الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هُنَا القاهرة ..


"هُنَا القَاهِرَة" .. أولى الكلمات التي انطلقت عبر أثير الإذاعة المصرية عند افتتاحها في 31‏ مايو عام 1934، ليُصبح هذا اليوم عيدًا للإذاعة المصرية، وقد شكل (الراديو) لفترة طويلة جزءًا أساسيًا من الروتين اليومي للأسرة المصرية، ذلك الصندوق السحري الذي جمع المصريين حوله وكانت برامجه سببا في تشكيل وعي الكثير من الأجيال، كما كانت شاهدًا على مراحل مهمة من تاريخ مصر، بل وساهمت تلك البرامج في بعض الأوقات في صناعة تاريخ مصر والمنطقة بأكملها.

بدأ البث الإذاعي في مصر في عشرينيات القرن الماضي وكانت البداية عبارة عن إذاعات أهلية، ثم بدأ بث الإذاعة الحكومية المصرية عام 1934 بالإتفاق مع شركة ماركوني البريطانية، وفي عام 1947 تم تمصيرها وإلغاء العقد مع شركة ماركوني، وكان عدد محطات الإذاعة المصرية في بدايتها أربع محطات حتي وصلت الآن إلي ستة عشر محطة.

وقد قدمت الإذاعة المصرية برامجًا مميزة لا تزال عالقة في أذهاننا حتى هذه اللحظة ومنها: (ساعة لقلبك، كلمتين وبس، همسة عتاب، أبلة فضيلة، إلى ربات البيوت، لغتنا الجميلة، وكذلك قدَّمت الإذاعة المصرية المسلسلات الاجتماعية الهادفة مثل: (عوف الأصيل و ألف ليلة وليلة), كما أتاح الراديو الفرصة للجمهور للاستماع إلى أصوات أم كلثوم وعبد الوهاب وغيرهم من الفنانين المصريين والعرب أيضًا.

تقوم الإذاعة حاليا بدور مشهود وملموس رغم ما تموج به الساحة من وسائل إعلامية كثيرة سواء كانت مقروءة أو مرئية، إلا أن الإذاعة تظل هي المحور الرئيس في عالم الإعلام، فالاستماع إلى الإذاعة يُطْلِق لدى المُتلقي طاقات الخيال والتصور، ويحمله على الإنصات بتركيز أكثر إلى الكلمات والمقاطع والنغمات.

وما زالت الإذاعة إحدى الوسائل الإعلامية النشطة والمتفاعلة مع الناس خاصة مع مجيء التكنولوجيا الجديدة وتلاقي وسائل الإعلام المختلفة، فقد أخذت الإذاعة بالتحول والانتقال إلى منصات بث جديدة، مثل الإنترنت والهواتف الخلوية وغيرها.. وتتكيف الإذاعة مع التغيرات التي نشهدها في القرن الحادي والعشرين، وتوفّر سُبلًا جديدة للتفاعل والمشاركة، حيث تملك الإذاعة قدرة فريدة على الجمع بين الناس وتيسير إقامة الحوار البنّاء فيما بينهم من أجل إحداث التغيير المنشود، حيث أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي فقط قد يؤدى إلى تشتت الجمهور وتشرذم الناس وحبسهم في فقاعات إعلامية مع من يشاطرونهم الآراء، بينما تعمل الإذاعة على إعلامنا وتغيير أحوالنا عن طريق برامجها الإخبارية والترفيهية أيضا، وكذلك البرامج الحوارية التي تُشرك فيها المستمعين.

وفي المجال الموسيقي أرجو أن تقوم الإذاعة المصرية بتنمية دورها التثقيفي في نشر موروثنا الموسيقي الهائل من خلال برامج جديدة تُعدُ من قبل متخصصون أكاديميون من المخلصين أصحاب الفكر الراقي والرؤى الثاقبة الذين يستشرفون غدا أفضل لموسيقانا العربية، على أن تبدأ هذه البرامج بعبارة (هُنَا القَاهِرة ..) ،،،، دمتم بخير وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط