الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وأَصْبَحَ المُوسِيقِيُّ وَزِيرًا


منذ ستة أعوام مضت وتحديدًا في عام 2012 حيث كُنت مقيمًا في المملكة الأردنية الهاشمية، وأعمل أستاذًا في قسم الموسيقى بكلية الفنون الجميلة/ جامعة اليرموك، بلغني من الأستاذ الدكتور محمد طه الغوانمة عميد الكلية (الأسبق والحالي في نفس الوقت)، أن جامعتنا الموقرة (جامعة اليرموك) تستعد لاستقبال وفدًا من جامعة الفنون الوطنية في دولة كازاخستان، وذلك لإبرام اتفاقية تعاون أكاديمي تشمل تبادل خبرات الأساتذة وبعثات للطلاب وأنشطة فنية وإقامة حفلات ومؤتمرات ومعارض لنشر وتبادل المعرفة والثقافة في شتى المجالات الفنية بين الدولتين.

وأخبرني "الغوانمة" أن الوفد القادم سيكون برئاسة الأستاذة الدكتورة "إيمان موسى حاجييفا" رئيس جامعة الفنون الوطنية في كازاخستان، والتي ستقوم بتوقيع الاتفاقية مع نظيرها الأستاذ الدكتور "عبد الله الموسى" رئيس جامعة اليرموك في ذلك الوقت، وعَلمت من"الغوانمة" أن برنامج الزيارة يتضمن إقامة عرضين موسيقيين الأول يقدمه أساتذة وطلاب قسم الموسيقى في جامعة اليرموك في حفل الاستقبال يتضمن فنون الغناء التراثي الأردني، والثاني يقدمه الوفد الكازاخستاني في نهاية الزيارة، وكلفني "الغوانمة" بمتابعة حفل الختام وتسهيل مهمة الوفد الكازاخستاني وإمدادهم بما يلزمهم من أدوات وتجهيزات لتقديم العرض بالصورة التي يرجونها، وبالفعل وصل الوفد الكازاخستاني المكون من أربعة أفراد وتم توقيع بروتوكول التعاون الأكاديمي بين جامعة اليرموك وجامعة كازاخستان الوطنية للفنون، ثم إقامة الحفل الأول على مسرح قسم الموسيقى بجامعة اليرموك والذي قدم فيه أساتذة وطلاب القسم فقرات تنبض بالحياة وتجسد قيمة الموروث الموسيقي والغنائي الأردني رفيع المستوى، والذي نال إعجاب واستحسان الوفد الكازاخستاني وكل الحضور.

 ثم جاء دوري للتنسيق مع الوفد الكازاخستاني حول ما يلزمهم من تجهيزات لإقامة عرضهم في اليوم التالي فقالت لي د. حاجييفا (رئيس الجامعة) أرجو تجهيز المسرح ليستقبل (رباعي وتري)، فقلت لها أن معها ثلاثة فقط، فمن هو العازف الرابع؟ فأجابتني وهي تبتسم أنا العازف الرابع.

وبالفعل حضرت د. حاجييفا في الموعد المحدد لتقديم العرض وهي ممسكة بآلة (الكمان) ومعها زملاؤها وصعدوا جميعهم فوق المسرح.

توقعت أن أعباءها الإدارية كرئيس للجامعة في كازاخستان تحول بينها وبين التدريب على الآلة خاصة وأن آلة (الكمان) تحتاج ساعات طويلة من التدريب اليومي، لذلك توقعت أن مستواها الفني كعازفة سيكون متواضعًا أو عاديًا.

وقد كانت المفاجأة عندما أبهرتنا د. حاجييفا بعزفها الرائع منقطع النظير، وعرفت بعد ذلك أنها عازفة الكمان الأولى في كازاخستان!

وفي اليوم التالي وبعد مغادرة الوفد الكازاخستاني ذهبت إلى مكتب العميد (الغوانمة) لتناول القهوة ومناقشة ما تم إنجازه في هذه الزيارة، وحينئذ قلت للغوانمة متى سيصبح المُوسِيقِي في دولنا العربية رئيسا للجامعة؟

فأجابني "الغوانمة" قائلا: سيحدث ذلك في (مصر)، إن البداية دائمًا تكون من مصر فهي أم الفنون، لقد حصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه من مصر وشربت من نيلها وعشت بين ربوعها وتعاملت عن قرب مع فنانيها العظام، وأنا أتوقع أن يُصبح (المُوسِيقِي المِصْرِي) رئيسًا للجامعة بل ووزيرًا أيضًا، وبكرة تقول "الغوانمة" قالها.

وبالفعل صدقت نبوءة "الغوانمة" وتم تعيين (عازفة الفلوت) الأستاذة الدكتورة "إيناس عبد الدايم" وزيرًا للثقافة في مصر، لنثبت للعالم العربي أجمع أن مصر هي الرائدة دائمًا، فهي مهد الحضارات وأم الفنون... دُمتم بخير وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط