قوة مصر الناعمة

إن القوى الناعمة لها أكثر من معنى، فهي القدرة على الجذب والتأثير دون إجبار، وهي تتمثل في الحكومة وفي جودة المؤسسات السياسية واحترام حقوق الإنسان والانتشار الثقافي وتقديم منتج يتحلى بالجودة والاحترام. تعني أيضًا في جوهرها القوة الروحية والمعنوية المتجسدة في الأفكار والأخلاق والمبادئ من خلال الدعم الذي تقدمه في جميع المجالات الثقافة والفن والرياضة.. إلى آخره والتأثير في الأشخاص وصناعة وجدانه دون ضغط وهذا يحدث عبر السنين.

مصر تتمتع بقوة ناعمة لا أحسب أننا نستغلها جيدًا كما يجب وهذا ما أتمناه أن نركز عليه بجانب الأقتصاد والتعليم والصحة والطرق من المشاريع الكبير والتي تتم على أرض مصر .

القوة الناعمة لمصر كامنة في حضارتها ليس فقط القديمة ولكن الجديدة والحديثة والدليل على ذلك وجود علماء مصريين في جميع المجالات داخل مصر وخارجها . لا يخفى علينا جميعًا أن مصر تمتلك إرثًا تاريخيًا وحضاريًا عظيمًا جعلها من أهم الفاعلين في النظام الدولي على مر العصور .

لذا وجب أن نهتم في رفع وإظهار هذه القوة الناعمة في الثقافة . فمصر زاخرة بالكتاب والمفكرين والاهتمام بالكتب والجالات المتخصصة والطباعة وفنونها الحديثة كذلك السياحة والإهتمام بالمواقع السياحية والآثار وإبراز الغير معروف كذلك الأوبرا والفنون والإهتمام بالموسيقيين والفرق الموسيقية والرسامين ومعارضهم في الداخل والخارج وأيضًا علينا الإهتمام بالرياضة ليس فقط بكرة القدم بل جميع الرياضات إذ لنا فيها ابطال للأسف لا نعرفهم ولا نبرزها وهكذا . فمصر من أولى الدول التي انفتحت على الثقافات الغربية ، وهي الرائدة في مجالات صناعة الأفلام، والتليفزيون، والإعلام، والموسيقى. بدأت صناعة السينما في مصر في ثلاثينيات القرن العشرين.

القوة الناعمة تظهر في مناخ به حرية إبداع فهناك ثلاث أشياء تمنع هذه الحرية، تتمثل في الخوف من قهر الحكومة، وابتزاز المعارضة، والتخوين والتكفير، وأضافت أن الدولة يجب أن تحمي الإنسان ليفكر ويبدع دون خوف.وأيضًا الاهتمام بمشروع سياسي ثقافي نسعى إليه وأن يكون لمصر استراتيجية وطنية، بأن تعقد مكتبة الإسكندرية مؤتمرًا سنويًا عن قضايا المستقبل التي تهم الإنسانية.

مصر بدأت تتوازن في الساحة الدولية، وأصبح لديها تنوع فريد من القوة الناعمة في الفنون، والآداب، كما أن لديها تاريخا مجيدا مثل إذاعة صوت العرب وتأثيرها العميق قبل وبعد ثوره يوليو، كما أن الإعلام من القوى التي تدهورت بسبب غياب الرؤية، كما أن علينا تطوير المعاهد والجامعات .

إذا أردنا فعلًا أن نهتم بقوة مصر الناعمة علينا جميعًا ان نهتم بالإنسان المصري ليس في مأكله ومشربه ولكن في تكوينه ثقافيًا ورياضيًا ومساعدته على الانفتاح على العالم من جهة وتنمية إنتماءه ونجازه في بلده.