام والطمأنينة والرسالات، فقد جاء ذكرها صريحًا في القرآن الكريم، وأقسم بها الله تعالى قبل أن يُقسم بالبلد الحرام في القرآن الكريم، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3)» من سورة التين.

ونبه إلى أن الوطن قيمة غالية، وحري بالإنسان الواعي أن يُحافظ على تلك القيمة ويعمل جاهدًا على حمايتها والدفاع عنها، ويبذل كل غالي ورخيص ليُحافظ على هذه البلدة المؤمنة التي تحمل في جنباتها ميراث النبوات وميراث آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مضيفًا أن قيم الإسلام التي تضمنتها رسالته ومحاسن الشريعة التي تضمنها الكتاب والسُنة الشريفة، حري بنا أن نحرص عليها وأن نُعلمها شبابنا وأجيالنا ومن يأتون بعدنا.

وأضاف: ليعوا كيف يكونون حماة للأوطان، وكيف يُحافظون على وطن أقسم الله به، مشيرًا إلى أن مصر هي بلد يُحبه الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ومن هنا جاء ذكره في سائر الكتب المنزلة على رسل الله -صلوات الله وسلامه عليهم-، منوهًا بأن الوطن نعمة يجب الحفاظ عليها، وحب الوطن جزء من العقيدة، ومن لا وطن له لا دين له، ومن لا يحب وطنه فإنه لا يحب الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.

ولفت إلى أن المسلم الذي يعبد الله تعالى حقًا، ويقر بأنه تعالى الخالق، وأن محمدًا نبيه ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، مطلوب منه أن يحافظ على وطنه وحدوده وأمنه وسلامته ومؤسساته ودور العبادة فيه، وأن يرتقي به، مشيرًا إلى أنه من واجبنا كمصريين مسلمين يتمثل في أن نكون درعًا ونصيرًا لجنودنا، وألا نتركهم وحدهم بالميدان، فهم إخواننا وأبناؤنا وأشقاؤنا.

وشدد على أننا كلنا مسئولون ومطالبون بحماية الوطن والدفاع عنه حتى نصل بسفينته إلى بر الأمان وعندها يتحقق الرخاء ويعم السلام، موضحًا أن الأمة الإسلامية ابتليت في العصر الحديث بعنصرين فاسدين، وأحدهما يُشكك في الثوابت ويعمل على زعزعة العقائد والثقة، ويطعن في الرموز الوطنية والدينية للأمة، وفُتحت له بعض أبواق الأعلام ليبث سمومه، التي وصلت إلى شبابنا وبناتنا في البيوت والنجوع والقرى، منوهًا بأن الآخر خرج علينا حربًا يحمل سلاحه ويصوب سهامه ورصاصه في صدر كل إنسان عصم الله تعالى دمه.

وأضاف أن الكفر لم يكن يومًا علة للقتل ولا للقتال، فعلة القتل في الشريعة هي الاعتداء والمحاربة، فخرج هؤلاء شاهرين سلاحهم مصوبين رصاصهم إلى صدور نفوس معصومة، نالت من خيرة شبابنا ورجالنا في الجيش والشرطة ومن المدنيين ومن الركع السجود في المساجد والكنائس، فدمروا كل شيء وهم يحملون بهتانًا وزورًا راية الإسلام، والإسلام براء.

وأشار «العواري» إلى أن الذين يزعمون أنهم «أنصار بيت المقدس»، قد سموا أنفسهم بألقاب لا تمت للحقيقة بصلة، وأنهم سموا أنفسهم بألقاب لا تمت للحقيقة بصلة، منوهًا بأنهم أحيانًا يسمون أنفسهم «أجناد مصر»، وهم في الحقيقة خصومها وأعداؤها، وأحيانًا يدعون أنهم «أنصار بيت المقدس» بينما هم أعداء لبيت المقدس.

وتابع: والدليل على ذلك أنهم لم يلقوا بحجر في ديار العدو، ولم يعلنوا يومًا أنهم سيخرجون لتحرير بيت المقدس، فأين موقف أولئك الكذابين الذين ربتهم الصهيونية العالمية كي يفتتوا الأوطان ويقضوا على الأمن ويخربوا البيوت والديار ويرثون الوهن والضعف، خدمة لأسيادهم من أعداء الأمة.

وأكد أن الذين يدعون إلى التشكيك في العقائد والثوابت، حتى وصل بهم إلى الدعوة إلى الإلحاد والتنكر إلى الإله الواحد، ويروجون إلى الإباحية، وكذلك الذين يستبيحون الدماء، هما العدو الحقيقي لهذه الأمة وخصوم الإسلام.

وقال: حذروا ابناءكم وبناتكم من مواقع التواصل الاجتماعي، التي يستخدمها عدونا لبث سمومه في عقول أبنائنا، فالله تعالى سيسألنا قبل جنودنا، عن تقصيرنا في الدفاع عن وطننا.